"عونيات" المغرب... من الغناء في الأفراح إلى الاحتجاج السياسي

15 يناير 2019
حملت الأغنية هموم الشارع الشاب (Getty)
+ الخط -
بعد أغنية "في بلادي ظلموني" التي اجتاحت عدداً من ملاعب كرة القدم في المغرب، ورفعت خلالها الجماهير شعارات وأهازيج تحتج على الوضع الاجتماعي في البلاد، جاء دور "عونيات" أو "لعابات"، بحيث خرجن في مقطع فيديو لاقى رواجاً كبيراً، ورددن من خلاله رسائل احتجاجية.

 

و"العونيات"، في لغة الأغاني الشعبية النسائية، هنّ مجموعة من النساء اللواتي يرددن أهازيج وكلمات مستقاة من الفولكلور الشعبي، أو عبارات عن العلاقات الإنسانية والعاطفية. وهؤلاء يشاركن خصوصاً في حفلات الزفاف.

وقد خرجت ثلاث "عونيات" في مقطع فيديو، تم تداوله بكثافة أخيراً على مواقع التواصل الاجتماعي، ينتقدن عدداً من الأوضاع السياسية والاجتماعية القائمة في البلاد، وحملت كلماتهن التي قمن بتلحينها بشكل عفوي رسائل وجهنها إلى المسؤولين.

وبعدما أشادت "العونيات" الثلاث بإنجازات عاهل البلاد الملك محمد السادس من خلال عبارات مثل "آ الملك زيد زيد"، بسطن مجموعة من المطالب ذات الصبغة السياسية، من قبيل الحرية (تافقو بالنية على الحرية)، ومطلب تعيين مسؤولين شباب عوض "القيادات الخالدة"، فكررن عبارة "حيد الشياب ودير الشباب".

وأما المطالب الاجتماعية التي حفلت بها أغنية "العونيات"، غير المألوفة، فقد تمثلت في مطلب التعليم بقولهن "كون ما القراية ما تعلى الراية"، أي "لولا التعليم لما رفعت راية البلاد"، وأيضاً مطلب العناية بالشباب حتى لا يلقوا بأنفسهم في أتون الهجرة السرية، بقولهن "بغيت أولادي يبقاو فبلادي".

وتقول خديجة الشمار، التي تعمل في مجموعة شعبية من "اللعابات"، في تصريح لـ"العربي الجديد" إن "اللعابات" أو "العونيات" عادة لا يتكلمن في السياسة، باعتبار أن هدفهن الرئيسي هو تسلية الحضور بترديد الأغاني الشعبية، أو بتقليد كبار مغني ومغنيات فن "العيطة"، خلال مشاركتهن في الأفراح، وليس الحديث في السياسة وغيرها.

وتضيف المتحدثة أنه لأول مرة تخرج "عونيات" بهذه الطريقة المثيرة من خلال الحديث في مواضيع السياسة، معتبرة أن الجمهور عادة يحب أن يتفرج ويمرح عند حضوره حفلات أو مناسبات سعيدة تحييها "العونيات"، ولا يحب "سماع السياسة وصداعها" وفق تعبيرها.

 

المساهمون