08 مارس 2019
"شفيق يا راااجل"
محمد لطفي (مصر)
"شفيق يا راجل" عبارة تردّدت كثيرا في المسرحية الكوميدية "عش المجانين" التي قدّمها الممثل الكوميدي، محمد نجم، على مسرحه في الثمانينات من القرن الماضي. تذكّرنها وأنا أتابع "مونودراما" عودة الفريق أحمد شفيق من الإمارات إلى مصر، فقد كانت مونودراما تمثيلا وتأليفا وإخراجا تابعها المصريون على شاشات الفضائيات، وفي وكالات الأنباء و"السوشيال ميديا". وكما كانت عبارة "شفيق يا راجل" باعثة على الضحك في المسرحية، كانت مونودراما شفيق مدعاة للفكاهة والسخرية، فما فعله الرجل لم يقنع أحدا، ولم يتعاطف معه أحد، أو يجد سندا ومؤيدا، فلم يصفق أحدٌ خلافا للمسرحية الكوميدية التي صفق لها كثيرون آنذاك، فالمصريون جميعا يعلمون أن ما فعله الفريق شفيق هو من بشائر الانتخابات، ومقدّماتها المعروفة نتيجتها سلفا، تماما كنهاية المسرحية الكوميدية التي يعلم المتفرجون أن البطل في النهاية سيحقق ما يريد، وتنتهي، ليستعد لتقديم مسرحية أخرى.
لم يعد السؤال هل نجح النظام في مصر أم فشل على مدى الأربع سنوات السابقة في تحقيق ما يتمناه المواطن، أو فيما وعد به، أو على الأقل فيما طالب المصريين بتفويضه فيه. لم يعد هذا هو السؤال، فإجابته معروفة للجميع، وأكثر من واضحة. وللأسف، لم يكن يتمناها أحد، فقد فشل النظام في كل شيء. فشل بدايةً في إنجاز مهمة التفويض الذي طالب به، وفشل في تحقيق وعوده "بكره تشوفوا مصر"، وفشل في تحقيق أي رخاء أو رفع المعاناة عن المواطن... لذلك كله، لم يعد لهذا السؤال معنى أو قيمة، ولكن السؤال: متى يتخلى المؤيدون عن عنادهم، ويعترفون بالواقع الذي يراه الجميع كل يوم؟ وهل يمكن أن يستمر عنادهم لتستمر معاناة مصر والمصريين سنوات أخرى؟
مازال إعلام النظام يسعى إلى ترويج فكرة أن هناك مؤامرة كونية على مصر، تتعرّض لها، وأن كل الدول تسعى إلى محاربتها، وكسر إرادتها، وإرادة الشعب المصري. والجديد أنهم يدّعون أن ذلك يتم من أجل تمرير صفقة القرن.
من المعروف، وما رشح من معلومات عن صفقة القرن، من خلال وكالات الأنباء وتحليلات الخبراء والسياسيين، أن الهدف منها إقامة دولتين، إسرائيل على أرض فلسطين المحتلة، واقتطاع جزء من سيناء وضمه إلى غزة، لتقام عليه دولة فلسطين، مع بعض التفاصيل والاتفاقيات الجانبية. وما يهمنا هنا هو اقتطاع جزء من سيناء، والذي يروج إعلام النظام أن مصر تتعرّض لضغوط وإرهاب، من أجل الموافقة على ذلك. والسؤال هنا وهل كان تنازل مصر عن جزيرتي تيران وصنافير نتيحة لما تعرّضت له من إرهاب؟ إن تنازل النظام عن أرض الوطن، في أي مكان وأي وقت، وكذلك تنازله عن جزء من حق مصر في مياه النيل، واتفاقية الغاز في المتوسط و... إلخ، كل ذلك يتم بموافقة النظام ورضاه من دون ضغط من إرهاب أو غيره.
أما كسر إرادة المصريين، فهناك فعلا من يسعى إلى ذلك. وللأسف نجح جزئيا في ذلك، ولكنه ليس الإرهاب، وليس "داعش". إنه النظام نفسه... النظام هو الذي كسر إرادة المصريين، وأفقد الشباب روح الانتماء، ودفعهم إلى الهجرة، أو السعي إليها.
