مع كلّ ترشيح لجوائز سينمائية دولية، يُطرَح سؤالٌ عن سبب اختيار أفلام دون أخرى. هذا تقليد يتّبعه كثيرون، إذْ يرى البعض في اللوائح الرسمية نقصًا متمثّلاً بعدم ورود أسماء مفضَّلة لديه، بينما يعتبر آخرون أن ما فيها من أسماء كافٍ، لأن الأسماء الواردة تستحق الترشيح، والفوز لاحقًا.
ومع إعلان الترشيحات الرسمية لـ"جوائز غولدن غلوب" ـ التي تُعرف نتائجها التي سيعلن عنها في 7 يناير/ كانون الثاني 2019، بأنها "تمهيد" للفوز بـ"جوائز أوسكار" ـ تداول مهتمّون ومتابعون السؤال نفسه، خصوصًا مع ورود اسم لايدي غاغا في لائحة المرشّحات لجائزة أفضل ممثلة في فيلم درامي، عن دورها في "ولادة نجمة" (A Star Is Born) لبرادلي كووبر، الفيلم المُرشَّح لـ5 جوائز، بينها أفضل فيلم درامي، علمًا أن كووبر مُرشَّح، عن الفيلم نفسه، لجائزتي أفضل مخرج وأفضل ممثل.
أما "افتتان البوهيمية" (Bohemian Rhapsody) لبراين سينغر، فحاضرٌ في ترشيحات متعلّقة بـ"الفيلم الدرامي"، في مقابل وجود فئة "الفيلم الكوميدي أو الموسيقيّ"، رغم أنه معنيّ بالغناء والموسيقى والاستعراضات الفنية. هذا الفيلم، الذي يتناول فصولاً من سيرة فْرَد مركوري وفرقة "كوين"، نال ترشيحين في فئتي أفضل فيلم درامي وأفضل ممثل درامي، حصل عليها رامي مالك، الأميركي المصري الأصل.
السؤال مشروع، لكن الإجابة عليه صعبة، إذْ تتحكّم أمزجة أعضاء "رابطة الصحافة الأجنبية في هوليوود" ـ مانحة الــ"غولدن غلوب" ـ ومتطلّباتهم ورغباتهم وأهدافهم بقراراتهم الخاصة بترشيح فيلم ثم بمنحه جائزة، كحال أعضاء لجان تحكيم وجمعيات تمنح جوائز سينمائية مختلفة.
إلى ذلك، فإن اللافت للانتباه كامنٌ في طغيان أفلام السِيَر الذاتية على تلك المُرشَّحة لجوائز الدورة الـ76؛ أي تلك المستلّة من وقائع عاشتها شخصية أو أكثر. وهذا ناتج من الاهتمام المتزايد في صناعة الأفلام في العالم بالجوانب الحياتية لأناس يمتلكون حضورًا في بيئاتهم وتاريخ بلدانهم ومجتمعاتهم، ولهم تأثير، مباشر أو غير مباشر، في تلك البيئات والبلدان والمجتمعات، وفي ذاك التاريخ. فـ"افتتان البوهيمية" مثلاً يستعيد وقائع من الحياة المهنية لمركوري وفرقة الـ"روك" البريطانية الأشهر (كوين)، و"بلاككلانسمان" لسبايك لي يستعيد تجربة رون ستالوورث، أول محقِّق أسود (مركز شرطة كولورادو سبرينغز) يتمكّن، بحنكته وذكائه وجرأته، من اختراق أحد معاقل الجمعية العنصرية البيضاء "كو كلوكس كلان" عبر الهاتف، في إحدى أجرأ العمليات وأكثرها إثارة للسخرية، عام 1972 (4 ترشيحات: أفضل فيلم درامي، وأفضل مخرج درامي، وأفضل ممثلين أول وثان في فيلم درامي، لجون ديفيد واشنطن وآدم درايفر).
