ولاستخراج زيت السمسم بهذه الطريقة، ينبغي أن يسير الجمل بشكل دائري معصوب العينين لأكثر من أربع ساعات متواصلة، للحصول على 10 لترات من الزيت الصافي، ما يعني أن هذا الحيوان يبذل مجهودا كبيرا في سبيل استخراج الزيت.
وفي السياق، يقول المواطن السوداني عبد الله كباشي، (35) عاماً، الذي أنشأ معصرته التقليدية في مدينة أم درمان بولاية الخرطوم، إنه "ورث هذه المهنة عن أجداده وحافظ عليها، لكون الزيوت المستخلصة منها لا تزال تجد رواجاً لدى الكثيرين".
ويضيف كباشي، لـ"العربي الجديد"، أن زيت المعاصر التقليدية هو المفضل لدى السودانيين، باعتباره طبيعياً وخالياً من الإضافات الكيميائية، عكس الزيوت المصنّعة".
ويعمل كباشي على ثلاث فترات في اليوم للحصول على 30 لتراً من الزيت يبيعها بأكثر من ثلاثة آلاف جنيه، وتمثل دخلاً جيداً له بعد سداد نفقات الإنتاج المتمثلة في خام حبوب السمسم وشراء العلف للجمال التي تعد محركات حيوية لاستخلاص هذه الزيوت.
وتتكون المعاصر التقليدية من جذوع شجر النيم، بالإضافة إلى بعض الأخشاب التي تساعد في الضغط اللازم والمتواصل للحصول على الزيت.
ويقول كباشي إنه لا يعرف لماذا استخدم أسلافه سفن الصحراء تحديداً لهذه المهمة، ولم تراودهم فكرة استخدام أي حيوان آخر غيرها. لكنه يرجح أنهم فعلوا ذلك ليقينهم أن الجمال أكثر صبراً وتحمّلاً للمشقة المتواصلة التي يفرضها عمل كهذا.
ويوضح أنّ الجمال التي تنتدب لهذه المهمة، غالبا ما تخضع لتدريب وترويض من أصحابها، قبل أن تباشر مهمة دورانها، قصد استخلاص الزيوت الطبيعية.
ويُستخدم زيت السمسم المنتَج من المعاصِر التقليدية، في العديد من الأكلات الشعبية، خاصة أنه ذو رائحة نفّاذة ومستحبة للكثيرين. كما يلجأ البعض إلى استخدامه كعلاج للالتهابات ونزلات البرد عن الأطفال.