"شرطة الجوار"... مقاربة اجتماعية للوقاية من التطرف في تونس

05 ديسمبر 2018
من فعاليات ندوة شرطة الجوار في تونس (العربي الجديد)
+ الخط -

تناولت الندوة الدولية "شرطة الجوار... شراكة ونجاعة وحوار" التي اختتمت فعالياتها أمس الثلاثاء، في تونس، سبل وآليات الوقاية من التطرف العنيف، وناقشت تجارب مكافحة ظاهرة الإرهاب للاسترشاد بها.


وقال رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة "الإرهاب"، مختار بن نصر، لـ"العربي الجديد"، إنه "رغم مساعي التصدي الواضحة للهجمات الارهابية في تونس، إلا أن العمل ظل منقوصا، خاصة على مستوى الوقاية"، مشيرا إلى أن "عدد التونسيين الذين سافروا إلى بؤر التوتر بلغ 2929 شخصا، فضلا عن منع 17 ألفا آخرين من السفر إلى تلك المناطق في عام 2013، كما لوحظ تزايد الهجمات الإرهابية منذ الثورة حتى مارس/آذار 2016".

وبين بن نصر أن "عدد العائدين من بؤر التوتر وفق إحصائيات وزارة الداخلية، بلغ 800 شخص في العام الماضي، ولكن هذا العدد مرجح للارتفاع خلال العام الحالي"، مؤكدا أن "مقاومة الإرهاب تكون بالتعاون مع عدة دول في مجال الوقاية من التطرف العنيف، وهناك شراكات على المستوى الدولي، وعن طريق الأمم المتحدة، إذ إن مسألة التطرف العنيف لا زالت تشغل تونس، وتسيطر على تفكير بعض الشباب الذي يعتبر عرضة للاستمالة والاستقطاب".


وأضاف إنّ "المقاربة التونسية واضحة في هذا الصدد، إذ لا يمكن لأي طرف أن يحل محل القضاء، ومن يتم القبض عليه يوضع على ذمة القضاء، وهناك مجموعات في السجون وآخرون تحت المراقبة الإدارية للتخفيف من خطر هذه العناصر".

وكشف أن "هناك خطة عمل انطلقت في السجون التونسية للتوعية وفك الارتباط مع هذه العناصر، وهي تجربة لا تزال في بدايتها، كما يتم التفكير في ما بعد مغادرة هؤلاء للسجون، وهل يمكن إدماجهم في المجتمع؟ وكيف سيكون ذلك؟".

واستعرض المسؤول بالحكومة الهولندية، رونالد سونمانس، تجربة تمت في جندوبة وطبرقة بالشمال الغربي التونسي قبل حوالي سنتين، وتم بناء عمل المشروع على أساس تعزيز عامل الثقة بين المواطن والمؤسسات الأمنية، مبينا أنه "المشروع الأول الذي يقوم على مفهوم شرطة الجوار في شمال أفريقيا في إطار الوقاية من التطرف العنيف، وتم اعتماده بالتعاون مع وزارة الداخلية التونسية، ومع إدارة مكافحة الإرهاب، وشمل لقاءات شهرية لمتابعة مراحل التطور بهدف بناء علاقة أفضل بين قوات الأمن والمجموعات المحلية في جندوبة وعين دراهم".

وأضاف أنّهم اعتمدوا أسلوبا هرميا لتحديد الأهداف ومتابعة التغيرات في السلوكيات التي تطرأ على الأشخاص، وعملوا على تطوير قدرات أعوان الأمن وتدريبهم على مفهوم شرطة الجوار والتعاون مع المجتمع المدني.


بدوره، بين الناشط السياسي الكندي، هارمن ديبراس أوكمبا، أنه "لا بد من تطوير الأمن وتوفير آليات الوقاية من التطرف، إذا كانت المجتمعات تسعى فعلا إلى محاربة الإرهاب، من خلال خلق مناخ ثقة بين المواطن والأمن، والموازنة بين المقاربة الأمنية والوقاية".

وأكد أوكمبا أن "عنصر الأمن لا يمكن أن يقوم بكل الأدوار، فتوفير الأمن مسؤولية مشتركة بين جميع الأطراف، وندعو الأمنيين للتقرب من المواطنين والعيش وسط الناس لأن الصورة التقليدية للأمني المتسلط انتهت ولم تعد تتماشى مع العصر".

دلالات