"قرن من الخزف": ذاكرة الطين التونسية

18 ابريل 2016
(يعقوب شملة)
+ الخط -

كيف يمكننا التقاط مادة تاريخية من خلال ميدان فنّي طالما صنّف على هامش الفنون؟ هذا السؤال هو منطلق الكتاب المشترك لكل من لوسات فالنسي ومونيك غوفار شملة "قرن من الخزف في تونس" (منشورات "ديميتار" و"ليكلا" في باريس).

غداً، في "المركز الثقافي الفرنسي" في تونس العاصمة، سيجري تقديم هذا العمل بحضور كاتبتيه، حيث تتطرقان إلى منطلقات المشروع الذي يعود إلى العقد الماضي، وكيفية سرد تاريخ هذا المجال على مدى زمني واسع، إضافة إلى الحديث عن المراجع التي اعتمدت، وتوضيح البعد الحضاري والفني للموضوع الذي تناولتاه.

تشترك الكاتبتين بكونهما تمزجان بين انتمائين: تونسي وفرنسي، ففالنسي، وهي باحثة فرنسية في التاريخ في الجامعات الفرنسية اليوم، وُلدت في تونس، وتهتم في بحوثها على التجلّيات التاريخية لما تسمّيه بـ"خصائص الإسلام المتوسّطي"، وتجد في تونس نموذجاً لهذا الاشتغال.

أما غوفار، وهو لقب زوجها، فتنحدر من أسرة تونسية استقرّت في فرنسا منذ منتصف القرن الماضي، وهي تتقاطع مع موضوع الكتاب بكون أسرتها اشتغلت في مجال الخزف بالتوارث لفترة طويلة، وفي العمل تركّز على سيرة أحد أبرز فناني الخزف في تونس يعقوب شملة.

يمكن اعتبار الكتابة عن تاريخ الخزف في تونس محاولة في التأريخ التراثي، نظراً لعمق ممارسة هذه المهنة/ الفن في تونس وتخصّص شريحة فيها، وكونها تلقى اليوم انحساراً إلا في ما يخصّ الاحتفاظ بالوجه التقليدي لبعض المناطق ضمن سياسات السياحة للدولة التونسية.

المساهمون