"فيينا السينمائي": عشرة أفلام عربية

24 أكتوبر 2014
من "ركام الانتظار" لـ طارق تقية
+ الخط -

بدأت أمس، في العاصمة النمساوية، فعاليات الدورة الـ 52 لمهرجان "فيينا السينمائي الدولي" الذي يعدّ من أبرز الفعاليات الثقافية التي تحتضنها النمسا، ويحظى عالمياً بسمعة جيدة نظراً إلى استقطابه الأفلام التسجيلية والتجريبية والقصيرة جنباً إلى جنب مع الأفلام الروائية الطويلة.

وضمن التقليد السنوي الذي أرساه المهرجان، ويقوم على عرض نتاجات أحد الأسماء المؤسسة في تاريخ السينما، تستعيد دورة هذا العام معظم أفلام المخرج الإيرلندي ـ الأميركي جون فورد.

المهرجان الذي يجذب سنوياً نحو مئة ألف زائر، يشارك في دورته الحالية ما يزيد عن 300 شريط سينمائي، تتنوع جنسيات أصحابها وتتعدد مشاربهم الفنية.

ومن أبرز الأسماء المشاركة: المخرج الفرنسي جان لوك غودار الذي يحضر بفيلم "وداعاً للغة"، ومواطنه أوليفيه أسايس مع شريط "غيوم سيلز ماريا"، والأسترالية صوفي هايد مع شريط  "52 ثلاثاء".

ومن الأفلام الجديدة المشاركة: "سحر على ضوء القمر" لوودي ألِن، و"سبات شتوي" للتركي نوري بيلج سيلان، الحاصل على السعفة الذهبية أخيراً في مهرجان "كان"، و"من ما كان سابقاً" للفيلبيني لاف دياز الذي حصد جائزة "الفهد الذهبي"في الدورة الأخيرة من مهرجان "لوكارنو".

عربياً، يشارك في فئة الأفلام الروائية الطويلة شريطان من إنتاج هذا السنة:  "تمبكتبو" للموريتاني عبد الرحمن سيساكو و"فيلا توما" للفلسطينية سهى عراف. وفي قائمة الوثائقيات، شريطان يرصدان الأحداث السورية الراهنة: "بلدنا الرهيب" لعلي الأتاسي وزياد حمصي، و"ماء الفضة" لأسامة محمد ووئام سيماف بدرخان، إلى جانب "همس المدن" للعراقي قاسم عبد.

أما المشاركة العربية الأبرز في هذه الدورة فهي للمخرج الجزائري طارق تقيّة، إذ ستُعرض أربعة أفلام له ضمن فئة "in focus"، هي: "ركام الانتظار" و"haçla" و"قبلة" و"روما ولا أنتوما"؛  إضافة إلى فيلم "ثورة الزنج" ضمن فئة الروائيات. عروض هي بمثابة تتويج لعمل المخرج ونظرته الخاصة لدور السينما في مواكبة الأحداث والتحوّلات الأخيرة في المنطقة العربية.

ينهل تقيّة موضوعاته من التاريخ، مقحماً كاميرته في صراعات السياسة، بعيداً عن المباشرة أو المفاتيح الجاهزة، وطارحاً في أفلامه مواضيع وإشكاليات راهنة، يشكّل سؤال الهوية فيها أداة لشخصياته تستعين بها من أجل صياغة موقفها من العالم، والتاريخ، والعلاقات الإنسانية، وكل ما يدور حولها. ففي "روما ولا أنتوما"، يتناول المخرج ما لحق بالمجتمع الجزائري من مآسٍ عقب الحرب الأهلية.

وفي "ثورة الزنج"، يتّكئ على التاريخ، وتحديداً على الثورة التي قادها علي بن محمد ضد الخليفة العباسي المنتصر بالله، لتقديم قراءة شاملة  للراهن العربي، تفضح القهر التاريخي الذي تعاني منه شعوب منطقتنا، وتحاول تفسير الانقسامات العميقة في مجتمعاتنا، من دون إهمال مسألة تهميش الأرياف ودور العامل الاقتصادي في الثورات والانتفاضات العربية الأخيرة.

المساهمون