"عصر الإرهاب".. متى بدأ فعلاً؟

03 نوفمبر 2017
("طائرة من دون طيار"، جيمس برايد/ بريطانيا)
+ الخط -

في الوقت الذي احتفلت فيه رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، كما أعلنت، بذكرى مرور 100 عام على ما يسمى بـ"وعد بلفور" التي صادفت أمس، يفتتح متحف "الحرب الإمبريالية" في لندن معرضاً بعنوان "عصر الإرهاب" يدّعي تأريخ بداية الإرهاب المعاصر بتفجيرات 11 أيلول/ سبتمبر 2001، التاريخ الذي يجعلنا نسأل السؤال الحقيقي: متى بدأ الإرهاب فعلاً؟ نعرف أنه هنا، لكن الأهم من أين أتى ومتى بدأ؟

كثير من البشر يحفظون تاريخ هذه التفجيرات (11/09) وكثير منهم يحسبونها بداية الإرهاب المعاصر، متأثّرين بعمل الآلة الإعلامية الغربية، التي محت تاريخاً من إرهاب الغرب الذي سبق هذه اللحظة ومهّد لها، والذي يعود إلى عصر طويل من الاستعمار، لا سيما لحظة الـ2 تشرين الثاني/ نوفمبر 1917، حين أطلق آرثر بلفور وعد الحكومة البريطانية للصهاينة بأن تمنحهم أرض فلسطين.

غير أن 12 مليون فلسطينياً، أكثر من نصفهم في اللجوء، يحفظون هذا التاريخ جيداً، ويحفظه معهم من يدرك العلاقة الكبرى بين تاريخ أوروبا الاستعماري وبين الإرهاب المعاصر. يزعم المعرض أنه يسعى إلى تأريخ الأحداث الكبرى التي بدأت بعد عام 2001. من هنا تنطلق أعمال "عصر الإرهاب" من الواقعة التي جرّت خلفها إرهاباً أكبر وأوسع مارسته الآلة الأميركية على العالم.

يجمع المعرض أربعين فناناً من بريطانيا والعالم، من بينهم الصيني آي ويوي والفلسطينية منى حاطوم والتشيلي ألفريدو جار والكوبية كوكو فوسكو والأميركية جيني هولزر.

ومن خلال خمسين عمل بين فيديو وتجهيز وأفلام ولوحات ومنحوتات وطباعة وفوتوغرافيا، لفنانين معظمهم يعرض في بريطانيا للمرة الأولى، تُقدّم قراءات متعددة للقصة نفسها كل واحد منهم من موقع مغاير، لكنها تجتمع حول كونها تمثيلات للإرهاب المعاصر والصراعات الراهنة كما يراها الفنان.

يستكشف المعرض أربع ثيمات أساسية؛ الأولى الاستجابة المباشرة لأحداث 9/11، والثانية رقابة الدولة الأمنية، والثالثة العلاقة المعقدة بين الإنسان العادي والسلاح، والأخيرة هي الخسائر البشرية والدمار الذي لحق بالتضاريس والعمارة.

من الأعمال التي يضمها المعرض تجهيز الفنان التشيلي إيفان نافارو "البرجان التوأمان"، المكون من أضواء النيون التي تتراص معاً لتبدو مساحة مقعرة ولا نهائية كما لو أنها بئر.

كما يعرض عمل آي ويوي الشهير عن كاميرات المراقبة، الذي يضع الجميع في دوائر تلفزيونية باردة، وكذلك تجهيز البريطاني جيمس بريدل "طائرة من دون طيار" الذي يتوسط أرض المعرض، ويستقبل الداخل إليه.

المساهمون