أفرجت "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، عن عشرات الأشخاص ممن قالت إنهم من تنظيم "داعش" ومن النظام السوري، المحتجزين في سجونها بمحافظة الرقة، شمال شرقي البلاد، في حين بدأت قوات النظام عمليات "التعفيش" في أحياء دير الزور، التي خضعت لها في الأيام القليلة الماضية.
وأفاد عضو "مجلس الرقة المدني" التابع لـ"قسد"، عمر علوش، عبر صفحته في "فيسبوك"، أمس الثلاثاء، بأنّ 86 شخصاً "ممن كانوا يعملون مع داعش والنظام، أطلق سراحهم أمام مقر المجلس في بلدة عين عيسى شمالي الرقة".
وأوضح أنّ الإفراج جاء "بناء على طلب من مجلس الرقة وشيوخ العشائر وبدعم من مجلس سورية الديمقراطي"، مشيراً إلى أنه يشمل فقط "من غرر بهم للعمل مع تنظيم داعش ولم تتلطخ أيديهم بالدماء".
وأضاف أن "قوات سورية الديمقراطية استجابت للمبادرة بعد أن استكملت الجهات المختصة التحقيق في أسباب انتسابهم لداعش، والتأكد من خلو سجلاتهم من الجرائم، وتم تسليم 86 مفرجا عنهم للمجلس المحلي ووجهاء العشائر، الذين تكفلوا بأن لا يعودوا إلى طريق الظلال".
وبيّن علوش أنّ "هذه ليست الدفعة الأولى، بل سبقتها أكثر من دفعة، وسيستمر المجلس في مطالبة الجهات المعنية بالإفراج عن صغار السن وممن كانت لديهم مخالفات خفيفة، أما المجرمون القتلة من عناصر داعش فلا يشملهم هذا الأمر".
Facebook Post |
غير أن المجلس لم يشر إلى طبيعة عمل الأشخاص مع "داعش" أو مع النظام والتهم الموجهة إليهم، والفترات التي قضوها في سجون "قسد".
ويتهم ناشطون من مدينة الرقة "قسد" بـ"تزييف الحقائق"، بعد تداول صور ومقاطع مصورة تظهر أشخاصاً محتجزين لديها، على أنهم عناصر محليون في تنظيم "داعش"، وهم في الحقيقة مدنيون لا علاقة لهم بالتنظيم، مثل المجموعات التي أفرج عنها بمناسبة عيد الفطر الماضي، والذين قالت إنهم من عناصر "داعش".
من جهة أخرى، قتل وأصيب عدد من عناصر قوات النظام والمليشيات المتحالفة معها من جراء انفجار ألغام خلال عمليات "التعفيش" الجارية في أحياء دير الزور، التي خضعت للنظام في الأيام القليلة الماضية.
وذكرت مصادر محلية، أن تنظيم "داعش" عمد إلى تفخيخ بعض الأدوات المنزلية في مناطق عدة، ومن بينها منطقة غسان عبود والعرضي والحميدية والشيخ ياسين، حيث انفجر بعضها بعناصر من النظام والمليشيات كانوا يحاولون نقلها، ما أدى إلى مقتل عدد منهم وإصابة آخرين.
وأوضحت المصادر عينها أنّ عمليات السرقة تشمل الأدوات المنزلية وأسلاك الكهرباء وخطوط التوتر العالي، التي تم قصها ووضعها ضمن شاحنات، من أجل استخراج مادة النحاس الموجودة فيها.
وأشارت إلى أنه يتم تجميع معظم المسروقات في شارع الوادي وسط حي الجورة الخاضع للنظام، حيث يجري بيعها هناك بأسعار زهيدة، بينما توجهت شاحنات تقل بعض المسروقات إلى طريق تدمر في طريقها كما يبدو إلى حمص وربما إلى مناطق أخرى في البلاد.
وتتكرر ظاهرة "تعفيش"، أي سرقة المناطق التي تخضع لسيطرة قوات النظام، كما حصل في حمص ثم داريا وحماة وحلب.
إلى ذلك، عاد أربعة مراسلين وخمسة عسكريين روس أمس إلى روسيا، بعد إصابتهم بشظايا جراء انفجار لغم أرضي في مدينة دير الزور.
وذكرت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، أن طائرة "سكالبل" الطبية التابعة للوزارة والمزودة بمعدات خاصة ضرورية لنقل وإسعاف الجرحى، قامت بإيصال الصحافيين "إيليا أوشينين، وتيمور فورونوف (قناة إن تي في)، وقسطنطين خودولييف، ودميتري ستارودوبسكي (قناة زفيزدا)"، وبعض العسكريين من مركز مكافحة الألغام الدولي، إلى مطار تشكالوفسكي في ضواحي موسكو.