حركة "فتح" تدعو إلى إغلاق طرق المستوطنين لمساندة الأسرى الفلسطينيين المضربين

16 مايو 2017
دعوة السلطة الفلسطينية لوقف التنسيق الأمني (العربي الجديد)
+ الخط -
دعت حركة "فتح" والقوى والفصائل الفلسطينية، اليوم الثلاثاء، الشعب الفلسطيني إلى "التصعيد والتوجه إلى الطرق الالتفافية، وإغلاق كل الطرق أمام المستوطنين، إسناداً للأسرى المضربين عن الطعام داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، الذين دخلوا، اليوم، يومهم الثلاثين في الإضراب".

وقال عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" ومسؤول مفوضية التعبئة والتنظيم، جمال محيسن، في كلمة له خلال مؤتمر صحافي عقدته الفصائل الفلسطينية في مقر المركز الإعلامي الحكومي في مدينة رام الله، إن "الدعوة إلى قطع طرق المستوطنين تأتي حتى يتضرر المستوطنون ويضغطوا على الحكومة الإسرائيلية للاستجابة لمطالب الأسرى المضربين، فقد آن الأوان للضغط على الحكومة الإسرائيلية، وآن الأوان للعالم ليضغط على إسرائيل لوقف ممارستها بحق الشعب الفلسطيني وأسراه".

وأضاف محيسن، أن "القيادة الفلسطينية والرئيس محمود عباس أبو مازن، لم يترك رئيس دولة والأحزاب والمؤسسات الدولية والأمم المتحدة للضغط على الحكومة الإسرائيلية للاستجابة لمطالب الأسرى، لكننا نواجه حكومة نتنياهو التي تتنكر لمطالب الأسرى وتأخذها نحو منحى سياسي".

وحذر القيادي ذاته من أن يلحق أي ضرر بالأسرى، مشدداً على أن "أي ضرر سيكون له رد فعل شعبي ويتضرر منه المستوطنون"، فيما حذر من "محاولات إسرائيل حرف البوصلة والتحريض على السلطة الفلسطينية"، وقال: "كلنا نقف خلف مطالب الأسرى حتى تستجيب إسرائيل لمطالبهم".




من جانبه، قال القيادي في "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، عمر شحادة، في كلمته، إن "إنهاء الأسرى يومهم الثلاثين من الإضراب يتطلب من القوى الفلسطينية الاستجابة الفورية للأسرى وندائهم، من خلال تشكيل لجان إسناد شعبية لدعم مطالب الأسرى ولمواجهة سياسة الاحتلال والاستيطان".

ووجه شحادة "نداء لكل من يعنيه الأمر"، شدد على أن "حياة قيادات الشعب الفلسطيني بالأسر، وخاصة المضربين أحمد سعدات ومروان البرغوثي وعباس السيد ونائل البرغوثي وكريم يونس، مهددة.. أنقذوا حياة قادة وطلائع الشعب الفلسطيني وهم يطلبون مطالب بسيطة بتوفير الحد الأدنى من الحياة الكريمة، لذا فنحن نتبنى مواقف الأسير مروان البرغوثي وقيادة الإضراب".

وأضاف: "نتبنى مطلبهم بدعوة السلطة الفلسطينية لوقف التنسيق الأمني، فلا يوجد معنى لاستمراره في الوقت الذي يخسر فيه مروان البرغوثي 13 كيلوغراماً من وزنه، وحياة المضربين وعائلاتهم في جحيم".

 وأكد شحادة على أنه "لا بد من التحرك لدعوة مجلس الأمن لعقد جلسة فورية، وأن تشتعل المنطقة بكل حر في العالم"، مؤكداً أن الكلمة الأخيرة للأسرى.



وخاطب الأسرى: "واجبنا تجاهكم ليس تحسين ظروف أسركم، بل تحريركم، وعلى كل القوى والمؤسسات أن تضع على جدول أعمالها ذلك"، فيما شدد على أن "الدول لا تستطيع حل قضية إضراب الأسرى وتلبية مطالبهم الإنسانية، فكيف للمفاوضات التي يتم الترتيب لها أن تعيد حقوق الشعب الفلسطيني؟".

بدوره، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، واصل أبو يوسف، في كلمته، "بعد شهر من الإضراب أمامنا إعلان مجموعة من القرارات التي لا بد أن تتخذ من قبل القوى السياسية، وأن تحرص على التوحد لإسناد الإضراب، وتبني مطالب الأسرى من خلال رسائلهم التي تصل".