أما "عند بوابة الأبدية" (At Eternity’s Gate) لجوليان شنايبل، فيتناول سيرة الرسّام الهولندي فنسنت فان غوغ، أثناء إقامته في جنوب فرنسا في ثمانينيات القرن الـ19 (ترشيح ميليام دافو في فئة أفضل ممثل درامي)؛ بينما يعود "كتاب أخضر" (Green Book) لبيتر فاريلّي إلى عام 1962، ليسرد حكاية لقاء توني ليب (عميل أمني أميركي إيطالي) بعازف البيانو ومؤلّف موسيقى الجاز دون شيرلاي (أميركي من أصل جامايكي)، الراغب في جولة موسيقية في الولايات الأميركية الجنوبية المُحافظة جدًا في تلك الفترة (5 ترشيحات في فئة الفيلم الكوميدي أو الموسيقي: أفضل فيلم وأفضل إخراج، وأفضل ممثلين أول وثان لفيغو مورتنسن وماهرشالا علي، وأفضل سيناريو لبيتر فاريلي وبراين كوري ونِكْ ماليلونغا).
هناك أيضًا Vice لآدم ماكاي، الذي يُقدِّم مسار السياسي الأميركي ديك تشيني، أثناء تولّيه منصب نائب الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش بين عامي 2001 و2009، وقد نال 6 ترشيحات في فئة الفيلم الكوميدي أو الموسيقي: أفضل فيلم وأفضل إخراج لماكاي، الحاصل على ترشيح ثانٍ له ككاتب سيناريو، وأفضل ممثل أول وثان لكريستيان بايل وسام روكويل، وأفضل ممثلة في دور ثان لآمي آدامس.
اقــرأ أيضاً
إلى ذلك، أثار ترشيح "كفرناحوم" للّبنانية نادين لبكي لـ"جائزة غولدن غلوب" في فئة أفضل فيلم أجنبي ردود فعل متناقضة بين مؤيّد بقوّة لترشيح يرى أن الفيلم يستحقّه، وساخر من الفيلم ومخرجته على الطريقة اللبنانية. فبعد نحو 7 أشهر على فوزه بجائزة لجنة التحكيم الخاصة بالدورة الـ71 (8 ـ 19 مايو/أيار 2018) لمهرجان "كانّ"، وبعد 3 أشهر على اختياره من قِبل وزارة الثقافة اللبنانية للمنافسة على ترشيحات "أوسكار" 2019، بات "كفرناحوم" على اللائحة الرسمية لـ"جوائز غولدن غلوب". لكن إلقاء نظرة على الأفلام الـ4 الأخرى المُرشّحة في الفئة نفسها ("روما" للمكسيكي ألفونسو كوارون، و"فتاة" للبلجيكي لوكاس دونت، وNever Look Away للألماني فلوريان هانكل فون دونرسمارك، و"عائلة السرقة" للياباني هيروكازو كوري ـ إيدا) تشير إلى أن الفوز صعبٌ للغاية، إنْ يتمّ التصويت على الجانب السينمائيّ البحت، بدلاً من الوقوع في فخّ الاهتمام بجوانب أخرى، كالموضوع وكون مخرج "كفرناحوم" امرأة، في زمن الاجتهاد في تأمين المساواة بين النساء والرجال في صناعة السينما في العالم.
ومع إعلان الترشيحات الرسمية لـ"جوائز غولدن غلوب" ـ التي تُعرف نتائجها التي سيعلن عنها في 7 يناير/ كانون الثاني 2019، بأنها "تمهيد" للفوز بـ"جوائز أوسكار" ـ تداول مهتمّون ومتابعون السؤال نفسه، خصوصًا مع ورود اسم لايدي غاغا في لائحة المرشّحات لجائزة أفضل ممثلة في فيلم درامي، عن دورها في "ولادة نجمة" (A Star Is Born) لبرادلي كووبر، الفيلم المُرشَّح لـ5 جوائز، بينها أفضل فيلم درامي، علمًا أن كووبر مُرشَّح، عن الفيلم نفسه، لجائزتي أفضل مخرج وأفضل ممثل.