ولكن إلى متى؟ إلى متى سيكسر النظام إرادة المصريين؟ لقد نجح مبارك في ذلك 30 عاما. ولكن في لحظةٍ، جاءت ساعة الحقيقة، وأدرك الجميع أن إرادة الشعب لا يمكن كسرها أبدا قد تضعف تحت أدوات الظلم والبطش، ونتيجة لمعاول الفساد في كل مكان، ولكن أبدا لن تكسر، وستعود إرادة الشعب، لتزلزل النظام الحالي، كما حدث منذ سبع سنوات مع النظام السابق، وإن غدا لناظره قريب.
لم يعد السؤال هل نجح النظام في مصر أم فشل على مدى الأربع سنوات السابقة في تحقيق ما يتمناه المواطن، أو فيما وعد به، أو على الأقل فيما طالب المصريين بتفويضه فيه. لم يعد هذا هو السؤال، فإجابته معروفة للجميع، وأكثر من واضحة. وللأسف، لم يكن يتمناها أحد، فقد فشل النظام في كل شيء. فشل بدايةً في إنجاز مهمة التفويض الذي طالب به، وفشل في تحقيق وعوده "بكره تشوفوا مصر"، وفشل في تحقيق أي رخاء أو رفع المعاناة عن المواطن... لذلك كله، لم يعد لهذا السؤال معنى أو قيمة، ولكن السؤال: متى يتخلى المؤيدون عن عنادهم، ويعترفون بالواقع الذي يراه الجميع كل يوم؟ وهل يمكن أن يستمر عنادهم لتستمر معاناة مصر والمصريين سنوات أخرى؟
مازال إعلام النظام يسعى إلى ترويج فكرة أن هناك مؤامرة كونية على مصر، تتعرّض لها، وأن كل الدول تسعى إلى محاربتها، وكسر إرادتها، وإرادة الشعب المصري. والجديد أنهم يدّعون أن ذلك يتم من أجل تمرير صفقة القرن.
من المعروف، وما رشح من معلومات عن صفقة القرن، من خلال وكالات الأنباء وتحليلات الخبراء والسياسيين، أن الهدف منها إقامة دولتين، إسرائيل على أرض فلسطين المحتلة، واقتطاع جزء من سيناء وضمه إلى غزة، لتقام عليه دولة فلسطين، مع بعض التفاصيل والاتفاقيات الجانبية. وما يهمنا هنا هو اقتطاع جزء من سيناء، والذي يروج إعلام النظام أن مصر تتعرّض لضغوط وإرهاب، من أجل الموافقة على ذلك. والسؤال هنا وهل كان تنازل مصر عن جزيرتي تيران وصنافير نتيحة لما تعرّضت له من إرهاب؟ إن تنازل النظام عن أرض الوطن، في أي مكان وأي وقت، وكذلك تنازله عن جزء من حق مصر في مياه النيل، واتفاقية الغاز في المتوسط و... إلخ، كل ذلك يتم بموافقة النظام ورضاه من دون ضغط من إرهاب أو غيره.
أما كسر إرادة المصريين، فهناك فعلا من يسعى إلى ذلك. وللأسف نجح جزئيا في ذلك، ولكنه ليس الإرهاب، وليس "داعش". إنه النظام نفسه... النظام هو الذي كسر إرادة المصريين، وأفقد الشباب روح الانتماء، ودفعهم إلى الهجرة، أو السعي إليها.
ولكن إلى متى؟ إلى متى سيكسر النظام إرادة المصريين؟ لقد نجح مبارك في ذلك 30 عاما. ولكن في لحظةٍ، جاءت ساعة الحقيقة، وأدرك الجميع أن إرادة الشعب لا يمكن كسرها أبدا قد تضعف تحت أدوات الظلم والبطش، ونتيجة لمعاول الفساد في كل مكان، ولكن أبدا لن تكسر، وستعود إرادة الشعب، لتزلزل النظام الحالي، كما حدث منذ سبع سنوات مع النظام السابق، وإن غدا لناظره قريب.