وشدد أبو يوسف على ضرورة "إحالة ملف الاستيطان والأسرى إلى المحكمة الجنائية الدولية، على اعتبار اختطاف الأسرى جريمة حرب"، فيما دعا إلى "التصعيد وقطع الطرق الالتفافية والتصعيد الكفاحي والنضالي على نقاط التماس والحواجز العسكرية الإسرائيلية، بما تم الاتفاق عليه بين كافة القوى الفلسطينية، وأن تكون هناك مقاطعة شاملة للاحتلال، بما فيها وقف التنسيق الأمني ومقاطعة البضائع الإسرائيلية".


وفي رده على سؤال للصحافيين حول وجود مفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي حول إضراب الأسرى، قال أبو يوسف إن "ما جرى أعلن في وسائل الإعلام. هذه مفاوضات لم تسفر شيء، نظراً لعدم الاستجابة للمطالب التي تحدث عنها الأسير البرغوثي"، فيما رد محيس: "هذه ليست مفاوضات، بل حمل رسائل قادة الإضراب للجانب الإسرائيلي، والتفاوض يجري مع مروان البرغوثي، وأهم شيء لدينا أن تستجيب إسرائيل لتلك المطالب التي هي مطالب الأسرى المضربين، وبعدها سيأخذ مروان قراره بفك الإضراب".

أما عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، أحمد مجدلاني، فأكد أن القيادة السياسية الفلسطينية تقف مع الأسرى وتتبنى مطالبهم، و"ستقوم بما يمليه عليه واجبها الوطني من التزام وطني وسياسي، فقضية الأسرى مجتمعية تخص كل عائلة فلسطينية"، مشيراً إلى أن "رسالة قادة الحركة الوطنية هي رسالة للشعب الفلسطيني هنا وفي الشتات بأن عليهم واجباً وطنياً يقتضي التحرك بكل الوسائل دولياً".

وشدد على أن "نتنياهو حاول، منذ اليوم الأول، استثمار وتوظيف إضراب الأسرى وتحويله وسيلةَ ضغط على القيادة الفلسطينية خلال زيارة الرئيس، محمود عباس، إلى أميركا، بحجة أن رواتب الشهداء والأسرى هي تمويل للإرهاب"، مؤكداً أن "التزامنا الحركةَ الوطنية تجاه عائلات الأسرى والشهداء التزام وطني وسياسي لا يمكن التراجع عنه، وأنه لا يمكن تجريم تاريخنا النضالي والوطني، إن كان نتنياهو يريد تدويل القضية بهذا الاتجاه فعلينا تدويل القضية في اتجاه المؤسسات الدولية".


الأمين العام لحزب "الشعب الفلسطيني"، بسام الصالحي، قال، في كلمته، إن "القوى الوطنية قررت تعزيز الهيئة الوطنية لإسناد الإضراب بالمشاركة الشخصية، عبر مشاركة عدد من قيادات وكوادر الحركة الوطنية بكافة المناطق"، داعياً أبناء الشعب الفلسطيني إلى أن يجدوا الوسائل لمساندة الإضراب باعتبار وجود حالة طوارئ، مشدداً على أن "تهديد الأسير مروان البرغوثي بالتوقف عن الماء أمر خطير".

أما نائب الأمين العام لـ"الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين"، قيس عبد الكريم أبو ليلى، فشدد على أن "أي خسائر يمكن أن تلحق بالحركة الأسيرة سيكون لها نتائج، ويجب أن تفهم ذلك حكومة نتنياهو في التعامل مع هذه المعركة، وأن هذا النهج الذي تمارسه سيرتد عليها، وسيقود إلى تفجير حركة شعبية تطلق مجدداً عملية النهوض في مواجهة الاحتلال والاستيطان".

ودعا أبو ليلى الرئيس، محمود عباس، إلى "المبادرة لعقد اجتماع فوري للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، التي لم تجتمع منذ 3 شهور، لوضع خطط ملموسة لمواجهة هذا العدوان والتعنت من قبل نتنياهو، واستخدام وسائل الثقل الممكنة، بما في ذلك وقف التنسيق الأمني والذهاب إلى محكمة الجنايات الدولية"، مشدداً على أنه "من المهم الآن أن توضع هذه القرارات موضع التنفيذ، لأن استهتار نتنياهو له ثمن، وهو التصعيد ضد الاحتلال".