"على رزقكَ أفطرنا"

12 يونيو 2016
ينتظر اكتمال "مائدة رحمن" في كراتشي(رضوان تبسّم/ فرانس برس)
+ الخط -
في كلّ مدينة إسلامية، ومهما كان الوضع الاقتصادي سيئاً، يجد المؤمنون أنفسهم في شهر رمضان مدفوعين دفعاً إلى التقوى. مهما كان عليه الحال قبل رمضان، يتحولون جميعاً إلى مؤمنين حقيقيين يبذلون كلّ ما استطاعوا من أجل روحانية الشهر المبارك وأيامه التي لا تقف بركاتها عند حدّ.

من ذلك، سعيهم إلى الإحسان والتصدّق على الفقراء مهما كان ما يملكونه ضئيلاً، هم أنفسهم. العطاء في شهر رمضان يتّخذ اتجاهاً آخر يبتعد عن كلّ ما في عالم اليوم من مصالح ونفعية، ويتّجه إلى أساس الإنسانية الحقّ القائم على التكافل والتضامن والإيثار ونجدة الضعفاء في الجماعة.

هذا هو حال "موائد الرحمن" التي تقام في كثير من الأحياء الشعبية في المدن الإسلامية. تُجمع نفقات هذه الموائد عادة من صدقات وتبرعات "أهل الخير". ومهما كان حجمها، تحضّر أنواع الطعام وكمياته بما يسدّ جوع الصائمين الفقراء كباراً وصغاراً.

قد تجدها في بعض الأحيان مائدة غنية بأصناف الطعام والشراب، وفي أحيان أخرى تكون فقيرة لا تكاد توفّر أكثر من طبق رئيسي من الأرزّ وقليل جداً من اللحم أو الدجاج. لكنّها في كلّ الأحوال سفرة مباركة ببركة الشهر الفضيل، وبتكافل المؤمنين في تأمينها للمحتاجين من بينهم.

في اللقطة طفل باكستاني ينتظر اكتمال "مائدة رحمن" في كراتشي. وينتظر معها أذان المغرب عندما تمتلئ الطاولات بالصائمين، وهم ينطقون دعاءهم قبل أن يبدأوا الأكل: "اللهم لكَ صمنا وعلى رزقكَ أفطرنا".

دلالات