يظهر شاطئ بحر مدينة غزة، على أنه الملاذ الآمن لسكانٍ ضاقوا ذرعًا من ويلات الحصار الإسرائيلي، ولا سيما أنه جميل وساحر. هدوء الموج المتضارب الذي لمع في عيني طفلة فلسطينية أمام ناظري عائلتها، وسَكينة غطت رمال البحر، حتى باغتت قذيفة إسرائيلية ذلك المشهد، وحوّلت الجمال إلى مأساة، وشكّلت ذاكرة مأساوية للطفلة مع شاطئ مدينتها الحزين.
هدى أبو غالية، والتي أضحت وحيدةً بعدما استهدفت المدفعية الإسرائيلية عائلتها بالكامل، إبان عام 2006، ومشهدٌ آخر تكرر مع أطفال عائلة بكر، والذين استهدفتهم الزوارق الإسرائيلية بعدة قذائف، أنهت رحلة استجمامهم ولهوهم على رمال شاطئ غزة الساخن، حالتان تختصران بأن كل شيء للغزّيين "كان جميلاً".
حالتان عالجهما الفلسطيني، محمد الكرنز، ضمن مجموعة أعمال فنية، أطلق عليها اسم "كان جميلاً"، مستخدمًا فيها أسلوبًا تعبيريًا من خلال التركيز على التفاصيل الحية بمجموعات لونية كثيفة، وإعادة طرح مشاهد من الذاكرة وترجمتها على سطح لوحات تجاوز فيها حدود المنطق والواقع.
ويوضح الفنان الفلسطيني لـ"العربي الجديد"، أن مأساة عائلتي بكر وغالية، تمثل حالة متكاملة لما سعى لإيضاحه في أعماله، إذ عبر عنها في لوحتين بعنوان "الشهيدة" و"بكر"، مبينًا أن شاطئ غزة لم يعد "ذلك المكان الآمن للفلسطينيين والملجأ لهم للترفيه عن ويلاتهم في المدينة المحاصرة".
ويقول الكرنز: "كان جميلاً ذلك الشاطئ، وهدوء البال وزمن السكينة، وتمتعنا بالشروق والغروب والفصول"، موضحًا أنه عالج عددًا من القضايا من خلال التلوين الأشبه بتكوين المجرة السماوية، وتصوير ما تمليه عليه ذاكرته، وفقًا لما يمر به الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
ويبين بأنّه استخدم أسلوب "التعبير عن المشاهد في حضور شخوص مجردة الملامح وبيئة غنية بالبقع اللونية الزاهية، لمعالجة حالات التغيّر الزمني. ويقارن مقدار نسب الجمال في الفرح واللهو والمتعة والأمومة والعادات الاجتماعية"، إذ يظهر ذلك في نحو 20 لوحة فنية.
ويلفت الفنان الغزّي إلى أن "لحظات السعادة للغزّيين محدودة جدًا"، غير أن القطاع يزدحم بالمحن والصعوبات والعذابات، التي تجعل ديمومة البهجة مفقودة لدى سكانه، مبينًا أن "الفن الفلسطيني دائماً ما يعبر عن الواقع والقضايا المتلاحقة".
لوحة فنية ضمن زواياه، بعنوان "حكايا المساء"، يبيّنها الكرنز، بأنها لأختين في حالة انسجام وسَمر في ساعات المساء، غير أن لحظة السعادة المؤقتة تنقطع مع حدوث انفجار بالقرب من منزلهما، يُحول تلك الحالة إلى لحظات رعب وخوف، أكدت أن السعادة في غزة غير متكاملة.
في وقت لم تغِب الصورة المأساوية الأبرز ضمن أعماله الفنية، عن "الأمومة"، إذ يشير الفنان الفلسطيني إلى أن "مشهد الطفل الذي يلامس بطن أُمه الحامل"، يعبر عن فقدان الكثير من الأطفال لأمهاتهم في الحروب الإسرائيلية على قطاع غزة أعوام 2008 و2012 و2014.
