"عقّمها"... مبادرة شبابية لمواجهة فيروس كورونا في سورية

06 اغسطس 2020
مصلون في الجامع الأموي بدمشق يطبقون قواعد التباعد (Getty)
+ الخط -

دفع تفشي فيروس كورونا في العديد من المناطق السورية، في ظل تردي الواقع الصحي جراء عجز المشافي عن استقبال جميع الحالات التي تظهر عليها أعراض الإصابة بالفيروس وزيادة الطلب على الأدوية وأسطوانات الأوكسجين، إلى ولادة مبادرات مجتمعية اعتمدت على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، لحشد أكبر عدد من المتطوعين وتبادل المعلومات وجمع التبرعات. 

إحدى تلك المبادرات الشبابية وُلدت باسم "عقّمها" في دمشق قبل نحو خمسة أشهر، تضمّ اليوم أكثر من 165 ألف عضو، 10 آلاف عضو منهم انضموا إلى المجموعة خلال الأسبوع الأخير، وقدّمت خدماتها ومساعداتها لعشرات المصابين، إضافة إلى نشر ثقافة النظافة العامة والشخصية والوقاية وتوفير السبل والوسائل اللازمة لها، بالاعتماد على جهودهم الذاتية. وسرعان ما جذبت هذه المبادرة الكثير من السوريين. 

مبادرة "عقّمها"، التي بدأت في منتصف شهر مارس/ آذار، سرعان ما بدأت تظهر في مناطق سورية أخرى عبر مجموعات شبابية محلية، فأصبح هناك "عقّمها صحنايا" و"عقّمها حمص" و"عقّمها طرطوس صافيتا" و"عقّمها القامشلي" و"عقّمها اللاذقية" و"عقّمها السويداء". 

وينشر أعضاء المبادرة عبر مجموعة فيسبوك أرقام هواتف المتطوعين والقائمين على تأمين أسطوانات الأوكسجين وغيرها من احتياجات المرضى، ويُنشَر على المجموعة عناوين مراكز بيع وتعبئة الاسطوانات والكمامات. 

مجموعة "عقّمها السويداء"، التي ولدت الثلاثاء الماضي على فيسبوك، أصبحت تضمّ اليوم أكثر من سبعة آلاف عضو، ينشر فيها الأعضاء أسماء أطباء وأرقام هواتفهم، في حال وجود مرضى بحاجة إلى استشارة طبيب، ونشر أعضاء مبادرات لمستودعات طبية وصيدليات تبيع كمامات ومعقمات بأسعار مخفضة، إضافة إلى العديد من منشورات التوعية. 

أما مجموعة "عقّمها اللاذقية"، التي وُلدت كذلك الثلاثاء الماضي، فأصبحت تضم أكثر من 8 آلاف عضو، وجاء التعريف بها بلغة محكية: "الوضع عم يروح للأسوأ والشباب بدمشق عليهن ضغط كبير، لهيك نعمل غروب عقّمها اللاذقية، لحتى نشيل الحمل ونقدر نساعد بعض". 

وبدأ ينشر أعضاء المجموعة، منذ تشكيلها، منشورات توعوية خاصة بكيفية تعامل المصابين بالفيروس مع حالتهم، إضافة إلى طريقة استخدام أسطوانة الأوكسجين، والأدوية التي يمكن المصاب أن يستخدمها، وطرق تخفيف الآلام التنفسية، ومراحل تطور الحالة ومتى يجب أن ينتقل المصاب إلى المشفى، وغيرها من المعلومات.                           

وكانت وزارة الصحة التابعة للنظام السوري قد أعلنت، أمس الأربعاء، تسجيل 52 إصابة جديدة بفيروس كورونا في سورية، لتبلغ حصيلة الإصابات المسجلة في سورية حتى أمس 944 إصابة، فيما شفي منها 296 وتوفي 48 مصاباً. 

 

يذكر أن أول إصابة بفيروس كورونا سُجلت في سورية، يوم 22 آذار/ مارس الماضي، لشخص قادم من خارج البلاد، فيما سُجِّلَت أول حالة وفاة في الـ29 من الشهر ذاته.

المساهمون