في معرضها الذي عنونته بـ "على حافة البصر" ويقام حالياً في غاليري "مساحة حرة" التابع لفضاء "التياترو" في تونس، تحاول فنانة الفوتوغرافيا التونسية نادية هماني اللعب ليس فقط بالظلّ والضوء بل بالأشكال الهندسية والأنماط والتفسيرات المختلفة لمادة صورتها وموضوعها.
يتواصل عرض أعمال هماني حتى الثلاثاء المقبل، وتجمع فيها بين التصوير الفوتوغرافي الرقمي والرسم، وهو أمر يشبه عملية "الإخراج"، حيث يجري منتجة العلاقة بين الرسم والصورة في المساحة الواقعية.
تقدّم الفنانة فكرة تشكيلية إلى جانب تأمّل فوتوغرافي، بحيث يصبح العمل المركّب حالة من هجرة العناصر التصويرية الشكل واللون والمادة، يضاف إليه اللعب في تأطير الصورة ثم إعادة تأطيرها.
تغطّي الفوتوغرافية عناصر التصوير بالأكريليك وبالألوان البراقة، وبمواد وأقمشة، كما لو أنها تقنّع هذه العناصر وتحولها إلى شيء ثالث بألوان قوية؛ البرتقالي بتدرجاته والأخضر والأحمر.
نرى في أعمالها حواف أبواب أو نوافذ، وأطراف أشياء لن نتبين ما هي، ونباتات وزخارف، لتغدو الأشياء التي كانت واضحة مجرّد صور مجردة تعبيرية باحثة عن الجمال أو صانعة له.
تلعب هماني في مساحة الزواج بين العالم الملموس والحقيقي (الصورة) والعالم التشكيلي المتخيل (الرسم)، كأنما أعمالها امتداد للعصر الافتراضي حيث ازدواجية الداخلي والخارجي، وابتكار علاقات هجينة تربط عالمين مختلفين.
تركت الفنانة لنا من العالم الحقيقي الأشياء والأشكال التي نستخدمها في مواد مختلفة مثل الحديد، والخشب، والزجاج، والأقمشة، وأتاحت للمتلقي التفكير في عملية إنتاج العمل الفني بهذه الطريقة؛ من حيث الرسم والتلوين والترتيب والتركيب والتأطير والتصوير الفوتوغرافي.