وكان المجلس البلدي في المدينة قد أعلن في أيلول/ سبتمبر العام الماضي عن استعداده لصيانة وترميم المبنى الذي تعرّض لانهيارات متتالية عام 2014 بسبب القذائف التي ألقيت عليه نتيجة الاقتتال في بنغازي قبل ثلاث سنوات.
لم تحرّك حينها السلطات ساكناً رغم النداءات التي وجّهتها مؤسسات محلية ودولية، علماً بأن القصر أُخضع في وقت سابق إلى عملية ترميم خاطئة من قبل إحدى الشركات الليبية.
تشتمل عمليات التأهيل للقصر الذي شيّد في عهد طاهر باشا خليفة رشيد عام 1895، على "تدعيم السقف لمنع تدهوره ووقف زيادة الانهيار به، كما سيتم إزالة الأجزاء الخرسانية التي تم تثبيتها في الجانب الشرقي للمبنى والتي تسببت في سقوط جزء منه، إضافة إلى تدعيم البوابة الرئيسية وتسقيفها وتغطية الجزءين الأيمن والأيسر بغطاء من البلاستيك لمنع دخول الرياح"، بحسب بيان الوزارة.
وأوضح البيان أن إحياء المكان يأتي "في إطار الحفاظ على الموروث الثقافي الليبي بالتعاون مع "المركز الإقليمي العربي لحماية التراث"، و"مؤسسة صندوق الأمير كلاوس" في أمستردام.
وكان القصر قد بُني كمركز للجيش التركي، وضمّ ثلاثة أجنحة رئيسية، وساحة تدريب كبيرة ومسجد، إلى أن جاء الاستعمار الإيطالي وتسبب قصف بوارجه إلى أضرار في واجهة المبنى، وجرى تحويله إلى متحفٍ عام 1912 احتوى مجموعة من الآثار التي عثر عليها آنذاك وتمثّلت في منحوتات وشواهد قبور.
تم إغلاق المتحف في 1928، عندما قامت إدارة الآثار الإيطالية بنقل محتوياته إلى مدينة شحات الأثرية، ولم يجر استغلاله منذ ذلك التاريخ حتى استلمته مصلحة الآثار عام 2007، وتأجلّت أكثر من دراسة لتقييم حالته.
يعد القصر أكبر المعالم التي تعود إلى العهد العثماني، ويتكوّن من ثلاثة طوابق كانت تشتمل على عنابر للجنود وبيوت للضباط ومكاتب إدارية وسجن ومطابخ ودورات مياه ومخازن وإسطبلات للخيول، إضافة إلى ساحة كبيرة للتدريب.
يُذكر أن مصلحة الآثار الليبية تسلّمت "قصر المنار" في بنغازي الشهر الماضي بنية تحويله إلى متحف وطني، ولم يُعلن كذلك عن تكاليف الترميم والمدة المحدّدة لإنجازه.