"طائرة الجولان" تربك إسرائيل: ثغرات الدفاعات الجوية وسيناريوهات بالجملة

28 يوليو 2016
حرج إسرائيلي جرّاء فشل إسقاط طائرة بدون طيار(ليور مزراحي/Getty)
+ الخط -
لا يزال الجيش الإسرائيلي يعيش تداعيات فشله في إسقاط الطائرة من دون طيار، والتي تسللت من الأجواء السورية إلى فضاء الجولان المحتل، في السابع عشر من شهر يوليو/ تموز الجاري، واستمرت في التحليق لمدة 30 دقيقة. ويجري سلاح الجو الإسرائيلي حالياً تحقيقات مكثفة لمعرفة الأسباب التي حالت دون تمكن منظومة الدفاع ضد الصواريخ "باتريوت" من إسقاط الطائرة بدون طيار، والتي انسحبت دون أن تتعرض لأذى.

ونظرت الدوائر العسكرية والاستخباراتية الإسرائيلية إلى هذا التطور بخطورة كبيرة، على اعتبار أن أحد أهم مرتكزات الاستراتيجية الدفاعية الإسرائيلية تقوم على عدم السماح بحال من الأحوال لأي طائرة عسكرية أجنبية باختراق المجال الجوي، لا سيما أن صغر مساحة فلسطين المحتلة ومحدودية سعة أجوائها يفاقم من خطورة الاختراق ويمكّن الطيران "المعادي" من ضرب أهداف حساسة.

وذكرت صحيفة "معاريف" قبل يومين، أن الفشل في إسقاط الطائرة مسّ بسمعة سلاح الجو الإسرائيلي، والذي اكتسب "شهرة كبيرة" في مجال إنجاز مهامه الميدانية. وأشارت الصحيفة إلى أن ما يزيد الأمور تعقيداً يتمثل في أن الجيش الإسرائيلي لا يعرف طابع الطائرة بدون طيار التي أطلقت، ولا الجهة المسؤولة عن إطلاقها وأهدافها. ونقلت الصحيفة عن مصدر قيادي في سلاح الجو إقراره بأن "هذا الفشل المحرج" يأتي في أعقاب تمكن الجيش الإسرائيلي من إسقاط طائرة سورية من طراز "سوخوي 24" قبل عام فوق الهضبة المحتلة.


وأضافت الصحيفة أن هناك عدة أسئلة تطرح بشأن الجهة التي يمكن أن تكون مسؤولة عن إطلاق الطائرة بدون طيار، مشيرة إلى أنه يمكن أن تكون تابعة لجيش النظام السوري وقام بإطلاقها لجمع المعلومات عن عناصر المعارضة المسلحة، المتمركزين في المناطق الواقعة شرق "الحدود"، إذ يمكن أن تكون قد تسللت إلى أجواء الجولان المحتل عن طريق الخطأ. ولفتت الصحيفة إلى أن الاستخبارات الإسرائيلية لا تستبعد أيضاً أن تكون الطائرة تابعة لسلاح الجو الروسي، والذي يمكن أن يكون قد أطلقها من أجل جمع معلومات استخباراتية حول الوجود العسكري الإسرائيلي فوق الجولان المحتل.

وأعادت الصحيفة للأذهان حقيقة أن القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية قررت في شهر فبراير/ شباط 2016 عدم إسقاط أية طائرة روسية تجتاز المجال الجوي الإسرائيلي، وذلك ضمن استخلاص العبر من تداعيات إسقاط تركيا الطائرة الروسية وما تبعها من ردة فعل روسية غاضبة. كذلك، هناك رغبة إسرائيلية كبيرة في استنفاد الطاقة الكامنة في التعاون والشراكة المتعاظمة مع الاتحاد الروسي.

من ناحيته، أعاد المعلق العسكري في صحيفة "يديعوت أحرنوت"، رون بن يشاي، التذكير بأنه سبق لطائرة بدون طيار تابعة لحزب الله أن تمكنت عام 2014 من اختراق الأجواء الإسرائيلية، بعدما تسللت من فوق بحر غزة إلى منطقة النقب، مضيفاً أن المقاتلات الإسرائيلية لم تتمكن من إسقاطها إلا بعد إطلاق عدة صواريخ. وفي تحليل نشره موقع الصحيفة أول من أمس الثلاثاء، أشار بن يشاي إلى أن عدم إسقاط الطائرة يعد "فشلاً" لمنظومات الدفاع الجوي ومجمع الصناعات العسكرية والجوية الإسرائيلية، والذي يتوجب على إدارته أن تشرح أسباب هذا الفشل في إسقاط الطائرة بدون طيار.

واعتبر بن يشاي أن الحادث يدل على وجود "ثغرة" كبيرة في منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلي، مشيراً إلى أن هذا التطور يفرض على جيش الاحتلال الاستعانة بمنظومة "القبة الحديدية" في إسقاط الطائرات بدون طيار، مع العلم أن بطاريات هذه المنظومة منصوبة في الجنوب والوسط، ولم يتم نصبها في مناطق الشمال. وأوضح بن يشاي أن الجيش الإسرائيلي يدرس حالياً توظيف منظومة "العصا السحرية"، والتي تم تطويرها أخيراً، بالتعاون مع الهند، من أجل التصدي للطائرات التي تخترق الأجواء الإسرائيلية، لا سيما في الشمال، بعد أن يتم طرحها للاستخدام الميداني.