"سنة ضائعة من عمر مصر".. النيّة المُبيَّتة للانقلاب

06 يوليو 2014
حمّل الوثائقي أزمة الخبز والوقود لمرسي (مصطفى صبري/الأناضول/Getty)
+ الخط -


"سنة ضائعة من عمر مصر"، كان هذا عنوان الفيلم الوثائقي الذي أعدّته إدارة الشؤون المعنوية التابعة للقوات المسلّحة المصرية، عن عهد الرئيس المعزول، محمد مرسي، لتبرير الانقلاب عليه في 3 يوليو/ تموز من العام الماضي.

عُرض الفيلم خلال لقاء جمع الرئيس، عبد الفتاح السيسي، حين كان وزيراً للدفاع، وقيادات المؤسسة العسكرية في مسرح الجلاء في 14 يوليو/ تموز من العام 2013، بعد أيام قليلة من الانقلاب، استعرض ما وصفه بـ"الأزمات التي أطاحت بمرسي".
وعدّد الفيلم الوعود التي لم ينفذها مرسي، مثل مشروع النهضة، وحمّله مسؤولية تردي الأوضاع الاقتصادية وتفاقم الأزمات المعيشية، مثل أزمتي نقص الوقود وانقطاع الكهرباء.

وبما أن الفيلم كان جاهزاً في وقتٍ قصيرٍ نسبياً (11 يوماً بعد عزل مرسي)، رأى عضو المكتب السياسي لحركة "شباب 6 إبريل"، محمد مصطفى، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن "مادة الفيلم وتوقيت عرضه، يكشفان أن النية كانت مُبيّتَة للانقلاب على ثورة 25 يناير، وعلى أول رئيس مدني منتخب للبلاد".

وأضاف مصطفى أن "الفيلم يُعدّ محاولة فاشلة لتبرير انقلاب السيسي وقيادات المؤسسة العسكرية على السلطة المنتخبة". وأشار إلى أن "الأسباب التي عدّدها الفيلم لتبرير الانقلاب، تفاقمت بصورة أسوأ بعد وقوعه، وتصاعدت حدّتها بعد فوز السيسي بمنصب رئيس الجمهورية".
وعزز وجهة نظره قائلاً: "واجهتنا أزمة نقص الوقود في عهد مرسي، وتبيّن في ما بعد أنها كانت مفتعلة، لتأجيج الغضب الشعبي ضده، لكنه لم يصدر قراراً برفع أسعار المحروقات كما فعل السيسي، والذي رفعت حكومته أسعاره بنسبة تراوحت بين 40 و90 في المئة".
وتابع: "كما ينقطع التيار الكهربائي بشكل مضاعف، مقارنة بما كان عليه الحال أيام مرسي، الذي اتُّهم آنذاك بتغذية قطاع غزة بالكهرباء".
وأكد أن "محاولة الفيلم الترويج لوجود أزمة في الخبز والتموين ادّعاء كاذب". وأشاد بدور وزير التموين الأسبق في عهد مرسي، باسم عودة، و"نجاحه في تحقيق طفرة داخل وزارته، شهد لها الجميع، وهو المعتقل حالياً، والصادرة ضده أحكام بالإعدام والمؤبد".
ولفت الى أن "نجاحات عودة وضعت وزير التموين الحالي، خالد حنفي، في ورطة، بعدما تم السماح لمتوسطي الدخل بالحصول على بطاقات تموينية، وهو ما تتجه السلطة الحالية للتراجع عنه، في إطار خطتها لإلغاء الدعم".
وفي ما يتعلق بإشارة الفيلم إلى أن التضييق على النشطاء كان سبباً في الإطاحة بمرسي، قال القيادي بـ"6 إبريل"، إن "مصر عاشت أزهى عصور الديمقراطية في عهد مرسي، مقارنة بما وصل إليه الحال بعد الانقلاب".
ومضى قائلاً: "بعد الانقلاب، أصدروا قانون التظاهر المُقيّد للحريات، وأجهضوا التظاهرات بكل وسائل العنف، وقمعوا النشطاء، وتم استصدار أحكام بسجنهم لسنوات، وأحكام جماعية بإعدام معارضي السلطة". يُذكر أن قوات الأمن اعتقلت مصطفى بسبب مشاركته في وقفة أمام منزل وزير الداخلية في عهد مرسي. 
وكان الفيلم قد لمّح إلى دور حركة "تمرد"، الداعية لجمع 30 مليون توقيع لسحب الثقة من مرسي، وإلى تظاهرات 30 يونيو، وهو ما رد عليه مصطفى بالقول: "لا يقتصر الأمر على الحركة وحدها، بل كافة القوى الثورية شاركت في موجة غضب، للضغط من أجل انتخابات رئاسية مبكرة، وليس لتنفيذ انقلاب عسكري".

المساهمون