"فورين بوليسي": هكذا يساعد برنامج للأمم المتحدة النظام السوري وروسيا بقصف المعارضة

22 اغسطس 2019
14 منشأة طبية تعرضت للهجوم (عمر حج قدور/فرانس برس)
+ الخط -

تسببت الغارات الجوية للنظام السوري على بلدة تلمنس بريف إدلب الجنوبي في توقف عمل المشفى الأخير في البلدة بشكل كامل بعد استهدافه بالصواريخ الفراغية، حسب ما نقل المركز الإعلامي، وهو ما يعزز التقارير التي تحدثت عن السر وراء نجاح النظام وروسيا في رصد المشافي الميدانية والمراكز الصحية بمناطق المعارضة.
إذ كشفت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية، في تقرير الإثنين، أن برنامجاً للأمم المتحدة يساعد النظام السوري في قصف المعارضة، حيث يقوم بنقل إحداثيات مواقع فصائل المعارضة إلى الحكومة الروسية. وأوضحت أنّ الأمم المتحدة تتقاسم مع روسيا إحداثيات مرافق الرعاية الصحية في الأراضي التي تسيطر عليها المعارضة، بهدف ضمان عدم تعرضها للقصف، لكن يبدو أنّ هذا النظام يحقّق عكس هدفه الظاهري.

وفي حين أشارت المجلة إلى أنّ النظام لا يعمل، لفتت إلى تعرض ما يصل إلى 46 منشأة مدنية في إدلب للهجوم خلال حملة النظام السوري الأخيرة على المحافظة، وأنّ 14 منشأة طبية على الأقل، ضمن قائمة الأمم المتحدة، تعرضت للهجوم، وفق "الجمعية الطبية السورية الأميركية"، ما يعني، بمعنى آخر، أنّ الحكومتين السورية والروسية كانتا تعرفان بالضبط مواقع المنشآت عند ضربها.


وفي 30 يوليو/ تموز الماضي، أعطى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، إذناً للتحقيق بشأن من قصف هذه المرافق، وخصوصاً تلك الواقعة تحت حماية المنظمة الدولية. ولفتت الصحيفة إلى أنّه على المنظمة أن تفكر في التحقيق في ما إذا كان برنامج فك الارتباط، كما هو مصمّم حالياً، يخدم أي غرض مفيد على الإطلاق، مشيرة إلى أنّ روسيا وحلفاءها سيستمرّون، في غضون ذلك، بتلقي معلومات حول مكان وجود المعارضة.

وكانت بعض المنظمات، التي وافقت على تبادل بيانات حساسة مع نظام الأسد وحلفائه، بما فيها روسيا، على دراية بالمخاطر، وتأمل في أن تُستخدم أي تجاوزات كدليل على قضيتها. وفي هذا السياق، يقول المسؤول في اتحاد منظمات الإغاثة والرعاية الطبية، أحمد دبيس، إن فكرة مشاركة الإحداثيات كانت مرفوضة في البداية، في عام 2015، لكن بعدما بدأ الروس والنظام باستهداف المنشآت الطبية بطريقة ممنهجة في شرق حلب، أدرك الجميع أنّهم على علم أصلاً بمواقع هذه المنشآت، بفضل جواسيسهم؛ لذلك، يتابع دبيس: "اعتقدنا أن بإمكاننا مشاركة الإحداثيات، واستخدام هذه القضية كدليل قانوني وأخلاقي أمام المحاكم والمنظمات الدولية، ما يثبت أنّ النظام والروس ضربوا، عمداً، منشآت طبية بعد الحصول على إحداثياتها".

وأقرّ بعض أبرز المؤيدين الدوليين للبرنامج بإخفاقه، فقد أبلغ رئيس مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، مارك لوكوك، مجلس الأمن الدولي، الشهر الماضي، بفشل هذا النظام، قائلاً إنه وصل إلى استنتاج مفاده أنّ النظام لا يثبت فعاليته في البيئة الحالية.

بدوره، قال مفاوض الأمم المتحدة لسورية للشؤون الإنسانية، جان ايغلاند، لمجلة "فورين بوليسي"، إنّ الهجمات في إدلب تقلقه، لافتاً إلى أنّ ما يقلقه الآن هو أنّ عدداً أكبر من المستشفيات التي تدخل ضمن نظام الحماية، قد تمّ قصفه في إدلب، ما قد يشير إلى أن هذا النظام لم يعد يوفّر الحماية الفعالة لها بعد الآن، قائلاً: "نحن نسبح أو نغرق في صراعات، مع قدرتنا على أن نكون محميين ومستقلين".