تحظى تكنولوجيا التواصل الاجتماعي حالياً، بمكانة كبيرة في عالم المال والأعمال، وأضحى ذلك واضحاً من خلال التطور الهام الذي تشهده المؤسسات العاملة بهذا القطاع. وفي ظل التسارع المفرط الذي تعرفه تكنولوجيا المعلومات من حيث الإنتاجية وسرعة الوصول للمستهلك، اتسعت مجالات وسائل الاتصال الاجتماعي لتشمل الجوانب المهنية وريادة الأعمال، وأصبحت تغطي الأنشطة التجارية والفعاليات الاقتصادية وتواكب العمليات الاستثمارية وسوق العمل.
وعلى هذا الأساس، نسجل طفرة نوعية في توجهات وسائل التواصل الاجتماعي نحو مجتمع الربحية والأعمال، وممّا يجب التوقف عنده، إطلاق مؤسسة "فيسبوك" لتطبيقات تخص الأعمال تحت اسم "فايسبوك في العمل". وهي عبارة عن خدمة إلكترونية توفرها الأجهزة الذكية المعتمدة على نظامي الأندرويد و"آي أو أس"، لتشكل بذلك شبكات تعاونية بين موظفين منتمين إلى مؤسسات مختلفة بهدف تبادل المعارف والخبرات، ومناقشة الموضوعات المهنية التي تتعلق بالقيادة والتنمية الذاتية، وكذلك استعراض أحدث التقنيات والأدوات المستعملة في المحاسبة. كما تستخدم في إدارة العلاقة مع الزبون ودراسة الأسواق، ناهيك عن تواصل المهنيين المحترفين الساعين لإيجاد فرص عمل مغرية بشركات كبرى تحقق لهم طموحهم في الارتقاء الوظيفي والحصول على دخل شهري مرتفع.
وفي هذا السياق، تتجه مؤسسة "فيسبوك" لسلوك منحى المواقع المهنية المتخصصة، كـ"لينكد إن". هذا الأخير يخاطب منخرطيه بعشرين لغة، بما فيها اللغة العربية، وعدد المشتركين فيه من العالم العربي يقارب 15 مليوناً سنة 2014، أزْيَد من ثلثهم من منطقة الخليج العربي.
يعمل هذا الموقع على التواصل المهني بين المشتركين عبر نشر السيرة الذاتية والإفصاح عن المهارات المكتسبة والخبرات المتراكمة من أجل إنشاء دائرة للمعارف كشبكة مساعدة في البحث عن عمل.
وعلى هذا النحو، يجب أن يكون حساب الشخص المشترك في "لينكد إن" مكتملاً من حيث المعلومات، جامعاً للشهادات والخبرات وشاملاً للإنجازات والنجاحات، ثم يبدأ الشخص بتوليف العلاقات المهنية والانتماء لمجموعات ذات اهتمامات مشتركة في مجالات محددة، وبذلك من الضروري الحرص على تحيين المعلومات والمساهمة بالآراء والنقاش للبقاء على اطلاع متواصل على المستجدات المهنية، كما يجب تحسين الحساب بالحصول على توصيات من زملاء أو مدراء جرى العمل معهم سابقاً والقيام بتصديقات تروّج لتعدّد مهارات الفرد. علاوة على ذلك، تجدر الإشارة، في حساب "لينكد إن"، إلى النشاطات الإنسانية ذات البعد التطوعي ونشر الهوايات ومراكز الاهتمام الشخصي لإضفاء بعد اجتماعي على العلاقات المهنية كنوع من التقارب مع الآخرين.
وعلى المنوال ذاته، نجد "فياديو" كمنافس رئيسي لـ"لينكد إن" في استهداف رجال الأعمال والباحثين عن العمل مركزاً على الأسواق الفرنكوفونية، وهو صاحب حضور متميّز في المنطقة المغاربية بالعالم العربي، كما أن %65 من المشتركين في "فياديو" في أفريقيا هم مغاربيون.
ونتيجة لذلك، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي لبنة أساسية في تنمية الصناعات الناشئة والمؤسسات الخدمية، بالإضافة إلى تأثيرها العميق على الاقتصاد. فعلى سبيل المثال، يستحوذ فيسبوك على مليار ونصف مليار مستخدم نشط، ما يعطيه مصداقية كبيرة كمنصة للتلاقي، كما أن له أثراً كبيراً على الاقتصاد، حيث وظف فيسبوك خلال السنة الفارطة 4.5 ملايبن شخص، كما أن حجمه الاقتصادي تجاوز 230 مليار دولار.
