حول عربات "كاسكروت المروّب" يلتقي التونسيون باختلافهم وتتلاشى الفوارق الاجتماعية. ولا شيء يسدّ جوع هؤلاء في النهارات مثل الخبز المغمّس بالهريسة والبيض المسلوق اللذَين تحوّلا واحداً من أشهر أطباق الشارع التونسي.
وعلى الرغم من أنّ "كاسكروت المروّب" (سندويش البيض المسلوق) غير مصنّف في الأكلات الشعبية التونسية التقليدية، فإنّه بات ينافس أقدم الأطباق وأعرقها ومنها "كاسكروت الكفتاجي" و"كاسكروت التونسي" بعدما غزت عربات باعته كلّ الطرقات والمناطق الإدراية الحيوية في العاصمة تونس وضواحيها.
و"كاسكروت المروّب" أو "كاسكروت العياري" يتألّف من خبز مطليّ بالهريسة التونسية يكون مصحوباً بالبيض المسلوق وزيت الزيتون، وقد تضاف إليه بعض المواد الأخرى من أجبان أو تونة عند الطلب. وانتشار هذه الوجبة السريعة يعود إلى بائع متجوّل لقبه "العياري"، نسبة إلى قبيلة أولاد عيار. فهو كان يبيع ساندويتشات البيض المسلوق في طريق باب بنات في العاصمة التونسية، بالقرب من المقرّ الرئيسي للمحاكم وكبرى الدوائر الحكومية، وعدّته سلّة يضع فيها أرغفة الخبز وعلبة الهريسة والبيض المسلوق. وبعد الإقبال الذي حظي به "كاسكروت العياري"، راح آخرون يعتمدون هذا النوع من السندويتشات، فانتشرت عرباته في كلّ الطرقات، ليصير وجبة أساسية للعابرين في خلال اليوم ومورد رزق لمن تبنّى هذه المشاريع المتنقّلة.
ويجتمع زبائن سندويشات البيض المسلوق حول عربات باعتها، ومن بينهم العامل المياوم والطالب وعابر السبيل والمسؤول الإداري، علماً أنّ لابسي ربطات العنق والبدلات الرسمية لا يجدون أيّ حرج في انتظار دورهم في الطابور.
ويختلف "كاسكروت المروّب" عن بقيّة الأطباق الشعبية التونسية، إذ إنّه يقتصر على ثلاثة مكوّنات رئيسية الخبز والهريسة والبيض المسلوق الساخن، غير أنّ المختصين في التغذية يعدّونه وجبة غذائية متكاملة لاحتوائه العناصر الغذائية الأساسية للجسم، خصوصاً البروتينات. وفي هذا الإطار، تؤكد اختصاصية التغذية عائشة المستوري لـ"العربي الجديد" أنّ "هذه الوجبة الشعبية غنيّة بالبروتينات التي يوفّرها البيض بالإضافة إلى زيت الزيتون الغنيّ بالمنافع الصحية، شريطة التثبّت من أنّ البيض صالح للاستهلاك".
تضيف المستوري أنّ "مخاطر التعفّن الغذائي في هذه الوجبة تُعَدّ قليلة بالمقارنة مع الوجبات الشعبية الأخرى، بسبب اقتصار كاسكروت المروّب على مكوّنات رئيسية تتحمّل حرارة الطقس صيفاً"، غير أنّها تشدّد على "ضرورة إخضاع العربات التي تقدّم هذه الوجبة إلى مراقبة صحية من قبل وزارة الصحة على غرار كل محلات المأكولات السريعة والمطاعم".
ولأنّ أصحاب عربات "كاسكروت المروّب" لا ينامون ويعملون لساعات طويلة، فإنّها تساهم في إبقاء شوارع العاصمة نابضة، نظراً إلى قدرتها على جذب المارة بروائح أغذيتها الشهيّة التي تنبعث منها. فالباعة يسلقون البيض على عرباتهم الخشبية في أوعية خاصة، تتكدّس إلى جانبها أرغفة الخبز وعلب الهريسة وزجاجات زيت الزيتون.