أمّا حكاية لوحة "تحت الجميزة"، فكانت تُحاكي ذاكرة الفنان الفلسطيني الذي كان يجد في تلك الشجرة مظلةً له للجلوس رفقة أقرانه، ويؤكد الكرنز في نهاية حديثه، أن الشعب من حقه أن يعيش السعادة الكاملة، مستشهدًا بالقول: "على هذه الأرض ما يستحق الحياة".
اقــرأ أيضاً
هدى أبو غالية، والتي أضحت وحيدةً بعدما استهدفت المدفعية الإسرائيلية عائلتها بالكامل، إبان عام 2006، ومشهدٌ آخر تكرر مع أطفال عائلة بكر، والذين استهدفتهم الزوارق الإسرائيلية بعدة قذائف، أنهت رحلة استجمامهم ولهوهم على رمال شاطئ غزة الساخن، حالتان تختصران بأن كل شيء للغزّيين "كان جميلاً".
حالتان عالجهما الفلسطيني، محمد الكرنز، ضمن مجموعة أعمال فنية، أطلق عليها اسم "كان جميلاً"، مستخدمًا فيها أسلوبًا تعبيريًا من خلال التركيز على التفاصيل الحية بمجموعات لونية كثيفة، وإعادة طرح مشاهد من الذاكرة وترجمتها على سطح لوحات تجاوز فيها حدود المنطق والواقع.
ويوضح الفنان الفلسطيني لـ"العربي الجديد"، أن مأساة عائلتي بكر وغالية، تمثل حالة متكاملة لما سعى لإيضاحه في أعماله، إذ عبر عنها في لوحتين بعنوان "الشهيدة" و"بكر"، مبينًا أن شاطئ غزة لم يعد "ذلك المكان الآمن للفلسطينيين والملجأ لهم للترفيه عن ويلاتهم في المدينة المحاصرة".
ويقول الكرنز: "كان جميلاً ذلك الشاطئ، وهدوء البال وزمن السكينة، وتمتعنا بالشروق والغروب والفصول"، موضحًا أنه عالج عددًا من القضايا من خلال التلوين الأشبه بتكوين المجرة السماوية، وتصوير ما تمليه عليه ذاكرته، وفقًا لما يمر به الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
ويبين بأنّه استخدم أسلوب "التعبير عن المشاهد في حضور شخوص مجردة الملامح وبيئة غنية بالبقع اللونية الزاهية، لمعالجة حالات التغيّر الزمني. ويقارن مقدار نسب الجمال في الفرح واللهو والمتعة والأمومة والعادات الاجتماعية"، إذ يظهر ذلك في نحو 20 لوحة فنية.
ويلفت الفنان الغزّي إلى أن "لحظات السعادة للغزّيين محدودة جدًا"، غير أن القطاع يزدحم بالمحن والصعوبات والعذابات، التي تجعل ديمومة البهجة مفقودة لدى سكانه، مبينًا أن "الفن الفلسطيني دائماً ما يعبر عن الواقع والقضايا المتلاحقة".
لوحة فنية ضمن زواياه، بعنوان "حكايا المساء"، يبيّنها الكرنز، بأنها لأختين في حالة انسجام وسَمر في ساعات المساء، غير أن لحظة السعادة المؤقتة تنقطع مع حدوث انفجار بالقرب من منزلهما، يُحول تلك الحالة إلى لحظات رعب وخوف، أكدت أن السعادة في غزة غير متكاملة.
في وقت لم تغِب الصورة المأساوية الأبرز ضمن أعماله الفنية، عن "الأمومة"، إذ يشير الفنان الفلسطيني إلى أن "مشهد الطفل الذي يلامس بطن أُمه الحامل"، يعبر عن فقدان الكثير من الأطفال لأمهاتهم في الحروب الإسرائيلية على قطاع غزة أعوام 2008 و2012 و2014.
أمّا حكاية لوحة "تحت الجميزة"، فكانت تُحاكي ذاكرة الفنان الفلسطيني الذي كان يجد في تلك الشجرة مظلةً له للجلوس رفقة أقرانه، ويؤكد الكرنز في نهاية حديثه، أن الشعب من حقه أن يعيش السعادة الكاملة، مستشهدًا بالقول: "على هذه الأرض ما يستحق الحياة".