"سورمانيا"... الهواء يجمع ألمانيا وسورية

21 ديسمبر 2017
فريق عمل "سورمانيا" (فيسبوك)
+ الخط -
لم يعد ناطق العربية في ألمانيا موضوعاً للحدث الإعلامي ومحوراً للنقاش فقط، بل أصبح مشاركاً وصانعاً للخبر، بفضل فريق عمل سوري مجتهد، يسعى إلى بناء جسور التواصل الحقيقية التي لا بد أن تخاطب المستمع العربي والألماني.


يقدّم راديو "سوريالي" بالشراكة مع راديو Deutschlandfunk kultur الألماني برنامجاً إذاعياً ناطقاً باللغتين العربية والألمانية، ليُناقش بطريقة "الدردشة" المواضيع التي تُهم الوافِدين العرب في ألمانيا والمجتمع الحاضن على حد سواء.

يدخل "سورمانيا" موسمه الثاني هذا العام، بعد إنتاج فريق العمل الموسم الأول منه كاملاً بشكل تطوعي العام الماضي، إذ خصصت له إحدى الإذاعات الألمانية الحرة، منصة إذاعية أسبوعية يبث عبرها مباشرة.

"سورمانيا" كلمة واحدة لهويّتين

تقول معدة البرنامج، ديمة البيطار قلعجي، إن "كل شيء بدأ بالربط الحقيقي بين الهويتين المختلفتين، سورية وألمانيا، لتتدمجا في كلمة سورمانيا".

وتعبر قلعجي، المقيمة في ألمانيا منذ أربع سنوات، عن إِدراكها لفكرة الهويتين المختلفتين، إذ على سبيل المثال، أصبح هناك سوري ألماني، سوري تركي، سوري لبناني، سوري في الداخل، وسوري في الخارج.

ولكل من تلك الهويات المزدوجة تجارب مختلفة تتعلق بالمكان والظروف المحيطة، وأصبح من الصعب الإنصات إلى وسائل الإعلام وهي تتناول الهوية السورية بالشكل ذاته على إنها مرت بالتجربة ذاتها، ومنه، فإن اجتماع الهويتين بالغ الضرورة، فهو تعريف لمجتمع جديد يبدأ بالتكون، له صفاته، حاجاته وأسئلته التي يجب طرحها بين الطرفين لتحقيق التواصل الأمثل.

ويتميزُ البرنامج بإيقاعه السلس وقربه من فكر المستمع، إذ يتحاور المقدمون بعفوية، ويقدمون في كل حلقة موضوعاً يمكن أن يتعلق بمعلومات بالغة الجدية، بدءاً بالقوانين المتعلقة بحماية الأطفال وتربيتهم في ألمانيا، انتهاءً بقصص الحب الرومانسية.

وتبدأ كل حلقة بحوار دائر بين المقدمين، يتيح للمُستمع أن يدخل في وسطه من دون مقدمات، ويتضمن البرنامج فقرة تضم مقابلات قصيرة مع الجمهور المعني بالموضوع في كل حلقة، إضافة إلى مقابلة مفصلة مع خبير مباشر في المجال، وينتهي بفقرة لطيفة يقدمها أحد مراسلي البرنامج من إحدى المدن في ألمانيا.

ترشح "سورمانيا" لجائزة الجمهور لـ"البودكاست" الألماني

تمكن البرنامج من الوصول إلى عدد كبير من المستمعين من اللغتين الألمانية والعربية في وقت قصير، وترك أصداء إيجابية في الوسط الإعلامي، ورشح أخيراً لجائرة الجمهور الألماني عن "البودكاست" الأفضل في 2017، علماً أن الجائزة تشمل ألمانيا كلها، وتتنافس فيها برامج ألمانية عدة.

ويشكل "سورمانيا" تجربة عربية متفوقة تتسم بالتوافق بين أفراد العمل، فيبدو الانسجام بينهم واضحاً ويكمل أحدهم ما يبدأه الآخر، بصيغة انسيابية تعكس روح الفريق واشتراكه بالرؤيا والهدف الواحد، ما يبعد "سورمانيا" عن التجربة الفردية التي تميز المُجتمع العربي بِشكل عام، وينقله إلى مستوى أكثر اكتمالاً ونضجاً.

وتشرح ديمة البيطار قلعجي: "عندما أقوم بإعداد النص العربي، أحرص على ترك حرية الخيار للمقدمين، وأدع لهم بعض الملاحظات التي تمكنهم من التعامل مع النص بحرية بما يتوافق وآرائهم الشخصية".

فريق العمل
حرص الفريق منذ البداية على إيجاد الأشخاص الذين يتمتعون بالخبرة الإعلامية الأكاديمية، إضافة إلى كونهم يتقنون اللغتين العربية والألمانية. وتقوم علياء أتاسي، الحاصلة على ماجيستير في الإعلام، بإعداد وتقديم الحلقات باللغة الألمانية، بينما تقوم الصّحافية ديما البيطار قلعجي بِإعداد الحلقات العربية، ويتشارك المخرج والممثل المسرحي بسّام داوود في تقديم البرنامج مع مهندس الصوت عبدالرحمن موسى، وطبيبة الأسنان رشا الخضراء التي تملك قناة "يوتيوب" خاصة بها.

ويتضمن الموسم الحالي من سورمانيا 12 حلقة، 6 منها باللغة الألمانية و6 باللغة العربية، إذ تبث مقاطع منها عبر أثير الإذاعة أسبوعياً، وتحمل الحلقات كاملة عبر الموقع الإلكتروني للإذاعة الألمانية ولإذاعة "سوريالي".

"الهوا هوانا"
ما هي الحدود التي يتوقف عندها التوق إلى الاندماج؟ وأين تنتهي هوية الآخر وتبدأ هويتنا؟

تقول قلعجي "لا بد أن يحمل البرنامج هوية واضحة في النهاية، ولهذا حرصنا على استخدام الموسيقى العربية في جميع الحلقات، وتمكنا من خلق هوية شرقية تعبّر عن ذاك المكان الذي أتينا منه حاملين إرثاً فنياً وموسيقياً وأدبياً، لا نريده أن يندثر بأي شكلٍ من الأشكال، بل على العكس نسعى لنشره والحفاظ عليه".

المساهمون