"عيد العمال" في تركيا... مواجهات مع الشرطة وإجراءات مشددة

إسطنبول

باسم دباغ

avata
باسم دباغ
01 مايو 2017
A6C1596D-4E75-4DCD-8BFC-CA8DBBA7EB16
+ الخط -

جرت احتفالات عيد العمال في كل من مدينتي إسطنبول وأنقرة التركيتين، اليوم الإثنين، وسط إجراءات أمنية مكثفة، وتقييد حركة السير حول الميادين الكبرى، مع استمرار إغلاق ساحة تقسيم، ذات الرمزية التاريخية للحركة العمالية التركية، في وجه الاحتفالات.

وفي السياق، فرّقت قوات الشرطة، باستخدام الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه، عدداً من التجمعات التي كانت تسعى للتوجه إلى ساحة تقسيم، رغم تخصيص بلدية إسطنبول ساحات أخرى للاحتفال، إذ فرّقت الشرطة تجمعاً من 300 شخص كانوا متوجهين إلى الساحة من منطقة شيشلي في إسطنبول، وتم اعتقال عدد من المتظاهرين، بعد رفضهم طلبات الشرطة بالمغادرة. 

واشتبكت الشرطة أيضاً مع مجموعة من المتظاهرين كانوا يحاولون التقدم من منطقة تعليم خانة نحو ميدان تقسيم، حاملين لافتات تحمل شعارات من قبيل: "فليحيا الأول من أيار" و"لا يمكن إغلاق الساحات في وجه الشعب"، و"لا لحظر التجمع في تقسيم"، وبعدما رفض المتظاهرون تسليم اللافتات، ردت الشرطة باعتقال عدد منهم.

 

كما وقعت مواجهات بين الشرطة ومجموعة مكونة من 30 متظاهراً، حاولوا التقدم من منطقة بيشيكتاش باتجاه ساحة تقسيم، واعتقلت عددا منهم.

وألقت الشرطة التركية القبض، كذلك، على شخصين دخلا ساحة تقسيم وبدآ بالهتاف.

يأتي هذا، بينما استمرت الاحتفالات بشكل هادئ في منطقة باكير كوي، التي خصصتها الحكومة للاحتفالات، وسط إجراءات أمنية مشددة وكبيرة، باستثناء الفوضى التي أعقبت رفض عدد من المحتفلين أن تقوم الشرطة بتفتيشهم أمام مداخل الساحة، لتقوم الأخيرة باعتقال الرافضين، وسط احتجاجات من عدد من المشاركين في الاحتفالات.

يذكر أن لساحة تقسيم أهمية رمزية للحركة العمالية التركية، وذلك بعد أن قُتل في الساحة 34 عاملا عام 1977، بإطلاق نار من قبل اليمين القومي التركي، تلاه إغلاق الساحة أمام احتفالات عيد العمال لعدد من السنوات.

وكانت حكومة العدالة والتنمية قد فتحت الساحة أمام المحتفلين بعيد العمال في 2009، وأقرت يوم الأول من مايو/أيار عطلة رسمية، لتعود وتغلق الساحة أمام المحتفلين بالعيد منذ عام 2012، ولا يزال هذا التدبير مستمراً لغاية العام الحالي. 

وفي العاصمة التركية أنقرة، وأمام محطة القطار الرئيسية، تمّ إحياء ذكرى القتلى الذين سقطوا في أكتوبر/تشرين الأول 2015 بهجوم تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) على مظاهرة كانت تدعو إلى السلام نظمها عدد من النقابات اليسارية، وكذلك حزب "الشعوب الديمقراطي" (الجناح السياسي لـ"العمال الكردستاني"). 

وقد غادرت الحشود التي أحيت الذكرى بعد وضع الزهور أمام المحطة.

وتكلّف 4500 عنصر من قوات الشرطة، بحماية الاحتفالات في أنقرة، والتي تجري في ساحة الأناضول وساحة كوليج، إذ جرى إغلاق الطرق أمام السيارات والحافلات باتجاه هاتين الساحتين، من دون وقوع أية حوادث احتكاك بين المحتفلين بيوم العمال والشرطة.

وتمت الاحتفالات، في ظل إجراءات أمنية مكثفة، إذ قامت الشرطة بتفتيش جميع المحتفلين قبيل دخولهم إلى أماكن التجمع.

وفيما تم السماح برفع جميع رايات الأحزاب التركية المرخصة واللافتات الخاصة بيوم العمال، منعت الشرطة حمل اللافتات التي تهاجم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، وحزب "العدالة والتنمية"، والنظام الرئاسي.




ذات صلة

الصورة

سياسة

أعلنت وزارة الدفاع التركية، ليل أمس الأربعاء، قتل العديد من مسلحي حزب العمال الكردستاني وتدمير 32 موقعاً لهم شمالي العراق.
الصورة
احتجاج ضد مقتل الطفلة نارين غوران في تركيا، 9 سبتمر 2024 (فرانس برس)

مجتمع

لم تلق جريمة قتل بتركيا، ما لقيه مقتل واختفاء جثة الطفلة، نارين غوران (8 سنوات) بعدما أثارت قضيتها تعاطفاً كبيراً في تركيا واهتماماً شخصياً من الرئيس التركي
الصورة
عبد الله النبهان يعرض بطاقته كلاجئ سوري شرعي (العربي الجديد)

مجتمع

تنفذ السلطات التركية حملة واسعة في ولاية غازي عنتاب (جنوب)، وتوقف نقاط تفتيش ودوريات كل من تشتبه في أنه سوري حتى لو امتلك أوراقاً نظامية تمهيداً لترحيله.
الصورة
الشاب الفلسطيني بسام الكيلاني، يونيو 2024 (عدنان الإمام)

مجتمع

يُناشد الشاب الفلسطيني بسام الكيلاني السلطات التركية لإعادته إلى عائلته في إسطنبول، إذ لا معيل لهم سواه، بعد أن تقطّعت به السبل بعد ترحيله إلى إدلب..