بالتزامن مع عيد الميلاد، أطلقت الممثلة السورية ديمة قندلفت، أغنيتها الأولى، على طريقة الفيديو كليب، بعنوان "كبريت"، كهدية للشعب السوري بهذه المناسبة، لتضجّ فيما بعد وسائل الإعلام السورية بهذا الحدث الفني، متفاخرة بما قدمته قندلفت فنياً، وتعاملت مع تصريحاتها كجزء من خطابها الإعلامي. وتمحورت تصريحات قندلفت، حول أهمية العمل كقيمة إنسانية في الوضع الراهن في المنطقة، وكقيمة فنية مختلفة خارج الإطار المعتاد، حيث صرحت لـ"إي اتي بالعربي"، "تعوا نطلع من العلبة". إلا أن الأغنية التي قدمتها لم تكن أبداً خارجة عن المألوف، بل كانت بجميع عناصرها، من كلمات وألحان، وحتى الفيديو الكليب، مألوفة لجميع السوريين، وكأنها تختزل الكليشهات التي يسوق النظام من خلالها لنفسه، كرمز للعلمانية، منذ اندلاع الثورة.
بعيداً عن رداءة صوت قندلفت، فإن العمل عبارة عن مزيج لعدد من الأعمال الفنية والمخصصة لعيد الميلاد، فالعمل الذي سُوق له كإبداع فني، خال من جميع عناصر التجديد، حتى على صعيد الكلمة. الممثل السوري كفاح الخوص، الذي تولى كتابة كلمات الأغنية، لم يقم في الواقع سوى باستبدال كلمات الأغنية الشعبية للأطفال في سورية، بكلمات أخرى تبدو أقل قيمة منها، فأغنية "هالصيصان"، التي يرد فيها: "هالصيصان شو حلوين، عم يدوروا حول أمهن مبسوطين"، أصبحت: "هالأولاد شو مبسوطين، عم يدوروا حول الشجرة مبسوطين"، وهذا بحد ذاته يبدو تحريفاً للتراث السوري الشعبي، وتطبيعه بطابع ديني. كما أنه استنسخ كلمات من أغنية "تلج تلج" للسيدة فيروز في محتوى فني ضعيف جداً، يسوده الشحن العاطفي لكسب الجمهور، من خلال الترميز للمتشردين السوريين، وبالرجوع أيضاً إلى حكاية بائعة الكبريت الشعبية، والتي لم يصل إليها العيد، بحسب الأغنية، بسبب الطائفية في سورية وتبعاتها المتطرفة، فاستثمر الخوص في اجتراح كل ما هو سائد لإنجاح العمل.
وأما الفيديو كليب، فقد استند على تصوير بعض الأطفال السوريين بشكل عشوائي، والذين رمز لهم ببائعة الكبريت، ليجتر العواطف. كما عمد إلى تصوير الصليب في قبة الكنيسة، ويليه مباشرةً مشهد لشخص يرقص "رقصة الميلوية" أو "رقصة الدراويش"، وهي صورة نابعة من الكلشيه ذاتها التي استخدمها النظام في بداية الثورة، حين كان يصور الصليب إلى جانب الهلال، ويحثُّ على العيش المشترك، ليُلبس الثورة عباءة الطائفية، وليصور نفسه كبطل العلمانية.
إنَّ اختيار ديمة قندلفت لتقديم هذا العمل الفني، ذي الطابع الديني والسياسي، أمرٌ لا يدعو إلى الاستغراب، فالنظام استثمر قندلفت من قبل للترويج لفكرة التسامح الطائفي، وسورية العلمانية برعاية الأسد، فجعل من زواجها بوزير الاقتصاد همام الجزائري مادة إعلامية دسمة تخدمه، إذ كان أوَّل زواج بين رجل سياسة مسلم وفنانة مسيحية، بارك له النظام السوري. وصرحت قندلفت حينها: "أرسل رسالة للعالم كيف نعيش كسوريين وكيف نحبّ، وأن سورية كانت وستبقى بلد المواطن المجرد من أي انتماء آخر سوى للأرض". وجدت قندلفت في الأغنية الوطنية التي يدعمها النظام منفذاً للوصول إلى مبتغاها. وأعلنت في المقابلات التي روجت فيها لأغنيتها، بأنها ستطلق ألبوما كاملا في العام القادم.
اقــرأ أيضاً
بعيداً عن رداءة صوت قندلفت، فإن العمل عبارة عن مزيج لعدد من الأعمال الفنية والمخصصة لعيد الميلاد، فالعمل الذي سُوق له كإبداع فني، خال من جميع عناصر التجديد، حتى على صعيد الكلمة. الممثل السوري كفاح الخوص، الذي تولى كتابة كلمات الأغنية، لم يقم في الواقع سوى باستبدال كلمات الأغنية الشعبية للأطفال في سورية، بكلمات أخرى تبدو أقل قيمة منها، فأغنية "هالصيصان"، التي يرد فيها: "هالصيصان شو حلوين، عم يدوروا حول أمهن مبسوطين"، أصبحت: "هالأولاد شو مبسوطين، عم يدوروا حول الشجرة مبسوطين"، وهذا بحد ذاته يبدو تحريفاً للتراث السوري الشعبي، وتطبيعه بطابع ديني. كما أنه استنسخ كلمات من أغنية "تلج تلج" للسيدة فيروز في محتوى فني ضعيف جداً، يسوده الشحن العاطفي لكسب الجمهور، من خلال الترميز للمتشردين السوريين، وبالرجوع أيضاً إلى حكاية بائعة الكبريت الشعبية، والتي لم يصل إليها العيد، بحسب الأغنية، بسبب الطائفية في سورية وتبعاتها المتطرفة، فاستثمر الخوص في اجتراح كل ما هو سائد لإنجاح العمل.
وأما الفيديو كليب، فقد استند على تصوير بعض الأطفال السوريين بشكل عشوائي، والذين رمز لهم ببائعة الكبريت، ليجتر العواطف. كما عمد إلى تصوير الصليب في قبة الكنيسة، ويليه مباشرةً مشهد لشخص يرقص "رقصة الميلوية" أو "رقصة الدراويش"، وهي صورة نابعة من الكلشيه ذاتها التي استخدمها النظام في بداية الثورة، حين كان يصور الصليب إلى جانب الهلال، ويحثُّ على العيش المشترك، ليُلبس الثورة عباءة الطائفية، وليصور نفسه كبطل العلمانية.
إنَّ اختيار ديمة قندلفت لتقديم هذا العمل الفني، ذي الطابع الديني والسياسي، أمرٌ لا يدعو إلى الاستغراب، فالنظام استثمر قندلفت من قبل للترويج لفكرة التسامح الطائفي، وسورية العلمانية برعاية الأسد، فجعل من زواجها بوزير الاقتصاد همام الجزائري مادة إعلامية دسمة تخدمه، إذ كان أوَّل زواج بين رجل سياسة مسلم وفنانة مسيحية، بارك له النظام السوري. وصرحت قندلفت حينها: "أرسل رسالة للعالم كيف نعيش كسوريين وكيف نحبّ، وأن سورية كانت وستبقى بلد المواطن المجرد من أي انتماء آخر سوى للأرض". وجدت قندلفت في الأغنية الوطنية التي يدعمها النظام منفذاً للوصول إلى مبتغاها. وأعلنت في المقابلات التي روجت فيها لأغنيتها، بأنها ستطلق ألبوما كاملا في العام القادم.