أما "افتتان البوهيمية" (Bohemian Rhapsody) لبراين سينغر، فحاضرٌ في ترشيحات متعلّقة بـ"الفيلم الدرامي"، في مقابل وجود فئة "الفيلم الكوميدي أو الموسيقيّ"، رغم أنه معنيّ بالغناء والموسيقى والاستعراضات الفنية. هذا الفيلم، الذي يتناول فصولاً من سيرة فْرَد مركوري وفرقة "كوين"، نال ترشيحين في فئتي أفضل فيلم درامي وأفضل ممثل درامي، حصل عليها رامي مالك، الأميركي المصري الأصل.
السؤال مشروع، لكن الإجابة عليه صعبة، إذْ تتحكّم أمزجة أعضاء "رابطة الصحافة الأجنبية في هوليوود" ـ مانحة الــ"غولدن غلوب" ـ ومتطلّباتهم ورغباتهم وأهدافهم بقراراتهم الخاصة بترشيح فيلم ثم بمنحه جائزة، كحال أعضاء لجان تحكيم وجمعيات تمنح جوائز سينمائية مختلفة.
إلى ذلك، فإن اللافت للانتباه كامنٌ في طغيان أفلام السِيَر الذاتية على تلك المُرشَّحة لجوائز الدورة الـ76؛ أي تلك المستلّة من وقائع عاشتها شخصية أو أكثر. وهذا ناتج من الاهتمام المتزايد في صناعة الأفلام في العالم بالجوانب الحياتية لأناس يمتلكون حضورًا في بيئاتهم وتاريخ بلدانهم ومجتمعاتهم، ولهم تأثير، مباشر أو غير مباشر، في تلك البيئات والبلدان والمجتمعات، وفي ذاك التاريخ. فـ"افتتان البوهيمية" مثلاً يستعيد وقائع من الحياة المهنية لمركوري وفرقة الـ"روك" البريطانية الأشهر (كوين)، و"بلاككلانسمان" لسبايك لي يستعيد تجربة رون ستالوورث، أول محقِّق أسود (مركز شرطة كولورادو سبرينغز) يتمكّن، بحنكته وذكائه وجرأته، من اختراق أحد معاقل الجمعية العنصرية البيضاء "كو كلوكس كلان" عبر الهاتف، في إحدى أجرأ العمليات وأكثرها إثارة للسخرية، عام 1972 (4 ترشيحات: أفضل فيلم درامي، وأفضل مخرج درامي، وأفضل ممثلين أول وثان في فيلم درامي، لجون ديفيد واشنطن وآدم درايفر).
أما "عند بوابة الأبدية" (At Eternity’s Gate) لجوليان شنايبل، فيتناول سيرة الرسّام الهولندي فنسنت فان غوغ، أثناء إقامته في جنوب فرنسا في ثمانينيات القرن الـ19 (ترشيح ميليام دافو في فئة أفضل ممثل درامي)؛ بينما يعود "كتاب أخضر" (Green Book) لبيتر فاريلّي إلى عام 1962، ليسرد حكاية لقاء توني ليب (عميل أمني أميركي إيطالي) بعازف البيانو ومؤلّف موسيقى الجاز دون شيرلاي (أميركي من أصل جامايكي)، الراغب في جولة موسيقية في الولايات الأميركية الجنوبية المُحافظة جدًا في تلك الفترة (5 ترشيحات في فئة الفيلم الكوميدي أو الموسيقي: أفضل فيلم وأفضل إخراج، وأفضل ممثلين أول وثان لفيغو مورتنسن وماهرشالا علي، وأفضل سيناريو لبيتر فاريلي وبراين كوري ونِكْ ماليلونغا).
هناك أيضًا Vice لآدم ماكاي، الذي يُقدِّم مسار السياسي الأميركي ديك تشيني، أثناء تولّيه منصب نائب الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش بين عامي 2001 و2009، وقد نال 6 ترشيحات في فئة الفيلم الكوميدي أو الموسيقي: أفضل فيلم وأفضل إخراج لماكاي، الحاصل على ترشيح ثانٍ له ككاتب سيناريو، وأفضل ممثل أول وثان لكريستيان بايل وسام روكويل، وأفضل ممثلة في دور ثان لآمي آدامس.