"صدى موسكو"... صراع من أجل حرية الكلمة

"صدى موسكو"، إذاعة روسية تبث معلومات وبرامج سياسية واجتماعية أربعاً وعشرين ساعة في اليوم، وقد تم إطلاقها عام 1990 في موسكو تحت اسم "راديو-إم". ووفقاً لمعطيات موقعها الرسمي، يصل عدد مستمعيها اليوميين في العاصمة الروسية وحدها إلى حوالى مليونين، بينما يبلغ في الأقاليم الروسية 7 ملايين ومائة ألف مستمع.
وتملك "غازبروم- ميديا" 66 % من أسهم إذاعة "صوت موسكو"، أما بقية الأسهم فتملكها شركة " EM HOLDING COMPANY" الأميركية، التي يملك أسهماً فيها الصحافيون العاملون في هذه الإذاعة، إلى جانب رجل الأعمال فلاديمير غوسينسكي.
بدأت المشكلة بين الإذاعة و"غازبروم" في السادس من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، بعد أن قامت يكاتيرينا بافلوفا، التي تشغل منصب المدير العام لإذاعة "صدى موسكو" بفصل الصحافي ألكسندر بليوشيف العامل في هذه الإذاعة، نتيجة كتابته تغريدة على تويتر حول موت ألكسندر ابن رئيس إدارة الكرملين سيرغي إيفانوف. وكان بليوشيف قد كتب: "هل تعدّون مقتل ابن إيفانوف الذي سبق أن دهس عجوزاً وقاضى صهرها دليلا على وجود العناية الإلهية العليا؟" وكان قد انتشر الخبر عن غرق ألكسندر ابن سيرغي إيفانوف في دولة الإمارات في الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني. وقد أعاد بليوشيف في سؤاله التذكير بالدعوى القضائية التي رفعت سنة 2005 ضد ألكسندر بتهمة دهس سفيتلانا بيريدزه البالغة من العمر 68 عاماً في موسكو.
وحال فصل الصحافي بليوشيف من عمله، أعلن أليكسي فينيديكتوف أنه يُعدّ قرار فصل بليوشيف باطلاً، ذلك أنّ رئيس التحرير وحده يملك الحق، وفق اللائحة الداخلية للإذاعة، بصرف الصحافيين من الخدمة. وبالنتيجة، هدد رئيس مجلس إدارة ومدير عام شركة "غازبروم ميديا هولدينغ"، ميخائيل ليسين، علناً بأنه سيقيل فينيديكتوف نفسه، إذا لم يوافق على الإقالة.
وبعد أخذ ورد وترقب، جرى في 18 نوفمبر/تشرين الثاني، اجتماع ليسين مع أسرة تحرير "صدى موسكو". تلاه اجتماع بين ليسين وفينيديكتوف، تم فيه الاتفاق على جملة أشياء، وأعلن عن حل المشكلة. وفي أعقاب ذلك، نقل موقع إذاعة "صدى موسكو" الرسمي عن فينيديكتوف قوله: "استمر الاجتماع 4 ساعات. وقد شارك فيه محامون من "غازبروم ميديا". وبنتيجة الاجتماع، تم التوصل إلى اتفاق بإلغاء قرار فصل ألكسندر بليوشيف، وأعيد اعتباري كرئيس للتحرير بصلاحيات عدم فصل الصحافيين من دون موافقتي. إضافة إلى ذلك، ناقشنا موسعاً مشاركة الصحافيين في مواقع التواصل الاجتماعي. وسوف يتم تشكيل مجموعة عمل من صحافيي "صدى موسكو" لإعداد مقترحات لجميع صحافيي "غازبروم ميديا" بخصوص مشاركاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، بالدرجة الأولى".
إلى ذلك، جرت في موسكو، مظاهرة احتجاج في 22 نوفمبر/تشرين الثاني، تحت شعار "وقفة الحقيقية" في ساحة النصر، شارك فيها حوالى 100 شخص، هتفوا بحماسة دفاعاً عن إذاعة "صدى موسكو"، وتوعدوا، قائلين: "إذا لم تكن هناك حرية فسيكون هناك ميدان".