ذكرت صحيفة "صانداي تايمز" البريطانية أن دينا باول، نائبة مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، من أصل مصري، بدأ يبرز اسمها كلاعب محوري ضمن الفريق الذي عهد إليه الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بلورة مبادرته الدبلوماسية لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والتي أوكلها إلى صهره، جاريد كوشنر.
بحسب الصحيفة البريطانية، فإن دينا باول، التي تتحدث اللغة العربية بطلاقة وكسبت ثروة من عملها في "غولدمان ساكس"، قبل أن تنضم بشكل مفاجئ إلى إدارة ترامب، تحولت إلى "السلاح السري" في المبادرة الأميركية، وفق مسؤول دبلوماسي، أوضح أن الصلاحيات التي بحوزتها تتجاوز بكثير منصبها كنائبة مستشار الأمن القومي.
وكشفت الصحيفة أن باول تم استقدامها للعمل داخل البيت الأبيض من قبل زوجة كوشنر، ايفانكا ترامب، ابنة الرئيس الأميركي. ورغم أن سن باول لا يتجاوز الرابعة والأربعين، إلا أنها واحدة من المسؤولين داخل البيت الأبيض الأكثر امتلاكا للخبرة، إذ سبق أن شغلت مناصب مهمة خلال فترة تولي جورج بوش الابن رئاسة الولايات المتحدة الأميركية، حسب الصحيفة.
وخلال الشهر الماضي، رافقت كوشنر في زيارة غير معلن عنها إلى الرياض، حيث تبين أنهما أجريا محادثات حتى ساعات الصباح الأولى مع ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، تناولت الإرهاب، والمطامح الإيرانية بالمنطقة، وإمكانية جمع الفلسطينيين والإسرائيليين على طاولة واحدة، بحسب الصحيفة.
وفي حين نقلت عن بعض الدبلوماسيين الأميركيين، أن كوشنر بات اليوم يفاخر بالعلاقات التي تجمعه ببن سلمان، وكذلك ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد، قال مسؤول بوزارة الخارجية الأميركية مطلع على الملف الإيراني، "إن دينا باول هي السلاح السري للفريق، ولديها ثقل حقيقي بسبب العلاقة التي تجمعها بإيفانكا. كما أن لديها معرفة كبيرة بالعالم العربي على عكس كوشنر".
وفي نبذة عن باول، تشير الصحيفة البريطانية إلى أنها ولدت بالقاهرة، وانتقلت مع والديها للعيش بتكساس في سن الرابعة، وكان والدها ضابطا بالجيش المصري، وعمل لاحقا سائق حافلة، قبل أن يفتح متجراً للمواد الغذائية مع زوجته.
وبعد تدريب أجرته في مكتب السيناتور عن الحزب الديمقراطي بتكساس، بايلي هوتشيسون، انتقلت إلى واشنطن، وفي سن التاسعة والعشرين، أصبحت أصغر شخص يتولى تسيير مكتب الموظفين التابعين للرئيس الأميركي. وسبق لوزيرة الخارجية في عهد بوش، كوندوليزا رايس، أن وصفت باول بأنها "واحدة من أصحاب الخبرة، التي تلجأ إليها في ما يخص الشرق الأوسط"، ونصبتها مبعوثة إلى المنطقة.
وبعد عملها موظفة تنفيذية بمؤسسة "غولدمان ساكس" خلال ولايتي باراك أوباما الرئاسية، انضمت باول، إلى الفريق الرباعي الذي كلفه ترامب بصياغة ما يصفه بـ"صفقة القرن" لإنهاء النزاع الفلسطيني الإسرائيلي.
وبالإضافة لباول وكوشنر، يضم الفريق الذي يعد مبادرة ترامب شخصين آخرين هما جيسون غرينبلات، مبعوث ترامب للسلام بالشرق الأوسط وكبير مفاوضيه، وديفيد فريدمان، السفير الأميركي لدى تل أبيب. ولفتت "صنداي تايمز" إلى أن باول هي الوحيدة ضمن هذا الفريق التي تمتلك تجربة سابقة في العمل الحكومي.
وأضافت الصحيفة أن القاسم المشترك بين كوشنر وغرينبلات وفريدمان هو كون الثلاثة من اليهود الأرثوذكس، وتجمعهم علاقات وثيقة بإسرائيل، فيما يرتبط فريدمان بالمتشددين الذين يعارضون وجود دولة فلسطينية. أما باول، فهي قبطية مسيحية، ويقال عنها إنها برغماتية تفضل حل الدولتين.
وبخصوص زياراتها للمنطقة، ذكرت الصحيفة أن رحلتها الأخيرة مع كوشنر الشهر الماضي إلى الرياض كانت الرابعة هذه السنة. ولفتت إلى أنها كانت هناك في مايو/ أيار الماضي ضمن البعثة الرئاسية وشاركت في المفاوضات بشأن صفقة التسليح التي بلغت قيمتها مائة وعشرة مليارات دولار بين أميركا والسعودية. وفي أغسطس/ آب، رافقت كوشنر وغرينبلات، في رحلة للشرق الأوسط ركزت على النزاع الفلسطيني الإسرائيلي.
كما رافقت وزير الدفاع الأميركي، جيمس ماتيس، إلى السعودية خلال شهر إبريل/ نيسان. وفي وقت سابق، كانت حاضرة خلال اللقاء الذي جمع ترامب بالبيت الأبيض مع ولي العهد السعودي. كما شاركت في محادثات بالبيت الأبيض جرت بين ترامب، والرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، والعاهل الأردني، الملك عبد الله.