أصبح معرض الفنان الأميركي أندريس سيرانو قصّة موازيةً للأحداث التي هزّت العاصمة البلجيكية بروكسل طلية الأسبوع الأخير. افتتح المعرض في 18 آذار/ مارس الجاري، وهو اليوم الذي تركّز فيه الاهتمام العالمي ببروكسل مع خبر القبض على صلاح عبد السلام، المتّهم بالتخطيط لعمليات 13 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي في باريس.
بعد ذلك، وفي 22 من الشهر الجاري، هزّت تفجيرات مطار بروكسل العالم، ما أدخل المدينة في حالة طوارئ أجبرت المشرفين على "غاليري ناتاليا أوباديا" على غلق المعرض إلى موعد غير محدّد.
لم يطُل قرار الغلق، فأمس، جرى الإعلان عن فتح أبواب الغاليري من جديد، ليتحوّل بسرعة إلى ما يشبه "الحدث الثقافي"، حيث جرى ربط إعادة الافتتاح بعودة الحياة الطبيعية إلى المدينة، بل إن المواد الفنية المعروضة فيه أخذت أبعاداً ضمن المناخ الذي تعيشه، خصوصاً أن الفنان الأميركي يشتغل على ثيمات الموت والعنف والعقاب الجسدي وفقدان المعنى في العالم المعاصر، والتي تلتقي مع القراءات التي تُقدَّم لدى الحديث عن الإرهاب الذي يضرب "عواصم الحضارة العالمية".
في الحقيقة، لا علاقة للأحداث الأخيرة، سواء الباريسية أو التي جدّت في بروكسل، باشتغال سيرانو على هذه المحاور، فالفنان الأميركي، صاحب الـ 66 عاماً، يقدّم منذ 1985 أعمالاً ضمن هذه التوجّهات، لعل من أبرزها سلسلة "المشرحة" التي قدّم، من خلالها، مجموعة صور لجثث، في محاكاة لتاريخ الفن الكلاسيكي في ما يتعلق بوضعيات الأجساد.
أما في معرضه الحالي، الذي سمّاه "سلسلة تعذيب" فهو يعتمد على تنصيبات لأجساد، مغطّاة غالباً، في حالات تعذيب.
اقرأ أيضاً: نورمان روكويل: الأمم المتحدة وزمن لن يأت