حذرت جمعية قطر الخيرية في تقرير لها اليوم الأحد، من خطر المجاعة في الصومال الذي يهدد نحو 6.2 ملايين شخص، وفقا لتقارير محلية ودولية متصلة أشارت إلى موجة جفاف قاسية تجتاح مناطق واسعة وتعرض ملايين الصوماليين للجوع، إضافة إلى ضعف البنية التحتية والخدمات الذي يلعب دوراً كبيراً في تعجيل حدوث الكارثة المرتقبة.
وقال مدير مكتب قطر الخيرية في الصومال، عبد النور مرسال: "إن البلاد تعيش إحدى أسوأ الأزمات التي عرفتها الإنسانية في العصر الحديث، بسبب الجفاف والنزاعات المستمرة". وأوضح أن "تأخر هطول الأمطار لعدة مواسم متتالية، أدى إلى نقص المياه ونضوب الأنهار والآبار، وتضاؤل المراعي، وتراجع إنتاج المحاصيل الزراعية إلى أدنى مستوى له، وبالتالي ارتفاع أسعار المواد الغذائية".
ويعيش مئات الآلاف من الصوماليين لاجئين في حالة شتات بعد فرارهم من المجاعة إلى كينيا واليمن ودول أخرى في القرن الأفريقي، كما وصل عدد النازحين داخل الصومال إلى 1.5 مليون شخص.
وتقول المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن الأوضاع الإنسانية في الصومال تحتاج لمشاريع كبيرة تشجع عودة اللاجئين وإعادة إدماجهم في وطنهم، وتحسين سُبل عيش النازحين، لكنها تؤكد أن التحدي كبير ويحتاج إلى جهود ضخمة تدعم مسار استعادة الحياة في الصومال.
ويعد الصومال من أكثر البلدان التي أنهكتها المآسي، فالعنف لم يترك الكثير من الخيارات للمدنيين، الذين وجدوا أنفسهم في ظروف صعبة ومؤلمة. ووفقاً لأحدث تقارير المفوضية، هناك 313.255 لاجئاً صومالياً في كينيا، و55.894 في اليمن، و254.274 في إثيوبيا، و37.193 في أوغندا، و13.077 في جيبوتي، و2.246 في إريتريا، وبالرغم من أن أعداد العائدين من تلك الدول تتزايد، إلا أن عدد النازحين يتجاوز 1.5 مليون شخص في جميع أنحاء الصومال.
وسببت الصراعات طويلة الأمد على مدى عقدين من الزمن، إلى جانب الكوارث الطبيعية الدورية، أضرارا بالغة بالبنية التحتية العامة، وعوّقت تقديم الخدمات الأساسية في الصومال. وأدى الجفاف المستمر إلى إلحاق أضرار بالغة بالناس في جميع أنحاء البلد، فنزح مئات الآلاف داخليا بسببه.
وتشير التقديرات إلى أن 6.7 ملايين شخص بحاجة إلى المساعدة في جميع أنحاء الصومال، ويحتاجون لدعم طويل الأجل خصوصاً أكثر المجتمعات تضرراً من اللاجئين والعائدين والنازحين داخلياً، لتمكينهم من استعادة حياتهم، وتوفير القدرة على الصمود أمام المجاعة والجفاف وحالات الصراع.
ويتسبب ضعف الخدمات الصحية في ندرة تقديم علاج للمرضى الذين يعانون من الأمراض الناتجة عن ظروف الجفاف، إضافة إلى شح المواد الغذائية وغلاء أسعارها.
وحذر تقرير أممي من أن الصومال بات على شفا كارثة وشيكة وعلى حافة مجاعة، وأن نصف سكانه (نحو 6.2 ملايين شخص) يواجهون انعدام الأمن الغذائي، بينهم ثلاثة ملايين بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة.
وتوقع التقرير أن يرتفع عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد من 185 ألفا إلى 270 ألفا خلال الأشهر الثلاثة المقبلة.