يسابق أعضاء مبادرة "كيس بلدي" في قطاع غزة الزمن، لإنجاز أكبر عدد ممكن من الأكياس القماشية، وطرحها للراغبين في اقتنائها من خلال صفحاتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بديلاً عن الأكياس البلاستيكية التقليدية.
وتهدف المبادرة التي أطلقها 7 فلسطينيين إلى تعزيز اقتناء الأكياس المصنّعة من المواد القماشية المستخدمة والمعاد تدويرها، بدلاً من استخدام الأكياس البلاستيكية صعبة التحلل، والتي تستخدم بكثرة عند التسوق لدى المواطنين في قطاع غزة.
وانطلقت مبادرة "كيس بلدي" مطلع عام 2020 الجاري، غير أنّ ظروف جائحة فيروس كورونا أدت إلى تعطلها بعض الشيء، قبل أن يعاود أعضاؤها تكثيف أنشطتهم، في إبريل/ نيسان الماضي، بسلسلة من الأنشطة.
ويتكون الفريق من 7 شبان وهم غدير السقا وإبراهيم السقا ويارا اليازوري وشذى زيارة وبراءة شلايل وحسن المدهون وأحمد أبو مر، حيث يعمل جميعهم ضمن المبادرة، ويقومون بتقسيم العمل والمهام بينهم لإنجاز العمل المطلوب.
وتقول العضو في المبادرة غدير السقا، لـ "العربي الجديد"، اليوم الخميس، إنّ المبادرة "جاءت استشعاراً بالمسؤولية المجتمعية وإدراكاً بخطورة استخدام الأكياس البلاستيكية التي من الصعب تحللها، وتحتاج لفترة زمنية طويلة تصل إلى 100 عام".
ووفقاً لمعلومات جمعها الفريق خلال فترة تأسيسه لمبادرته، فإنّ إجمالي الأكياس البلاستيكية التي يستهلكها المواطن في غزة تتراوح ما بين 400 إلى 500 كيس بلاستيكي، وهو ما يساهم في زيادة التلوث، وينعكس سلباً على الحياة البحرية.
وتوضح السقا أنّ اختيار اسم المبادرة والفريق، جاء نظراً لسهولته وكونه يعبر عن المبادرة التي يتم من خلالها استخدام القماش المستخدم في صناعة الأكياس القماشية البديلة عن البلاستيكية.
ووفقاً للشابة الفلسطينية، فإنّ ما يميز الأكياس القماشية المصنعة ضمن مبادرتهم هي إمكانية استخدامها عدة مرات بعد إعادة غسلها، بعكس الأكياس البلاستيكية التي من الممكن أن تتلف وتتمزق بعد أول استخدام لها.
وتتميز الأكياس القماشية التي تنتجها المبادرة بوجود أشكال خاصة لها من خلال استخدام عبارات تدعو لتجنب الأكياس البلاستيكية وعبارات أخرى باللغة الإنكليزية مثل "أنا لست بلاستيك" و "لا تستخدم البلاستيك"، بالإضافة لأشكال وتصاميم تناسب الصغار وكبار السن.
ومن الصعوبات التي واجهت الفريق خلال عمله، هي إقناع المجتمع بالاستغناء على الأكياس البلاستيكية واستبدالها بالقماشية، إلى جانب تأثيرات جائحة وكورونا خلال فترة الإجراءات الوقائية وصعوبة تجمع الفريق ما دفع باتجاه إنجاز المهام بشكل فردي.
ولا يقتصر عمل مبادرة "كيس بلدي" على إنتاج الأكياس القماشية وبيعها للراغبين باقتنائها، إذ تم طرح مقاطع فيديو عبر صفحتهم عبر "فيسبوك" تهدف لتعليم الراغبين بصناعة الأكياس القماشية بطريقة سهلة، من خلال استخدام المواد المتوفرة في المنزل.
ويؤكد القائمون على المبادرة أنّ الهدف الأساسي ليس ربحياً، بل يعود لرغبتهم في نشر الوعي باستخدام هذه الأكياس بدلاً عن البلاستيكية، لا سيما أنّ الأسعار التي تباع بها تعتبر رمزية، وتتراوح ما بين 20 إلى 25 شيقلاً (عملة إسرائيلية) للكيس الواحد.
وحظيت المبادرة باحتضان من قبل مؤسسة "أيام المسرح" التي ساهمت في توفير الإمكانيات والأدوات اللازمة للفريق، بعد سلسلة من الدورات والتدريبات التي حصلوا عليها.