"طَير" محمد قريقع

16 سبتمبر 2015
من المعرض (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -
تجمعت قضايا الشعب الفلسطيني في لوحات الطفل الفلسطيني الفنان محمد قريقع، والتي حملت أشكال المعاناة واللجوء والتهجير، إلى جانب الحياة اليومية وأشكال الصمود والتحدي، في وجه الاحتلال وحصاره واعتداءاته المتواصلة.


"طير حر" هو اسم المعرض الفني الذي أقامه الفنان ابن الثلاثة عشر عاماً، في قرية الفنون والحرف غرب مدينة غزة، والذي امتزجت فيه الألوان السوداء والداكنة، مع الألوان الزاهية، لتشكل حالة فريدة من التناقض التي يحياها المواطن الفلسطيني، في مختلف حالاته.

صغر سن الفنان قريقع لم يمنع لوحاته من التطرق إلى جملة من القضايا الهامة التي يعاني منها الشعب الفلسطيني في مختلف أماكن وجوده، سواء في غزة أو الضفة الغربية أو مناطق اللجوء والمخيمات، إضافة الى القضايا التي تشغل بال الوطن العربي.

في مدخل المعرض وضعت لوحة كبيرة لمجموعة أشخاص، رسمت باللونين الأبيض والأسود، وأطلق عليها الفنان اسم "أرواح في منفى" مقتبسة من واقع الحياة الحديثة والأرواح التي تذهب إلى المنفى، ويظهر فيها الخوف والمعاناة والهروب من الواقع السيئ.


وشمل المعرض رزمة من اللوحات الفنية التشكيلية التي تروي قصص الفراق والحزن عبر تصوير امرأة تحمل وردة حمراء، إلى جوارها صورة والدتها التي فقدت في الحرب، ولوحة أخرى لفتاة وضعت يدها على أذنها حتى لا تسمع أصوات الانفجارات، وكانت تصرخ من دون أن يسمع صراخها أحد.

كذلك شملت زوايا المعرض على رسومات تجسد واقع المنازل التي دمرت في الحرب، وأخرى تجسد ملامح المواطنين التائهة والخائفة، إلى جانب صور أخرى للجوء العرب الى أحضان أوروبا هرباً من الحرب، وأشخاص يبحثون عن الحرية، ويجتازون الحدود والأسلاك الشائكة.
ويقول قريقع لـ"العربي الجديد"، إنه هدف من خلال معرضه التركيز على مختلف القضايا التي يعاني منها الشعب الفلسطيني والعربي، في ظل التطورات السريعة التي بات يشهدها الواقع العربي، والظلم الكبير الواقع على الشعوب والأطفال والنساء.


ويُكمل قريقع حديثه، وهو يتجول في زوايا المعرض، ويشير بيده إلى لوحة أسير فلسطيني مكبل الأرجل والأيدي: "قضية الأسرى الفلسطينيين من أهم القضايا المركزية للشعب الفلسطيني، وكان لا بد من التطرق إليها في هذا العمل الذي يظهر الأسير مشبوحاً، وهي طريقة من طرق التعذيب".

أقرأ أيضًا:تأريخ فلسطين إلكترونياً

ويضيف: "المعرض شمل كذلك رسومات لمعاناة المرأة الفلسطينية، التي تم تجسيدها في لوحات داكنة اللون، أطلق على إحداها اسم (معصوبة) لسيدة معصوبة العينين، تتحدث عن معاناة المرأة وما تعانيه في عصرنا هذا، في ظل النظر إليها على أنها ربة منزل فقط، دون التطرق إلى ما في داخلها من فكر وثقافة".

الفنان الصغير يشير إلى مجموعة رسومات أخرى في الجهة المقابلة، لحمامة سلام ارتدت ملابس نسائية زاهية اللون، وعنها يقول: "هذا العمل يصف حال الفتاة، فهي مخلوق رقيق يشبه الحمامة التي تبحث عن السلام، تجلس على كرسي تنتظر المستقبل".

أقرأ أيضًا: تاريخ فلسطين برسومات ولوحات فنية

ويتابع: "أما الصورة التي بجوارها فهي لطفلة جميلة، ذات عيون ملونة، تدعى ميس، وهي طفلة من أقربائي، وجهها جميل حد الخيال وحديثها لطيف، تأتي إلى المرسم من وقت لآخر، فاستوحيت من ملامحها البريئة هذه الرسمة".

واقع الأطفال لم يكن جميلاً في كل الرسومات التي أداها قريقع، حيث شملت رسوماته صوراً لأطفال بدا البؤس واضحاً على ملامحهم، وصورت إحداها طفلاً عارياً يلبس تاج الحكم. وعن تلك الرسمة يقول محمد: "في ظل ما نمر به من أحداث موت الأطفال، دون أي ذنب، رسمت هذه الرسمة، والتاج وضع على رأس الطفل من أجل تحميل الملك مسؤولية ما يحدث للأطفال، أما التشتت الظاهر في الرسمة، فهو دليل على التخبط والمعاناة التي يعيشها الأطفال".

إلى جوار صور الأطفال، وضعت مجموعة رسومات فنية جمالية للأحصنة والنساء التي تحمل العشب والأواني الفخارية، ورسومات أخرى لمخيمات اللجوء، التي أصبحت حسب وصف قريقع علامة مسجلة لدى الوطن العربي، سواء كان اللاجئ فلسطينياً أو سورياً أو عراقياً أو يمنياً. 

 أقرأ أيضًا:"رسائل من اليرموك".. فيلم فلسطيني ينتصر للحب والموسيقى
دلالات
المساهمون