تشهد محافظة إدلب ومناطق الشمال السوري الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة، تظاهرات جديدة، اليوم، تحت شعار "هيئة التفاوض لا تمثلنا"، وهي تسمية أثارت جدلاً في أوساط المعارضة.
واتهم رئيس "هيئة التفاوض السورية" المعارضة نصر الحريري، الذين صوتوا على اسم تظاهرات اليوم الجمعة، الذي أجرته "الفعاليات الثورية في الشمال السوري" عبر منصات التواصل الاجتماعي، بأنهم أتباعٌ لنظام الأسد.
وقال الحريري في تصريحات تلفزيونية إن "النظام عمّم إلى مؤسساته وحلفائه بأن يدعموا حملة التصويت على تسمية الجمعة بـ(هيئة التفاوض لا تمثلنا)"، معتبراً "أن ذلك يعد يوماً سعيداً للنظام بوجود هؤلاء الناس ممن يشككون بالجهة التي تناضل لإسقاطه".
ودعت الفعاليات المدنية والثورية وناشطون عبر شبكات التواصل الاجتماعي الى تظاهرات جديدة، اليوم الجمعة، في الشمال السوري، وذلك للجمعة السادسة على التوالي، تندد بالعدوان على إدلب ومناطق الشمال السوري، وتدعو إلى إعادة الاعتبار للنشاط المدني والسلمي في الثورة السورية.
وبشأن تسمية اليوم، طرحت على التصويت ثلاثة خيارات هي "لا للتفريط بالسلاح والأرض" و"التطبيع مع الأسد خيانة" و"هيئة التفاوض لا تمثلنا"، وفاز الخيار الأخير بالتصويت بنسبة بلغت حوالي 50 في المئة.
وحول آلية التصويت ومدى تعبيرها حقاً عن تطلعات ومزاج الشارع السوري، قالت لين مراد، عضو "شبكة الثورة السورية"، وهي الجهة التي تنظيم عملية التصويت، لـ"العربي الجديد"، إن الآلية تقوم على طرح ثلاث تسميات، التسمية الأولى تقترحها الشبكة، والثانية يقترحها تجمع التنسيقيات ومجموعات الداخل، وهم يجرون تصويتاً داخلياً على اسم محدد قبل تقديمه للشبكة، أما الاسم الثالث فتقترحه مجموعة من الإعلاميين وشخصيات ثورية بارزة، مشيرة إلى أن الاسم الذي فاز هذا الأسبوع اقترحته التنسيقيات.
وحول إمكانية مشاركة أنصار النظام السوري في عملية التصويت، وأن لا يكون الاسم بالتالي معبراً عن المزاج الشعبي لأوساط المعارضة، أوضحت مراد أن آلية التصويت مفتوحة للجميع على صفحة الشبكة في موقع "فيسبوك" اعتباراً من يوم الاثنين مساءً، حتى منتصف ليل الثلاثاء، لافتة إلى أنه لا يمكن بهذه الحالة منع أحد من التصويت، ولا توجد طريقة للتحقق من هوية المصوتين، مشيرة إلى أن هذه الطريقة هي المتبعة منذ بداية الثورة.
وحول ما إذا كانت تسمية اليوم، أي "هيئة التفاوض لا تمثلنا"، تخدم أهداف الثورة السورية أم النظام، قالت مراد إن شعار اليوم كان أقرب إلى "التحذير للهيئة، وليس الرفض والإسقاط"، وهذه رسالة للهيئة من جانب المتظاهرين.
وعما إذا كانت "التنسيقيات" لا تزال موجودة على الأرض بالقوة نفسها التي كانت عليها في بداية الثورة، ما يعطيها الحق بإطلاق التسميات، أكدت مراد أنهم موجودون على الأرض بالفعل وجميعهم في الداخل، وفي مناطق المعارضة.