"ظاهرة تفكيك المقدس بين المسموح والممنوع" عنوان المحاضرة التي يلقيها الباحث في علوم المنطق والكلام والفلسفة عيسى ربيح عند السادسة والنصف من مساء غدٍ الخميس في "بيت الثقافة والفنون" في عمّان، بتنظيم من "بيت الحكمة".
يتناول المحاضر محاور عدّة منها: ما هو التفكيك؟ وهل علاقة التفكيك بالنص المقدس هي تفسير النص المقدس أم نقد النص المقدس أم تجديد فهم النص المقدس أم شيء آخر؟ وكيف نميز المقدس عن غير المقدس؟ بعبارة أخرى هل كل ما جاء في المقدس هو مقدس؟ ونماذج حول تفكيك المقدس.
ويذهب أيضاً إلى طرح تساؤلات مثل: هل أنا قادر وحدي على فهم النص المقدس؟ أم لا بد من مرجعية في فهم المقدس؟ وهل أنا كمثقف قادر على تمييز الصواب والخطأ في فهم المقدس؟ أم أنا مضطر إلى الالتزام بقرار المرجعيات المخولة في فهم المقدس؟ هل لي حق الإصرار على فهم خاص للمقدس؟ ومتى أكون قريباً من المقدس أو بعيدًا عنه؟ وما الفرق بين تجديد فهم المقدس وبين الجرأة على المقدس؟
يعود ربيح في كتابه "الكلام الإلهي بين القدم والحدوث: دراسة تحليلية" (2011) إلى عوامل خارجية وأخرى داخلية أدت غلى ظهور مشكلة في فهم النص المقدس، حيث أن الجدل بين العلماء المسلمين والمسيحيين منذ القرن التاسع الميلادي ساهمت في تأسيس علم الكلام، نتيجة النقاشات المعمّقة حول مسألة الوحدة والتعدّد وانتقال الجوهر الإلهي وتحيّزه وقبوله للأعراض.
ويشير الباحث إلى أن "هذا الشكل في الرد على النصارى ظهرت مشكلة خلق القرآن، فالمعتزلة يرون أن القول بقِدم الكلام قول خطير للغاية..."، حيث "تكمن المشكلة بأن من يقول إن القرآن كلام الله قديم وهو عين المقروء في المصاحف من الحروف والأصوات يلزم عليه القول بالحلول الذي قالته النصارى في عيسى عليه السلام".
ثم يمرّ ربيح على أثر العقائد اليهودية في الإسلام، وكذلك الصابئة الذين كان فلاسفتهم أو من نادوا بأدلة حدوث العالم، لينتقل بعدها إلى العوامل الداخلية التي تتصل بانبثاق الاجتهاد في العقيدة بعد هيمنة مدرسة النقل أكثر من مئة مام بعد الإسلام، ثم ظهور محاولة تفسير الكلام الإلهي إن كان صفة ذات الله أم فعل من أفعاله.