"قسد" تسعّر القمح بالدولار والحكومة المؤقتة تستبدل الليرة السورية بالتركية

10 يونيو 2020
الغلاء يطاول لقمة عيش الفقير في سورية (Getty)
+ الخط -


حددت "الإدارة الذاتية" التابعة لـ"قوات سورية الديمقراطية" سعر شراء القمح من الفلاحين في مناطق سيطرتها بـ"17 سنتا"، في وقت تسعى فيه الحكومة السورية المؤقتة إلى استبدال الليرة السورية بالتركية في مناطق سيطرتها شمالي البلاد، وذلك في ظل التدهور المستمر لقيمة الليرة السورية.
وقالت مصادر مقربة من "الإدارة الذاتية" إن الأخيرة حددت سعر شراء كيلو القمح من الفلاحين في مناطق سيطرتها بـ"17 سنتا" للكيلو الواحد، على أن تقوم بحساب قيمتها مقابل الليرة السورية في لحظة الشراء من الفلاح.

وأوضحت المصادر لـ"العربي الجديد" أن الفلاحين لن يستلموا المبالغ بالدولار الأميركي إنما سوف يستلمون قيمة الـ"17 سنتا" بالليرة السورية.

وتلك الخطوة لاقت انتقادات من قبل الفلاحين في المنطقة إذ إن قيمة الليرة السورية غير مستقرة وهي في هبوط مستمر، وهذا يعني أن الفلاح سيضطر مباشرة إلى استبدال المبالغ المالية التي يريد ادّخارها بالدولار أو أي عملة أجنبية أخرى.

وقال أحد الفلاحين في المنطقة لـ"العربي الجديد" إن "17 سنتا تساوي اليوم على سعر صرف السوق الحرة قرابة 390 ليرة سورية، وإذا بعت اليوم ولم أتمكن من شراء دولار مباشرة وانخفضت القيمة لاحقا فإنني سوف أعيش نفس الخسارة مجددا، وهذا لأن قسد لم تحدد سعر الصؤف بعد".

ويختلف سعر صرف الليرة السورية اليوم من منطقة إلى أخرى، ففي دمشق وحلب الدولار يساوي قرابة 2800 ليرة بينما في إدلب يساوي حوالي 2500 ليرة، أما في مناطق "قسد" فيساوي 2350، وكان قد وصل قبل أيام في مناطق "قسد" إلى 3700 ليرة قبل تراجعه.

وبحسب الفلاح فإن "قسد" حددت السعر بـ17 سنتا، لكنها لن تدفعها بالدولار إنما بالليرة السورية، وهذه هي المشكلة، فـ"قسد" لم تقم بحل المشكلة إنما قامت فقط بالتحايل عليها.

وكانت "قسد" قد عممت في وقت سابق على الفلاحين وحذرتهم من بيع القمح لغيرها، وذلك في وقت حددت فيه الحكومة السورية المؤقتة شراء القمح في مناطق سيطرتها بالدولار الأميركي، وليس بقيمة التصريف.

إلى ذلك، قال رئيس الحكومة السورية المؤقتة، عبدالرحمن مصطفى، إن الحكومة بدأت بالخطوة الأولى من أجل ضخ فئات نقدية صغيرة من العملة التركية في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
وأضاف في تغريدة له على تويتر: "بعد تسارع انهيار الليرة السورية تم تكثيف اللقاءات مع الأخوة الأتراك لتدارك الأمر والحفاظ على ما تبقى من مدخرات المواطنين باتخاذ الخطوة الأولى في مسيرة ضخ الفئات النقدية الصغيرة من العملة التركية في الشمال المحرر وهي خطوة ستتبعها المزيد من الخطوات".


وقالت الحكومة المؤقتة على موقعها الرسمي إن "مؤسسة الحبوب" التابعة لها عقدت اجتماعا في ولاية شانلي أورفا مع "مكتب الحبوب المحلي"، بخصوص تسويق محصول القمح والشعير في منطقة العمليات بريفي الحسكة والرقة.

وقال المدير العام لمؤسسة الحبوب المهندس حسان محمد، إنه خلال الاجتماع تم وضع دراسة حددت بموجبها أسعار الحبوب على الشكل التالي: الشعير 1000 ليرة تركية للطن، والقمح 1300 ليرة تركية للطن، لافتا الى أن مكتب الحبوب التركي سيبدأ بشراء القمح والشعير بأقرب وقت ممكن.

يشار إلى أن الحكومة السورية المؤقتة تدير، بالتعاون مع المؤسسات التركية، عدة مناطق في شمال سورية على امتداد محافظات حلب وإدلب والرقة والحسكة.
المساهمون