ختاماً، لقد فرضت التحولات الكبرى للاقتصاد حضور التنافسية وكذلك التكنولوجيا الحديثة للمعلومات والتواصل، كتغييرات جذرية على بنية وآفاق المؤسسات التجارية والاقتصادية. ومع التطور المطرد في عالم الإنترنت، يبقى التساؤل مشروعاً عن مصير العالم الافتراضي وتأثيره على الحياة الطبيعة. وليس غريباً أن نجد التقرير الأخير للمنتدى الاقتصادي العالمي دافوس يحدثنا عن مستقبل عالمي تنصهر فيه الحياة الافتراضية مع نظيرتها الطبيعية في حياة رقمية يندثر منها الإنترنت وتظهر منتجات تكنولوجبة وأجهزة إلكترونية جديدة.
(باحث وأكاديمي مغربي)
إقرأ أيضاً: سورية: شركات جديدة ناشئة وأخرى تصارع للبقاء
وفي هذا السياق، تتجه مؤسسة "فيسبوك" لسلوك منحى المواقع المهنية المتخصصة، كـ"لينكد إن". هذا الأخير يخاطب منخرطيه بعشرين لغة، بما فيها اللغة العربية، وعدد المشتركين فيه من العالم العربي يقارب 15 مليوناً سنة 2014، أزْيَد من ثلثهم من منطقة الخليج العربي.
يعمل هذا الموقع على التواصل المهني بين المشتركين عبر نشر السيرة الذاتية والإفصاح عن المهارات المكتسبة والخبرات المتراكمة من أجل إنشاء دائرة للمعارف كشبكة مساعدة في البحث عن عمل.
وعلى هذا النحو، يجب أن يكون حساب الشخص المشترك في "لينكد إن" مكتملاً من حيث المعلومات، جامعاً للشهادات والخبرات وشاملاً للإنجازات والنجاحات، ثم يبدأ الشخص بتوليف العلاقات المهنية والانتماء لمجموعات ذات اهتمامات مشتركة في مجالات محددة، وبذلك من الضروري الحرص على تحيين المعلومات والمساهمة بالآراء والنقاش للبقاء على اطلاع متواصل على المستجدات المهنية، كما يجب تحسين الحساب بالحصول على توصيات من زملاء أو مدراء جرى العمل معهم سابقاً والقيام بتصديقات تروّج لتعدّد مهارات الفرد. علاوة على ذلك، تجدر الإشارة، في حساب "لينكد إن"، إلى النشاطات الإنسانية ذات البعد التطوعي ونشر الهوايات ومراكز الاهتمام الشخصي لإضفاء بعد اجتماعي على العلاقات المهنية كنوع من التقارب مع الآخرين.
وعلى المنوال ذاته، نجد "فياديو" كمنافس رئيسي لـ"لينكد إن" في استهداف رجال الأعمال والباحثين عن العمل مركزاً على الأسواق الفرنكوفونية، وهو صاحب حضور متميّز في المنطقة المغاربية بالعالم العربي، كما أن %65 من المشتركين في "فياديو" في أفريقيا هم مغاربيون.
ونتيجة لذلك، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي لبنة أساسية في تنمية الصناعات الناشئة والمؤسسات الخدمية، بالإضافة إلى تأثيرها العميق على الاقتصاد. فعلى سبيل المثال، يستحوذ فيسبوك على مليار ونصف مليار مستخدم نشط، ما يعطيه مصداقية كبيرة كمنصة للتلاقي، كما أن له أثراً كبيراً على الاقتصاد، حيث وظف فيسبوك خلال السنة الفارطة 4.5 ملايبن شخص، كما أن حجمه الاقتصادي تجاوز 230 مليار دولار.
ختاماً، لقد فرضت التحولات الكبرى للاقتصاد حضور التنافسية وكذلك التكنولوجيا الحديثة للمعلومات والتواصل، كتغييرات جذرية على بنية وآفاق المؤسسات التجارية والاقتصادية. ومع التطور المطرد في عالم الإنترنت، يبقى التساؤل مشروعاً عن مصير العالم الافتراضي وتأثيره على الحياة الطبيعة. وليس غريباً أن نجد التقرير الأخير للمنتدى الاقتصادي العالمي دافوس يحدثنا عن مستقبل عالمي تنصهر فيه الحياة الافتراضية مع نظيرتها الطبيعية في حياة رقمية يندثر منها الإنترنت وتظهر منتجات تكنولوجبة وأجهزة إلكترونية جديدة.
(باحث وأكاديمي مغربي)
إقرأ أيضاً: سورية: شركات جديدة ناشئة وأخرى تصارع للبقاء