ويأتي مشهد تلك العربات لافتاً للانتباه، على بساطتها. فهي إلى جانب المواد التي تتكدّس عليها، تجمع حولها فئات مختلفة من الناس، والجميع يلتقي عند بائع "كاسكروت المروّب" لسدّ الرمق بعد العمل أو السهر أو لمجرّد الاستمتاع بالمذاق اللذيذ. وتُسجَّل تلك المشاهد بشكل كبير على مقربة من محطات النقل في العاصمة تونس وفي محيط المؤسسات الكبرى، علماً أنّ أصحاب تلك العربات يعملون حتى ساعات متأخرة من الليل فيقدّمون وجباتهم لسائقي سيارات الأجرة وكذلك لمرتادي الحانات وغيرهم.
اقــرأ أيضاً
سفيان حميدة من الزبائن الأوفياء لعربات سندويشات البيض المسلوق، يقول لـ"العربي الجديد" إنّه يفضل "هذا النوع من الأكلات التي تحوي مكوّنات غنيّة بالطاقة والتي تتميّز بمذاق لذيذ على بقية الأكلات الخفيفة الأخرى". يضيف: "أقصد تلك العربات ما بين ثلاث مرّات وأربع في الأسبوع عادة، لكنّ الوتيرة قد تكون يوميّة في حال كنت في ضيقة مالية"، مؤكّداً أنّ "هذه العربات منقذة للفقراء ليلاً".
تجدر الإشارة إلى أنّ التونسيين معروفون بإقبالهم، خصوصاً الشباب منهم، على الوجبات السريعة التي قد تتعدّد في اليوم الواحد، وهم في طريق عودتهم من العمل أو بعد الدراسة أو عند لقائهم الأصدقاء والزملاء. ومن الوجبات السريعة التي يُفضَّل استهلاكها في خارج المنزل، نذكر "الكفتاجي" و"الفريكاسي" و"اللبلابي" و"الصحن التونسي" و"كاسكروت المروّب" وغيرها، على الرغم من أنّه من الممكن إعدادها بسهولة في المنزل. فتناولها على الطريق له سحره الخاص.
وعلى الرغم من أنّ "كاسكروت المروّب" (سندويش البيض المسلوق) غير مصنّف في الأكلات الشعبية التونسية التقليدية، فإنّه بات ينافس أقدم الأطباق وأعرقها ومنها "كاسكروت الكفتاجي" و"كاسكروت التونسي" بعدما غزت عربات باعته كلّ الطرقات والمناطق الإدراية الحيوية في العاصمة تونس وضواحيها.
و"كاسكروت المروّب" أو "كاسكروت العياري" يتألّف من خبز مطليّ بالهريسة التونسية يكون مصحوباً بالبيض المسلوق وزيت الزيتون، وقد تضاف إليه بعض المواد الأخرى من أجبان أو تونة عند الطلب. وانتشار هذه الوجبة السريعة يعود إلى بائع متجوّل لقبه "العياري"، نسبة إلى قبيلة أولاد عيار. فهو كان يبيع ساندويتشات البيض المسلوق في طريق باب بنات في العاصمة التونسية، بالقرب من المقرّ الرئيسي للمحاكم وكبرى الدوائر الحكومية، وعدّته سلّة يضع فيها أرغفة الخبز وعلبة الهريسة والبيض المسلوق. وبعد الإقبال الذي حظي به "كاسكروت العياري"، راح آخرون يعتمدون هذا النوع من السندويتشات، فانتشرت عرباته في كلّ الطرقات، ليصير وجبة أساسية للعابرين في خلال اليوم ومورد رزق لمن تبنّى هذه المشاريع المتنقّلة.
ويجتمع زبائن سندويشات البيض المسلوق حول عربات باعتها، ومن بينهم العامل المياوم والطالب وعابر السبيل والمسؤول الإداري، علماً أنّ لابسي ربطات العنق والبدلات الرسمية لا يجدون أيّ حرج في انتظار دورهم في الطابور.
