"قمة السبع": توقعات بتعثر صدور بيان ختامي بسبب الخلافات

08 يونيو 2018
سيغادر ترامب القمة باكراً(ليون نيال/Getty)
+ الخط -
خيّمت دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إلى ضرورة عودة روسيا للمشاركة في قمة قادة مجموعة الدول الصناعية الكبرى، على انطلاقة أعمال هذه القمة بنسختها الـ44، في مقاطعة كيبك جنوب شرقي كندا، في وقت استبعد مسؤولون في المجموعة صدور بيان ختامي على خلفية عدم التوافق بين أعضائها على قضايا التجارة.

وتضم المجموعة، إلى جانب كندا المستضيفة، كلًّا من الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا واليابان. ويشارك قادة الدول السبع، إضافة إلى مسؤولين في الاتحاد الأوروبي، في أعمال القمة، التي تستمر يومين.

ويعتبر تصريح ترامب حول عودة روسيا استفزازاً للأوروبيين، الذين باتوا على أهبة التشكيك حتى بالدور الأميركي داخل المجموعة، بعدما وصفت القمة بقمة الحرب بين الولايات المتحدة وأوروبا، على خلفية توجهات دونالد ترامب التجارية التي تسببت في زعزعة هذا التحالف، والتي كان آخرها فرض رسوم جمركية عالية على الحديد (25 في المائة) والألمنيوم (10 في المائة) المستوردَين.

وشكل 
إرجاء لقاء كان مقرراً بين ترامب، ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، الحدث الأبرز كذلك، إذ أعلن البيت الأبيض أن العمل يجري لعقده في وقت لاحق مساءً، من دون تحديد الأسباب.

وكان ترامب قد اعتبر قبيل مغادرته إلى كندا، في تصريحات صحافية من البيت الأبيض، أنه كان "يتعين أن تكون روسيا حاضرة في هذا الاجتماع".

وقال ترامب: "تعرفون، سواء أعجبكم ذلك أم لا، وقد لا يكون الأمر صحيحاً سياسياً، لدينا عالم نديره، ومجموعة السبع التي كانت مجموعة الثماني، طردوا منها روسيا.. بإمكانهم السماح لروسيا بالعودة، لأنه ينبغي أن تكون موجودة على مائدة التفاوض".

ورداً على ترامب، نقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية عن ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، قوله إن "روسيا تركز على تشكيلات أخرى بخلاف مجموعة السبع".

أوروبياً، أعلن قصر الاليزيه اليوم أن فرنسا وإيطاليا وألمانيا وبريطانيا، الدول الأوروبية الأربع المشاركة في قمة مجموعة السبع، اتفقت على رفض عودة روسيا إلى المجموعة، كما طلب الرئيس الأميركي.

وعقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وأنجيلا ميركل وتيريزا ماي وجوزيبي كونتي، قبيل بدء القمة، اجتماعاً بمبادرة من الرئيس الفرنسي، للاتفاق على أن "الموقف الأوروبي لا يريد عودة روسيا"، مع التذكير بتوخي الحذر "واليقظة" تجاه موسكو.

لكن زعماء هذه الدول أشاروا الى "احتمال إقامة حوار"، ما يشكل تنازلاً تمّ تقديمه إلى روما، وفقاً لمستشاري ماكرون. وكان كونتي قد أعلن تأييده عودة روسيا إلى المجموعة.

من جهتها، قالت رئيسة الحكومة البريطانية، التي تتهم روسيا بالوقوف وراء محاولة اغتيال العميل الروسي السابق سيرغي سكريبال في وقت سابق من العام الحالي، إن مجموعة السبع يجب أن تقتنع بأن سلوك موسكو تغيّر.

وقالت ماي لشبكة "سكاي نيوز" البريطانية إنه "لطالما كنا واضحين بشأن محاورة روسيا"، موضحة أنها استخدمت عبارة "محاورة ومحاذرة". وأضافت "دعونا نتذكر لماذا تحولت مجموعة الثماني إلى مجموع السبع. وقبل بدء أي نقاش في هذه المسألة، علينا أن نتأكد من أن روسيا تغير من أساليبها وتسلك طريقاً مختلفة".

يشار إلى أن روسيا انضمت إلى مجموعة السبع في عام 2002، بعضوية كاملة، ليتغير اسمها إلى مجموعة الدول الثماني الصناعية الكبرى، لكنها استبعدت من المجموعة في عام 2014 إثر تصاعد خلافاتها مع بقية الدول الأعضاء، على خلفية ضم شبه جزيرة القرم الأوكرانية، ليعود اسم المجموعة إلى مجموعة السبع.

إلى ذلك، قال مسؤولون في مجموعة الدول السبع إنه من غير المرجح أن يصدر زعماء المجموعة بياناً في ختام اجتماعهم في كندا غداً السبت، بسبب عدم وجود توافق بين أعضاء المجموعة المنقسمين بشدة حول قضايا التجارة.

وأبلغ بضعة مسؤولين وكالة "رويترز"، أن بياناً، يجب أن يوافق عليه زعماء كندا وبريطانيا والولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا واليابان وإيطاليا، سيكون من المتعذر تحقيقه، وإنه بدلاً من ذلك ستصدر كندا ملخصاً بصفتها رئيس الاجتماع.

وانتقد قادة في مجموعة السبع، ومن بينهم رئيس وزراء الدولة المضيفة جاستن ترودو، السياسات التجارية التي ينتهجها ترامب قبل القمة، ونددوا بفرض إدارته رسوماً جمركية على ورادات الصلب والألومنيوم من دول حليفة، بما يشمل كندا والاتحاد الأوروبي.

ومن المقرر أن يغادر ترامب القمة في وقت مبكر غداً السبت متجهاً إلى سنغافورة، استعداداً لاجتماعه مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون يوم الثلاثاء المقبل.