ارتبطت شجرة الزيتون في الأساطير السورية واليونانية القديمة بإحالات قدسية تتعلّق بنموّها الدائم حيث لا تموت ولا توقّف عن الإثمار في إشارة إلى أبديتها، وكذلك بخضرتها على مدار الفصول، ما جعلها تنال حظّها من الشعر والرسم في حضارات المتوسّط التي اعتبرتها أيضاً رمز لقهر الأعداء.
بمشاركة خمسة وأربعين باحثاً من اثني عشر بلداً، تنطلق فعاليات الدورة الأولى من المؤتمر الدولي "الزيتونة في الفكر والثقافة" التي تستضيفها جزيرة جربة التونسية ابتداءً من التاسعة من صباح بعد بعد غدٍ الجمعة، وتتواصل لثلاثة أيام بتنظيم من "جمعية تازامورت".
تهدف التظاهرة إلى "تثمين شجرة الزيتون كتراث طبيعي وتراث مادي ولامادي (شعر، أهازيج)، إلى جانب التحضير لإنجاز فيلم وثائقي يقدّم بعمق معطيات عن شجرة الزيتون، كمحاولة لتأسيس متحف للزيتونة من أجل حفظ الذاكرة والتعبير عن الهويّة"، وفق بيان المنظّمين.
وأشار البيان إلى أن "المؤتمر يهتمّ أيضاً بشجرة الزيتون كرمز للنضال الفلسطيني ضدّ الاحتلال الإسرائيلي، ورمز للأرض والصمود والمقاومة".
يتناول المشاركون محاور أساسية عدّة تتصل بدور شجرة الزيتون في صنع المشهد (الطبيعة)، وفي الحياة الاقتصادية والاجتماعية، وفي الآداب والفنون والتحولات المناخي، كما تُنظَّم أنشطة موازية، من بينها أمسية يشارك فيها شعراء من جزيرة جربة، يلقون فيها قصائد عن شجرة الزيتون، مع مصاحبة عزف على آلة العود.
كما تُعرَض أفلام وثائقية حول الشجرة، ويُفتتح معرض جماعي في "دار الثقافة فريد غازي" في مدينة حومة السوق، بمشاركة رسامين ونحاتين وفوتوغرافيين من تونس وخارجها.
الأوراق التي تُقدَّم في الجلسات؛ هي: "الخرافة والطرافة عن الزيتون في المصنفات الإسلامية" لـ فوزية كرراز من الجزائر، و"في الإرث النضالي الفلسطيني" لـ رائد يوسف قطناني من فلسطين، و"بين المعجمية والقرآن" لـ عبد الزراق بن عمر و"الزيتونة وجامع الزيتونة: من الأسطورة إلى الإشعاع" لـ صدق السلامي و"في التراث الديني: بين النص القرآني وكتاب النوازل" لـ العبد غزالة من تونس.
إلى أوراق حول "شجرة الزيتون وصورها في الطوابع البريدية" لـ هدى طالب و"الزيتون في الموروث الثقافي العربي: تمثّل رمزي وحضور وظيفي" لـ نادر سراج من لبنان، و"إثنوغرافيا مدن الزيتون من خلال كتب الرحالة" لـ مبروك بوطقوقة من الجزائر، و"في التراث الطبي التونسي" لـ بلقاسم حاجي و"في ثقافة البحّار" لـ الصغيرة بنحميدة و"إنتاج معاصر الزيتون في جزيرة جربة وتوزيعه الجغرافي خلال القرن التاسع عشر: معصرة الفصيلي في خمس أوفار نموذجاً" لـ حسن الخروبي من تونس.
يُذكر أن جمعية "تازامورت" اتخذت اسمها من المفردة الأمازيغية التي تعني شجرة الزيتون للتأكيد على أن هذه الشجرة وُجدت في الشمال الأفريقي قبل مجيء الفينيقيين إليها من الشرق، وقد تأسّست الجمعية في جربة سنة 2014.