"فبراير الأسود" لا يشبع من دماء الرياضيين

09 فبراير 2015
كوارث عالمية تزامنت مع شهر فبراير
+ الخط -

لم يمض سوى أسبوع واحد على الذكرى الثالثة لمذبحة بورسعيد، ليخيم شبح "فبراير الأسود" مجددا على كرة القدم المصرية، ويشهد على فاجعة جديدة في قلب العاصمة القاهرة، ولكن انتقل سرادق العزاء من النادي الأهلي إلى غريمه الزمالك.

لم ولن تستفيق الجماهير المصرية من صدمة الأول من فبراير 2012 التي راح ضحيتها 74 من شباب مشجعي الأهلي، حتى أضيف إليهم نحو المزيد من الضحايا الآخرين، بحسب بيانات أولتراس الزمالك، في يوم الثامن من الشهر نفسه في عام 2015 الجاري في مذبحة ملعب "الدفاع الجوي" المعروف أيضا بملعب "30 يونيو".

تحمل الكارثتان ملامح مشابهة، وتظهر الإدانة واضحة وجلية هذه المرة للشرطة ورجال الأمن، إذ تتلطخ أيديهم بالدماء مجددا على بعد خطوات من العشب الأخضر. ويتجدد ذهول العالم من فكرة مقتل هذا الكم الهائل من الشباب ممن انتووا فقط ممارسة أبسط متع الحياة، وهي مشاهدة مباراة لكرة القدم.

غاب العدل والقصاص في المذبحة الأولى ببورسعيد، وصوّر الإعلام المحلي المأساة على أنها كانت مواجهات عنيفة بين المتعصبين من مشجعي الأهلي والمصري، ليفسح ذلك المجال لتكرار الحادثة وتكرار نغمة براءة الشرطة وعدم تحميلها المسؤولية، رغم أن هذه المرة انعدمت فكرة المواجهة بين جمهورين، لعدم وجود مشجعين أصلا لنادي إنبي، الطرف الثاني في المباراة المشؤومة.

وتعددت الأدلة، من خلال مقاطع فيديو مصورة، بجانب روايات شهود العيان، لتؤكد أن حالات الوفاة من تدافع المشجعين حدثت بسبب إطلاق قنابل الغاز ضدهم، رغم حبسهم في ممر حديدي مغلق.

وأسفرت الحادثة عن قرار بوقف نشاط بطولة الدوري، بالتزامن مع عودة الجماهير بداية من الدور الثاني للمسابقة، بعد منعهم من دخول المدرجات منذ مذبحة بورسعيد.

فبراير لا يشبع من الدماء
وانضمت كارثة "الدفاع الجوي" إلى قائمة أسوأ حوادث ملاعب كرة القدم في تاريخ الكرة العالمية، وتصادف أنها تمت في نفس يوم كارثة ملعب كارايسكاكي في اليونان (8 فبراير 1981)، حين فقد 21 مشجعا لفريق أولمبياكوس حياتهم أثناء تدافعهم، احتفالا بالفوز على أيك أثينا في أكبر مأساة عاشتها الكرة اليونانية.

وعانى الزمالك نفسه في فبراير 1974، بالتحديد في يوم 11، من حادث مقتل 48 شخصا وإصابة 50 إثر انهيار سور ملعب حلمي زامورا في منطقة ميت عقبة قبل مباراة ودية أمام دوكلا براغ بطل التشيك.

ويتضمن سجل "فبراير الأسود" نكبة كروية أخرى حدثت يوم السادس من هذا الشهر عام 1958، حين انفجرت طائرة فريق مانشستر يونايتد الإنجليزي أثناء محاولة الهبوط في ميونيخ بعد عودتها من بلجراد، عقب مواجهة فريق النجم الأحمر في ربع نهائي بطولة أوروبا.

ولا تقتصر كوارث فبراير الرياضية على عالم كرة القدم فقط، حيث شهد يوم 14 منه في عام 1961 مصرع 18 لاعبا من المنتخب الأميركي للتزلج على الجليد، بجانب ستة من المدربين، من بين 72 راكبا تحطمت طائرتهم أيضا أثناء السفر إلى براغ للمشاركة في بطولة العالم.

وفي 15 فبراير 1970، لقي بطل العالم في الملاكمة، الدومينيكاني كارلوس نييتيو بجانب أفراد منتخب بورتوريكو للكرة الطائرة، مصرعهم إثر حادث تحطم طائرة عقب سقوطها في بحر الكاريبي.

المساهمون