"غوار" العمال السوريين

21 مارس 2015
عمال سوريون في لبنان (أرشيف/GETTY)
+ الخط -

يخرج، بين فترة وأخرى، مسؤول بحكومة الأسد، ليمتص فائض غضب السوريين- أو هكذا يظن- عبر جرعات تخدير بالطريقة "الغوارية" التي قادها الفنان دريد لحام، بإيحاء وتشجيع من الأسد الأب، والتي تتلخص "ماذا يمكننا القول أكثر مما قاله غوار ".

أمس الأول، وخلال مؤتمر اتحاد عمال دمشق، أعاد رئيس اتحاد عمال سورية أسلوب "التنفيس" ذاته، فبعد التسبيح بحمد القائد ولزوم ما يلزم لبقاء أي مسؤول سوري على الكرسي، انهال ممثل العمال نقداً وتشهيراً ولم يستثن من غضبه المفضوح، أحداً .

افتتح بنقد النقابات العمالية التي تقضي ساعات العمل، لاهية على صفحات التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، دونما أن يتذكر أخونا المناضل أن لا كهرباء لدى تلك النقابات لتشغّل أجهزة الكمبيوتر وتلهو، كما ان فواتير الاتصالات المحتكرة برامي مخلوف "ابن خال بشار الأسد"، تزيدهم ديوناً وأعباء .

وليستحوذ رئيس اتحاد العمال على الرضى والتصفيق، أضاف خلال "لاميته العصماء" أن اتحاد العمال لن يهادن أي وزير أو مدير متعنت بحقوق العمال، بل سيؤسس لهم شركة خدمات صحية، دون الرجوع إلى الشركات الخاصة التي "لم تكن على قدر المسؤولية"، وسيفتتح للعمال شركة خاصة لتدرس جميع الاستثمارات، والمرافق العمالية المطروحة للاستثمار في سورية.

بيد أن رئيس اتحاد العمال السوري، لم يتطرق لمستوى أجور العمال السوريين الذي يعتبر الأقل على مستوى العالم، إذا ما قيس بمستوى الأسعار الذي زاد 12 ضعفاً خلال الثورة، في حين لم تتعد زيادة الأجور الأخيرة 20 دولاراً أميركياً "4 آلاف ليرة سورية"، وكان واتحاده الممثل للعمال أحد المطبلين للزيادة واعتبارها مكرمة من الملهم بشار الأسد.

والأهم الذي فات المسؤول السوري، وجعل أداءه نشازاً، حتى بالمقارنة مع الفنانين والأبواق الذين يعزفون سيمفونية "سورية بخير"، عبر المسارح والشاشات الفضية، أنه لم يأت على ذكر عشرات آلاف العمال الذين فصلهم نظام الأسد، لا لشيء سوى لانتمائهم الجغرافي لمناطق ثائرة، معتبرا إياهم حواضن للثورة وداعمين للإرهاب.

نهاية القول: كان السوريون أيام "كوميديا التخدير" التي قادها دريد لحام لعقود، يضحكون إن كانوا لا يعرفون الهدف والغاية، أو يصمتون بدافع الخوف وإن كان أضعف الإيمان، ولكن بعد ثورة الكرامة السورية، تفتقر الأدوار الهزلية التي تؤديها جوقة الأسد لسيناريست محترف ومخرج موهوب.


اقرأ أيضاً:
اقتصاد سورية رهن إيران

دلالات
المساهمون