"كتاكيت" مُسرطنة في مصر

03 ديسمبر 2015
47 ألف مزرعة دواجن مرخصة (خالد دسوقي/ فرانس برس)
+ الخط -
بيّنت الشكاوى التي تقدّم بها عدد من مربّي الدواجن في محافظات الدلتا (شمال القاهرة)، بعد نفوق عدد منها لإصابتها بمرض سرطان الدواجن "الليكوزس"، وهو من الفيروسات القاتلة، أن 70 في المائة من الدواجن في الأسواق مُسرْطنة.

وأكد اتحاد منتجي الدواجن وشعبة الدواجن في غرفة القاهرة رفضه التام لاستيراد "كتاكيت" مصابة بالأمراض من الخارج، الأمر الذي سيدمّر قطاع الدواجن في مصر، وتقدّر استثماراته بنحو 30 مليار جنيه (نحو 4 مليار دولار)، وخصوصاً بعد حدوث عجز في الأسواق على خلفية انخفاض الإنتاج من 1,4 إلى 1,5 مليون طائر يومياً، في وقت تقدّر حاجة السوق في البلاد بنحو 2,3 مليون طائر.

وتقدّم الاتحاد بمذكرة عاجلة إلى وزير الزراعة عصام فايد، مطالباً إياه بالتدخل وعدم استيراد "الكتاكيت" المصابة بالأمراض، والتي تؤثر بشكل كبير على قطاع الدواجن في البلاد.

وكشف مصدر مسؤول في وزارة التموين أن "رئيس الحكومة شريف إسماعيل طلب من وزير التموين خالد حنفي إجراء تحاليل على عدد من الدواجن الموجودة في حظائر في بعض المحافظات قبل تسويقها، وذلك على خلفية شكاوى عدد من المواطنين وأصحاب الحظائر، الذين لفتوا إلى أن معظم الدواجن الموجودة في الأسواق مريضة، بالإضافة إلى تلك المثلّجة".

وقال المصدر إن "هيئة السلع التموينية في وزارة التموين استوردت ألفي طن من الدواجن من الخارج، وخصوصاً من الولايات المتحدة الأميركية، علماً أنها تؤدي إلى إصابة المواطنين بتصلب الشرايين، وتباع بأسعار رخيصة بهدف السيطرة على ارتفاع الأسعار في الأسواق المحلية". ولفت إلى أن "هذه الدواجن موجودة في الأسواق والمجمعات الاستهلاكية بسعر لا يتجاوز التسعة جنيهات (أقل من دولار أميركي)، وقد كتب عليها: أمن غذائي.. عدالة، إذ عمدت الحكومة إلى استيرادها لمواجهة الغلاء".

من جهته، قال أستاذ الرقابة الصحية على اللحوم في كلية الطب البيطري في جامعة الإسكندرية إبراهيم سماحة إن "تناول اللحوم البيضاء وخصوصاً تلك المصابة بالليكوزس، تؤدي إلى إصابة الإنسان بأمراض عدة مثل الفشل الكلوي ومشاكل في الكبد وهشاشة العظام، بالإضافة إلى إضعاف جهاز المناعة، الأمر الذي حذرت منه منظمة الصحة العالمية في آخر تقرير لها". ويؤكد أن "استيراد دجاج مجمّد من الخارج يشكل خطراً على صحة المصريين، وخصوصاً أن عملية الذبح لا تحصل في مجازر صحية ومرخصة".

بدوره، قال مدير الشركة العامة للدواجن في المنصورة، علي الدهراوي، إن "استيراد اللحوم البيضاء المريضة، هو مثل استيراد القمح المسرطن واللحوم وغيرها"، مشيراً إلى أن "خسائر صناعة الدواجن تقترب من مليار جنيه منذ شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بسب نفوق عدد كبير من الطيور لأسباب عدة، منها الأمراض التي تصيبها وعدم وجود أدوية لها، وعدم توفير العلف". ويشير إلى أن "عدداً كبيراً من مربي الدواجن التقوا وزير الزراعة عصام فريد، من دون نتائج على الأرض".

وأضاف الدهراوي أن "أصحاب المزارع يستغيثون يومياً لفرض رقابة عاجلة على استيراد الكتاكيت من الخارج، إلا أن أحداً لا يستجيب". ويسأل: "من المسؤول عن إفراغ السوق من اللحوم البيضاء، ودخول منتجات غير صحية؟".

من جهة أخرى، يشير إلى أن "الحكومة تريد أن تظهر على أنها إلى جانب المواطن، فتملأ السيارات باللحوم الحمراء والبيضاء بأسعار أقل من تلك الموجودة في السوق". يضيف أن "المواطن لا يعرف إذا كانت هذه اللحوم جيدة أم لا، إلا عندما يصاب بالمرض ويتوجه إلى الطبيب". ويشير إلى أن "هناك أكثر من 30 ألف مزرعة قادرة على إنتاج مليار و300 مليون دجاجة، إلا أن تلك المزارع تعمل بنصف كفاءتها بسبب الأمراض الوبائية التي تصيب الطيور، وارتفاع كلفة الإنتاج، فضلاً عن المشاكل الخاصة بالتراخيص".

تجدر الإشارة إلى أن هناك نحو 47 ألف مزرعة دواجن مرخصة في جميع القطاعات، علماً أن ضعف هذا العدد غير مرخص، وخصوصاً في الأقاليم والمناطق الريفية. ويعمل في هذا القطاع نحو مليوني شخص بشكل مباشر وغير مباشر. ويعدّ هذا القطاع أحد أكبر القطاعات في السوق المصرية.

وكان وكيل مديرية الطب البيطري في الدقهلية محمد جمعة، قال إن المديرية قامت بالإجراءات اللازمة حيال ما تناولته بعض وسائل الإعلام حول تفشي مرض سرطان الدواجن في مزارع إنتاج البيض بالمحافظة، مؤكداً أخذ عينات من الدواجن النافقة وإرسالها إلى المعامل المركزية، لتحليلها وبيان سبب النفوق.

إقرأ أيضاً: سي السيّد يتحوّل إلى "ست البيت"
دلالات
المساهمون