"شموع العطاء"… النظام السوري يكرّم نفسه

26 ابريل 2017
مبنى "دار الأسد للثقافة والفنون" (Getty)
+ الخط -
تمَّ الإعلان بشكل رسمي على وسائل الإعلام التابعة للنظام السوري، عن افتتاح مهرجان جديد بعنوان "شموع العطاء"، وستنطلق النسخة الأولى منه في اليوم الأخير من الشهر الجاري في "دار الأسد للثقافة والفنون"، على أن تنطلق منه نسخ دورية سنوية ستبدأ من هذا العام. وستنظم النسخة الأولى من المهرجان شركة "همسات" المختصة بتنظيم المَعارض والمؤتمرات والإنتاج الفني، وبرعاية وزارتي الثقافة والسياحة.

ورغم أنَّ المهرجان سينطلق من دار الأوبرا، والذي يقدم عادةً فعاليّات فنيّة وثقافيّة، إلا أنّ المهرجان لا يخلو من الطابع السياسي. ففي الحملة الترويجية، عرّف المهرجان بأنه فعاليَّة لتكريم نخبة من القامات السورية الوطنية، دون التحديد إذا كانت هذه القامات فنية أو سياسية، أو حتى عسكرية. فالمعلومة الوحيدة التي صرحت بها شركة "همسات"، هي أن تلك الشخصيات قد تم الإجماع على عطائها الوطني، وإخلاصها للوطن، وهنا يبدو أن النظام بات أكثر وضوحاً وصراحةً، فالمعيار الوحيد لكفاءة الأشخاص لدى النظام السوري، هو مدى ولائهم وانصياعهم له. وتمَّ الإعلان عن ثلاث فعاليات فنيَّة ستقام يوم المهرجان، وهي إطلاق أوبريت، وعرض فيلم سينمائي، إضافةً لمعرض كاريكاتور.

بالنسبة للأوبريت، فهي أوبريت غنائية وطنية بعنوان "الله معنا"، من كلمات وألحان عادل الجراح، وتوزيع هاني طيفور، يؤدّيها نجومٌ سوريون شباب، هم عماد رمال، محمد قباني، يزن رشيد، نور عرقسوسي، هالة القصير وإيناس لطوف. ويشارك من لبنان المغني، ريان، والذي غاب منذ فترة طويلة عن الساحة الفنية. ويبدو واضحاً أن الأسماء المشاركة بالأوبريت، هي أسماء اقتصرت شهرتها على مشاركات عابرة ببرامج المواهب، ولم يقدم لها النظام الذي يستغلها في فعالياته وحفلات التكريم، أي دعم بعد خروجها من تلك البرامج، فهو يستغل حاجتها للفرصة والظهور والمشاركة بأي حدث فني، ويسيس مسيرتها.

أما العرض السينمائي، فهو عرض لفيلم "الله معنا"، ويحاكي "الأزمة السورية" و"معاناة الشعب السوري"، وهو من إخراج يزن أنزور، وهو نجل المخرج نجدت إسماعيل أنزور، والذي يشغل منصب نائب رئيس مجلس الشعب بالوقت الحالي، وصرح لصحيفة "تشرين" التابعة للنظام السوري، أن "الفيلم سيرصد الشهادة وبطولات الجيش العربي السوري في الميدان". وصرح أيضاً أن "فكرة الفيلم تركز على أن الإرهاب لا دين له، وتتناول العلاقة الروحانية بين الأديان ضمن طرح جديد". فالمخرج الشاب يبدو أنه أخذ على عاتقه إكمال مسيرة أبيه "الوطنية".

أما معرض الكاريكاتير، فهو معرض مخصص فقط لأعمال الفنان، نضال ديب، والذي يقدمه تعبيراً عن محبته لسورية كما صرح. ويتضمن المعرض ثلاثين لوحة كاريكاتور، وروج لها باعتباره رسمها وفقاً لأسلوبه الخاص، معتمداً على الطرفة غالباً، والتي تخفي رسائل موجهة عن معاناة الناس من تبعات "الأزمة" من جميع النواحي الحياتية، ومن ناحية أخرى يركز بأعماله على المباشرة، إذ يصوّر أوجاع الناس كما يراها.

فالمهرجان برمته، يحاول أن يستغل المهمشين فنياً من مواليي النظام، وممن التزموا الصمت، وآثروا البقاء على الهجرة، ليؤكد أن معيار الولاء لهرم السلطة، هو الطريق الوحيد السالك للارتقاء الفني داخل سورية.
المساهمون