"صوت الغائبين": تعنيف أمسية شعرية

"الشعر صوت الغائبين" هو عنوان الأمسية التي احتضنها "معهد ثقافات الإسلام" في باريس ليلة أمس، بتنظيم من الشاعرة السورية هالة محمد.

استضافت الأمسية كلاً من الشاعرتين الفلسطينية القادمة من دبي سمر عبد الجابر، والسورية الكردية القادمة من برلين مها بكر، ورافقهما مجموعة فنانين سوريين هم: الممثلتان حلا عمران ودراينا الجندي والممثل والمخرج وسام عربش والموسيقي مهند الجرماني.

بدأت الأمسية بتقديم كل من الشاعرتين، وقرأت عبد الجابر بعضاً من قصائدها التي سيطرت عليها مواضيع وجودية وأخرى تتعلق بحيفا مدينة الشاعرة اللاجئة، بمرافقة عود الجرماني وترجمة بالفرنسية من طرف الممثلين السوريين، تلاها قراءة لبكر اتسمت بالحيوية وهي تلقي قصائد طغت على معظمها ثيمة الحب. أمسية كان يقدّر لها أن تنتهي بسلام وفرح كما بدأت، لولا الاعتداء الذي عكّر صفوها في جزئها الأخير.

إذ قامت مجموعة من الشبان الغاضبين بمهاجمة الأمسية والتعدي على المركز ومديره الذي أصيب بجروح جراء الاعتداء الذي لم تتضح ملابساته ودوافعه للجمهور، كون الفعالية كانت في الباحة الخلفية للمركز. وتضاربت المعلومات حول إذا كانت الدوافع متعلقة بشبان متشددين أبدوا اعتراضهم على وجود الموسيقى والشعر في مركز إسلامي وقت الإفطار في رمضان، أم أنها كانت مجرد اعتداء من مجموعة شبان غاضبين هاجموا المركز لأسباب شخصية.

ومن الجدير ذكره أن "معهد ثقافات الإسلام" هو من المراكز الثقافية التابعة لـ"بلدية باريس"، ويقع في الدائرة الثامنة عشر، والتي تعد من أكثر المناطق الباريسية تهميشاً وفقراً، إذ إن غالبية سكانها من المهاجرين ذوي الأصول الأفريقية. 

الشاعرة عبد الجابر قالت لـ"العربي الجديد" في تعليق لها حول الحادثة "ما حصل يثير الرعب. ما زلنا لا نعلم تفاصيل الاعتداء، وإن كان فعلاً من قبل متشددين إسلاميين، فهذا يثير استغرابي، كون المركز الذي يستضيفنا هو مركز للثقافة الإسلامية، ونحن جئنا هنا لنمثل تلك الثقافة، جئنا بالشعر، وكان شعرنا عن فلسطين وسوريا، وليس لدي تفسير منطقي بأن تُعتبر أمسية شعرية ضد الإسلام".