ساعات معدودة ويُسدَل الستار على فعاليات الدورة 68 لـ "مهرجان كان السينمائي الدولي" بحفل توزّع فيه جوائز الدورة السبع الرئيسية على أفلام المسابقة الرسمية.
وكانت عروض الأفلام اختُتِمت أمس بفيلم "ماكبث" للمخرج الأسترالي جاستين كارزل وهو قراءة سينمائية جديدة لمسرحية شكسبير، لعب فيه الممثل مايكل فاسبيندر دور البطولة إلى جانب النجمة الفرنسية ماريون كوتييار، ومن المرجّح أن يحصد واحدة على الأقل من جوائز المهرجان الرئيسية.
وبشكل عام، انقسمت أفلام المسابقة الرسمية إلى قسمين؛ الأول تهيمن عليه سينما "جماهيرية" موجهة للجمهور العريض. إلى جانب قسم يضمّ أفلاماً "نخبوية" موجهة بالأساس إلى المثقفين، وهذا النوع من الأفلام الذي يحصد في الغالب أهم جوائز "كان".
ومن بين الأفلام المرشحة لحصد جوائز هذه الدورة "ديبان" للمخرج الفرنسي جاك أوديار، ويحكي قصة مهاجر سيريلانكي شاب يحطّ الرحال في أحد أحياء الضواحي الباريسية.
وهناك فيلم "ميا مادري" للمخرج الإيطالي ناني موريتي الذي يتناول بطريقة مؤثرة موضوع فقدان شخص عزيز. وكذلك فيلم "شباب" لمخرج إيطالي آخر، باولو سورينتينو والذي يقدّم رؤية سينمائية حول إشكالية الزمن الهارب. ومن بين الأفلام النخبوية التي يطغى عليها التناول الفني، يبرز فيلم "القاتل" للمخرج التايواني هو هسياو-سيين.
كما يحضر اسم فيلم "الجبال قد ترحل" للمخرج الصيني زانغ-كي كأحد الأفلام المتوقع فوزها بجائزة، وهو فيلم ذو تركيبة معقدة حول إشكالية الهوية والتشظي العائلي. ويُرشِح بعض المتابعين فيلماً آخر ترك أصداء إيجابية وهو فيلم "كارول" للمخرج الأميركي تود هاينز الذي يحكي قصة حب جارفة بين امرأتين في الخمسينيات من القرن الماضي.
غير أن عدداً من النقاد العارفين بعقلية لجان التحكيم في "كان" يرشحون بقوة فيلم "ابن شاؤول" للمخرج الهنغاري لاسلو نيميس. العمل يعود للنبش في ذاكرة المحرقة عبر قصة سجين يهودي في معسكر "أوشفيتز" الشهير يحاول استعادة جثة ابنه لكي يدفنها في مقبرة محترمة.
يبقى أن أفلام المسابقة الرسمية هذا العام لم تقترح عملاً قوياً يخلق هزّة سينمائية وينتزع إجماع النقاد والمتابعين والإعلاميين، بل إن هناك من يرى بأن الأفلام المقترحة في هذه الدورة ضعيفة، ولم يستطع أي منها أن يجمع بذكاء بين رؤية سينمائية ثاقبة تنال رضا النقاد وسلاسة تعبيرية تجذب الجمهور العريض بالمقارنة مع الدورات السابقة ومع أفلام مهرجانات دولية أخرى مثل "البندقية" و"برلين" و"تورونتو" التي باتت منذ سنوات تنافس "كان" بقوّة.
أما بالنسبة للحضور العربي في هذه الدورة فكان باهتاً بالمقارنة مع بعض الدورات السابقة، باستثناء مشاركة المخرج المغربي نبيل عيّوش بفيلمه "الزين اللي فيك" في مسابقة "أسبوعي المخرجين"، خارج المنافسة الرسمية، وأيضاً مشاركة المخرج المغربي الأنغولي فيصل بولوفة بفيلم قصير ضمن مسابقة جائزة "إيلي" للأفلام القصيرة.
وعلى مستولى لجان التحكيم، حضر المخرج الموريتاني عبد الرحمن سيساكو في لجنة تحكيم الأفلام القصيرة الخاصة بمسابقة "سيني فونداسيون". كما شاركت المخرجتان اللبنانيتان نادين لبكي وجوانا حاجي توما، إضافة إلى المخرجة السعودية هيفاء المنصور في لجنة تحكيم مسابقة "نظرةٌ ما".