"لسورية": مقتنيات نادرة في متحف الفن الإسلامي

27 ابريل 2018
(من منحوتات تل حلف المقتناة في برلين)
+ الخط -

"لسورية" عنوان المعرض المزمع إقامته في 23 تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، والذي أعلن عنه "متحف الفن الإسلامي" في الدوحة ليكون متزامناً مع الذكرى العاشرة لتأسيسه.

يأتي المعرض في وقت فقدت فيه سورية الكثير من آثارها نهباً وتدميراً جراء العنف الدامي الذي تعيشه البلاد منذ 2011، تعرضت خلاله مواقع أثرية سورية تعكس تاريخ العالم إلى القصف والسرقة والتهديم مثلما حدث لمدينتي حلب وتدمر.

يسعى المعرض من خلال عرض بانورامي إلى إبراز مكانة سورية في تاريخ الفن والثقافة العالميين، حيث يتيح الفرصة للمتلقي أن يتأمل مقتنيات وقطع فنية أثرية وقديمة نادرة بعضها يعود إلى فترة ما قبل الإسلام، وقد جمعت وأعيرت لأجل تحقيق لم شمل تاريخي في هذا المعرض، لحقب مختلفة من حضارة سورية، من عدة متاحف عالمية ووطنية من بينها الـ "لوفر" الباريسي و"متحف فنون الشرق الأدنى القديم" في برلين و"مكتبة برلين الحكومية"، إلى جانب مقتنيات من "مكتبة قطر الوطنية" و"متحف الشيخ فيصل بن قاسم".

أما مشاركة "مجموعة متاحف قطر" في المعرض فتأتي من خلال لوحات لمستشرقين زاروا سورية ورسموها ومن بينهم الفرنسي لويس فرانسوا كاساس (1766-1827) الذي رسم "لوحة الكرفان الكبير في تدمر" عام 1785، كما تعرض لوحة الإنكليزي إدوارد لير (1812-1888) التي عنونها "دمشق" ورسمها عام 1860.

في الجانب الإسلامي من المعرض، نجد نسخاً قرآنية قديمة، ومخطوطات تعود إلى القرون الوسطى، وقطعاً زجاجية وخزفية ومنسوجات، كما تُعرض أعمال خشبية نادرة كانت تزين بيوتاً دمشقية، وفي سياق إعادة تصور تاريخ سورية، يوفر المتحف تجربة تفاعلية بهدف استكشاف معالم أساسية من بينها المسجد الأموي في دمشق وقلعة حلب.

من أهم القطع التي سيضمها المعرض منحوتة من البازلت لطائر جارح تنتمي إلى منطقة تل حلف الأثرية ويرجع تاريخها إلى مطلع القرن التاسع قبل الميلاد، ومن المعروف أن منطقة تل حلف تقع بالقرب من الحدود السورية التركية، وقد اكتشف الموقع الأثري فيها على يد الألماني ماكس فون أوبنهايم خلال الأعوام من 1911 وحتى 1923، حيث أظهرت أعمال الحفر القصر الآرامي الذي يعود عهده إلى سلالة الملك الآرامي كابارا بن قاديانو وعثر في أجزاء منه على تماثيل ضخمة لرموز وحيوانات مقدسة، تم نقلها إلى برلين في تلك السنوات.

كما يعرض "متحف الفن الإسلامي" نحتاً نقش عليه رسم لجمل، يعود إلى حضارة تدمر في النصف الأول من القرن الثالث الميلادي، وكانت النحوتات التدمرية تنقسم إلى تزيينية ودينية وجنائزية، إلى جانب الرسومات الجدارية التي تعتبر الحاضنة التي استوحى منها الفن البيزنطي الكثير؛ فالعلاقة بينه وبين الفسيفساء والنقوش على الجدران والأيقونات المسيحية علاقة المؤثر بالمتأثر وقد أخذ منها الفن البيزنطي وتقاطع معها.

من الفترة المملوكية يعرض المتحف "مزهرية كافور"، التي تنتمي إلى مجموعة صغيرة من الأواني الزجاجية الزرقاء البنفسجية المطلية بالذهب والمينا، ومن أواسط القرن الثاني عشر الميلادي يعرض أيضاً دورق أزرق مذهَّب صُنع في المنطقة التي نعرفها اليوم بأنها مدينة الرقة.

بموازاة معرض "لسورية" تنظم "مكتبة قطر الوطنية" في الفترة نفسها، معرضاً يدور في السياق نفسه تحت عنوان "سورية والانتداب الفرنسي"، الذي يعرض مخطوطات ووثائق وصور فوتوغرافية تؤرخ لمرحلة فرضت على المنطقة بعد سقوط الخلافة العثمانية عقب الحرب العالمية الأولى.

كذلك يقترب "المتحف العربي للفن الحديث" في الدوحة من أثر التشكيل السوري الحديث في الثقافة البصرية العربية، فيقيم معرضاً لفاتح المدرس (1922-1999) أحد أبرز الرواد التشكيليين الذين أسسوا حركة الفن الحديث في سورية والعالم العربي، كما يقيم المتحف معرضاً للفنانة اللبنانية منيرة الصلح يضم أعمالًا أنجزتها بالتعاون مع لاجئين سوريين، وآخر تحت عنوان "أجيال الثورة" يضم أعمالًا لسيمون فتال حول سورية في الأعوام السبعة الأخيرة.

المساهمون