يعبرون بثقة عن آرائهم بالثورة، ويستنكرون كالكبار سقوط الشهداء والمدافعين عن الوطن. بعضهم يفهم تماماً ما حصل، ويعي لماذا ثار المصريون على الحكام.
أحد الفتيان لا يتجاوز الثالثة عشر من عمره، كان في السابعة عند قيام الثورة، لكنه رغم صغر سنه يذكر مشاهد "صعبة" بقيت في ذاكرته. ويقول بصوت واثق: "أفتكر الشهداء وأهالي الشهداء، وأفتكر الإنجازات اللي عملها الشعب في الثورة".
ويضيف أنه يذكر مشاهد الضرب في ميدان التحرير والشهداء، ويقول: "لقد كان المشهد صعباً".
وما رسخ في ذاكرة إحدى الفتيات التي صارت بعمر المراهقة مع مرور ستة أعوام على ثورة يناير أنها كانت خائفة، وتعبر بالقول: "أذكر الناس الذين ماتوا، وأذكر أن أمي وأبي كانوا مشاركين في ثورة 25 يناير، وعالقين بعيدين عنا، ونحن بقينا محبوسين في البيت مدة شهر لا نخرج بسبب ما كان يحدث في الشارع".
فتى آخر يختصر الكلام عن الثورة بأن "الجيش ضرب الناس، ضرب الشعب". ويشير إلى أنه قصد العام الماضي ميدان التحرير في ذكرى الثورة الخامسة، وهذه السنة أيضاً مع أصحابه وإخوته.
ويدرك أحد الفتيان أن الثورة "اتعملت علشان الحرية، وحاجات تانية كتير". لكنه يرى أن الثورة انتهت ولن تقوم ثورة أخرى بعد الآن. ورأى فتى آخر أن الثورة كانت "ضد الفساد والظلم، وضد الذين كانوا يسرقون البلد".
منهم من لا يذكر الأحداث، ولم تعلق بذهنه أية صور عمّا جرى في ساحات مصر وميادينها وشوارعها في ذلك التاريخ. ويقول أحد الصبية "لم أتابع ما حصل، لكنني عرفت عن الثورة من الناس، كل الناس تتحدث عن 25 يناير". ويتابع "يقولون إن الثورة حصلت بسبب الغلاء، فكل شيء أصبح غالياً".
أحدهم قال عند سؤاله عن الثورة: "عشرة على عشرة". لكن آخر اعتبر أن الثورة "كانت ضرب وناس بتموت".
— ثورة 25 يناير (@thawra25yanayer) ٢٤ يناير، ٢٠١٧ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
منهم من يذكر المناطق التي تجمع فيها الناس والناشطون وكل الذين ثاروا ونادوا بالحرية وطالبوا برحيل مبارك. أحدهم يقول "نزلت في شارع محمد محمود، وميدان التحرير ومقر السفارة الإسرائيلية، وأذكر الناس الذين ماتوا ودافعوا عنا". ويتابع "كنا نريد قول الحقيقة، من دون خوف".
حال الثورة وأحداثها وصلت بالصوت والصورة لمن لم يختبرها مباشرة، سمعوا عنها في وسائل الإعلام ومن حكايات الأهل والمحيطين. حدث سيبقى في ذاكرتهم مهما طالت السنوات. حدث تاريخي تتربى الأجيال على ذكره ويتعلمون معانيه وتأثيره على حياتهم. فمصر بعد الثورة هي بالتأكيد ليست مصر قبل الثورة.