"كافيه سنفورة" في العريش

03 يوليو 2018
خلال الاستعداد لافتتاح مقهى "سنفورة" (العربي الجديد)
+ الخط -
في سابقة في مدينة العريش في محافظة شمال سيناء (شرق مصر)، ستفتتح أريج بيومي مقهى خاصاً بالنساء، هو الأول من نوعه في المحافظة، التي تُعرف بكونها محافِظة ومتمسكة بالتقاليد، خصوصاً في ما يتعلّق بحركة النساء. قرارها أثار جدالاً كبيراً بين أهالي المحافظة خلال الأيام الماضية.

تقول بيومي إنّ قرارها افتتاح مقهى مخصّص للنساء، كان نتيجة رغبتها في التميّز في المشاريع الريادية، وإعطاء المرأة حقّها في التنزّه والالتقاء بصديقاتها في مكان مخصّص لهن. وتشير إلى أنّها ستوظّف نساء بهدف منحهن مساحة للتحرّك والنقاش، في وقت تكثر فيه المقاهي الخاصة بالرجال في مدينة العريش، حالها حال بقية مدن ومحافظات مصر. تضيف لـ "العربي الجديد"، خلال العمل على إتمام التحضيرات الأخيرة لافتتاح المقهى، إنها لم تكن تتوقّع أن يخلق "كافيه سنفورة" كل هذين الجدال والمتابعة من قبل آلاف المواطنين في مدينة العريش، ما أكسب المقهى شهرة أوسع مما كانت تتوقع، وبصورة سريعة للغاية، وعلى مستوى المحافظة بأكملها، حتى من دون الحاجة إلى أي إعلانات.

ولم يقتصر الجدال حول المشروع الجديد في العريش على حديث المواطنين في الشوارع والمقاهي، بل امتدّ ليُحدث جدالاً كبيراً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من خلال هاشتاغات باسم صاحبة الفكرة، واسم المكان الجديد، ليعرب المئات عن آرائهم حول الفكرة وتطبيقها. انقسم المواطنون بين مؤيد ومعارض، في وقت يتجه جمهور النساء إلى التأييد المطلق للفكرة، مع تأكيد الرغبة في التجربة فور افتتاح المقهى.



في هذا السياق، يقول الناشط يسري نافذ لـ "العربي الجديد" إنّه "ما من مشكلة في الفكرة أو اعتراض عليها، لكن كانت هناك تساؤلات حول هوية المكان. على سبيل المثل، هل سيقدّم المقهى النرجيلة أو حجر الشيشة والسجائر، التي عادة ما تكون متوفرة في أي مقهى، ونظراً إلى كون العريش مُحافِظة، فلن يقبل أحد أن يكون هناك مكان يسمح للنساء بتدخين الممنوعات".

نافذ، وهو أحد المؤيدين للفكرة والداعمين لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يقول إنّ "المشروع سينجح على الرغم من الاعتراضات"، لافتاً إلى أنه في "حاجة إلى تطوير في وقت لاحق بهدف تعميم الفكرة على كافة أحياء محافظة شمال سيناء. هكذا نؤكّد لمصر أنّنا سنعمر هذه الأرض على الرغم من المعوقات التي تحيط بنا، وسنبقى صامدين رغبة منا في حياة كريمة مثل بقية مواطني مصر".

وبحسب بيومي، فإنّ المقهى سيحتوي على زوايا عدّة، منها زاوية للقراءة الجماعية والفردية، وأخرى للرسم، وأماكن خاصة بالأطفال المصاحبين لأمهاتهم، وأخرى للفتيات، داعية منتقدي فكرتها إلى انتظار الافتتاح، والاطلاع على التجربة ورؤية تأثيرها الإيجابي الذي سينعكس على النساء في العريش.

تعقيباً على ذلك، تقول الناشطة هالة محمود إن افتتاح مقهى خاص بالنساء في العريش "كان أمنية بالنسبة إلى عشرات النساء، وقد انتظرن تحقيقها على مدى السنوات الماضية. إلّا أنّ الظروف الأمنية كانت وما زالت تحول دون تنفيذ مشاريع ريادية كثيرة على غرار مقهى للنساء. واستطاعت بيومي تجاوز معوقات كثيرة، خصوصاً نظرة المجتمع إلى مشروع مماثل".



وتتوقّع محمود، خلال حديثها لـ "العربي الجديد"، نجاحاً باهراً للمشروع، في ظلّ الحماس التي لاحظته لدى عشرات النساء المتابعات للمشروع، واللواتي يترقبن افتتاحه، ما يؤكّد أنه سيشهد إقبالاً أكثر من المتوقع، وسيكون فصلاً جديداً من فصول دعم المرأة المصرية في سيناء، خصوصاً أن النساء ما زلن يعانين آثاراً سلبية جمة بسبب الظروف الأمنية التي تحياها المحافظة منذ خمس سنوات.

وتطمئن بيومي أهالي العريش إلى أنّ "كافيه سنفورة" سيكون مشابهاً بالاسم فقط لمقاهي الرجال، إلا أنه سيكون مختلفاً، مشيرة إلى حرصها على تأمين خصوصيّة النساء في الداخل والخارج، وعدم السماح بالتدخين داخل المقهى. هذا ما أكدته في فيديوهات نشرتها على صفحتها على "فيسبوك"، وتداولها آخرون عبر المجموعات الخاصة بمدينة العريش.
لا تسعى بيومي إلى استفزاز أهالي مدينتها، بقدر ما ترغب في توفير مكان خاص للنساء، إضافة إلى تحقيق نجاح شخصي من خلال مشروع جديد ومبتكر.
المساهمون