ويختلف "كاسكروت المروّب" عن بقيّة الأطباق الشعبية التونسية، إذ إنّه يقتصر على ثلاثة مكوّنات رئيسية الخبز والهريسة والبيض المسلوق الساخن، غير أنّ المختصين في التغذية يعدّونه وجبة غذائية متكاملة لاحتوائه العناصر الغذائية الأساسية للجسم، خصوصاً البروتينات. وفي هذا الإطار، تؤكد اختصاصية التغذية عائشة المستوري لـ"العربي الجديد" أنّ "هذه الوجبة الشعبية غنيّة بالبروتينات التي يوفّرها البيض بالإضافة إلى زيت الزيتون الغنيّ بالمنافع الصحية، شريطة التثبّت من أنّ البيض صالح للاستهلاك".
تضيف المستوري أنّ "مخاطر التعفّن الغذائي في هذه الوجبة تُعَدّ قليلة بالمقارنة مع الوجبات الشعبية الأخرى، بسبب اقتصار كاسكروت المروّب على مكوّنات رئيسية تتحمّل حرارة الطقس صيفاً"، غير أنّها تشدّد على "ضرورة إخضاع العربات التي تقدّم هذه الوجبة إلى مراقبة صحية من قبل وزارة الصحة على غرار كل محلات المأكولات السريعة والمطاعم".
ولأنّ أصحاب عربات "كاسكروت المروّب" لا ينامون ويعملون لساعات طويلة، فإنّها تساهم في إبقاء شوارع العاصمة نابضة، نظراً إلى قدرتها على جذب المارة بروائح أغذيتها الشهيّة التي تنبعث منها. فالباعة يسلقون البيض على عرباتهم الخشبية في أوعية خاصة، تتكدّس إلى جانبها أرغفة الخبز وعلب الهريسة وزجاجات زيت الزيتون.
ويأتي مشهد تلك العربات لافتاً للانتباه، على بساطتها. فهي إلى جانب المواد التي تتكدّس عليها، تجمع حولها فئات مختلفة من الناس، والجميع يلتقي عند بائع "كاسكروت المروّب" لسدّ الرمق بعد العمل أو السهر أو لمجرّد الاستمتاع بالمذاق اللذيذ. وتُسجَّل تلك المشاهد بشكل كبير على مقربة من محطات النقل في العاصمة تونس وفي محيط المؤسسات الكبرى، علماً أنّ أصحاب تلك العربات يعملون حتى ساعات متأخرة من الليل فيقدّمون وجباتهم لسائقي سيارات الأجرة وكذلك لمرتادي الحانات وغيرهم.
سفيان حميدة من الزبائن الأوفياء لعربات سندويشات البيض المسلوق، يقول لـ"العربي الجديد" إنّه يفضل "هذا النوع من الأكلات التي تحوي مكوّنات غنيّة بالطاقة والتي تتميّز بمذاق لذيذ على بقية الأكلات الخفيفة الأخرى". يضيف: "أقصد تلك العربات ما بين ثلاث مرّات وأربع في الأسبوع عادة، لكنّ الوتيرة قد تكون يوميّة في حال كنت في ضيقة مالية"، مؤكّداً أنّ "هذه العربات منقذة للفقراء ليلاً".
تجدر الإشارة إلى أنّ التونسيين معروفون بإقبالهم، خصوصاً الشباب منهم، على الوجبات السريعة التي قد تتعدّد في اليوم الواحد، وهم في طريق عودتهم من العمل أو بعد الدراسة أو عند لقائهم الأصدقاء والزملاء. ومن الوجبات السريعة التي يُفضَّل استهلاكها في خارج المنزل، نذكر "الكفتاجي" و"الفريكاسي" و"اللبلابي" و"الصحن التونسي" و"كاسكروت المروّب" وغيرها، على الرغم من أنّه من الممكن إعدادها بسهولة في المنزل. فتناولها على الطريق له سحره الخاص.