من "أيام الثورة والغضب" إلى "سري للغاية"، تحول اسم الفيلم الغامض الذي لا حديث للوسط الفني عن سواه. لم يعرف أحد أسباب ذلك التغيير ولن، لأنه لا معلومات عن ذلك المشروع السيادي، سوى ما يتسرب عبر الشاشات وفي المقالات من آن إلى آخر.
بدأ الأمر فكرة من السيناريست المصري، وحيد حامد، في ما بدا تكليفاً رئاسيّاً لعمل يتزامن عرضه مع الانتخابات أو التفويض الجديد، أو ما سيستقر النظام عليه في التعامل مع انتهاء فترة الرئاسة الأولى لعبد الفتاح السيسي.
لكن ظهور حامد في تكريمه الأخير في "مهرجان دبي السينمائي"، صاحبَه الإعلانُ عن قطيعةٍ بين الرجل والمشروع، حسمها برسالة نشَرَها الناقد الفني، طارق الشنّاوي، يوم الاثنين الماضي في عموده بـ"المصري اليوم"، قال له فيها: "ليس لدي من الأصل سيناريو اسمه سري للغاية".
في حوار مع صحيفة "الوطن" المصرية، يوم الأحد الماضي، يمضي خالد الصاوي، مُعدّداً الأسباب التي جعلته يتراجع عن رفض المشاركة في الفيلم الذي من المفترض أن يُقدِّم فيه شخصيّة القيادي الإخواني "خيرت الشاطر". فيقول إنَّ كلامه قد يبدو للبعضِ سَاذجاً (وهو كذلك بالفعل)، ثم يتحدَّث بجملة من الآراء غير المترابطة عن مؤامرات الإدارة الأميركية، وهل تواجد الحرس الثوري الإيراني في ميدان التحرير؟ ويحسم الموقف قائلاً: "الشرطة الحالية مش هتاكل علينا عيش".
يتناول الفيلم الفترة من الخامس والعشرين من يناير/ كانون الثاني حتى الثلاثين من يونيو/ حزيران، لا نعرف أي التاريخين سيصبح الثورة في السيناريو القديم، أو الجديد، لكن الترشيحات المعلنة للعمل حتى الآن تبدو أقرب إلى فقرة في برنامج snl أو فقرة في برنامج ظهيرة على قناة موجة كوميدي.
أحمد السقا في دور عبدالفتاح السيسي، ونبيل الحلفاوي في دور طنطاوي، وأحمد شاكر عبد اللطيف في دور حسني مبارك، وأحمد رزق في دور محمد مرسي، ومحمود حميدة في دور محمد بديع، وطارق لطفي في دور محمد البلتاجي، ونضال الشافعي في دور هشام قنديل، مع ظهور خاص لمحمد رمضان وعادل إمام وفردوس عبد الحميد ومنى عبد الغني وأمير كرارة وروجينا. أما أحمد حلاوة فيقدم شخصية سامي عنان بديلاً للممثل الراحل مظهر أبو النجا، وهذان اختياران معبران عما يجري في العمل.
اتصالات عليا لتكليف الفنانين بالمشاركة في الفيلم، وميزانية مفتوحة، وأجواء كتلك التي تصاحب الأوبريتات الوطنية ترفع سقف المتوقع من فيلم أسند تنفيذه إلى المخرج، محمد سامي، الذي بدا حامد مُعترضِاً على اختياره في أكثر من إشارة، مُفضلاً العمل مع ابنه مروان، أو المخرج، محمد ياسين، الذي قدّم معه الجزء الأول من مسلسل الجماعة.
لكن، هل كان هذا اعتراض المؤلف الوحيد أم أن تدخلات في مضمون الفيلم ورسالته زادت حنقه؟ لا يبدو الرجل كذلك متسامحاً مع الطريقة التي عومل به خلال مرحلة التحضير للفيلم، ولا يُتوقع أن الرجل المعتد بنفسه وتاريخه سوف يصمت طويلاً، مع اقتراب الفيلم من الانتهاء، وقرب ظهوره للنور. فهل سيسبق ذلك ويفتح النار معلناً ما جرى، ومُتبرئاً من العمل، أم أن محاولة أخيرة قد تقنعه بالهدوء لضمان وجود اسمه على الشريط الذي يمثل الكثير للمشرفين على البروباغندا الرئاسية حالياً؟
في ظروف اقتصادية صعبة وخانقة، لم تتردد الدولة في فتح خزائنها عبر شركاتها الصورية من أجل فيلم واحد كهذا، يقول العاملون في مجال السينما إن ميزانيتها ومدة تصويره، وما أتيح له من تسهيلات وفريق عمل، لم تتح لعمل فني من قبل، لكن الطريقة التي تتعامل بها نفس الأجهزة مع أخباره ومراحل تنفيذه وهدفه، تبدو أقرب إلى ما يحدث مع "صفقة القرن" تسمع عنها كثيرًا ويتكرر اسمها دون أن يجرؤ شخص على السؤال عن ماهيتها أو جدواها.
اقــرأ أيضاً
لكن ظهور حامد في تكريمه الأخير في "مهرجان دبي السينمائي"، صاحبَه الإعلانُ عن قطيعةٍ بين الرجل والمشروع، حسمها برسالة نشَرَها الناقد الفني، طارق الشنّاوي، يوم الاثنين الماضي في عموده بـ"المصري اليوم"، قال له فيها: "ليس لدي من الأصل سيناريو اسمه سري للغاية".
في حوار مع صحيفة "الوطن" المصرية، يوم الأحد الماضي، يمضي خالد الصاوي، مُعدّداً الأسباب التي جعلته يتراجع عن رفض المشاركة في الفيلم الذي من المفترض أن يُقدِّم فيه شخصيّة القيادي الإخواني "خيرت الشاطر". فيقول إنَّ كلامه قد يبدو للبعضِ سَاذجاً (وهو كذلك بالفعل)، ثم يتحدَّث بجملة من الآراء غير المترابطة عن مؤامرات الإدارة الأميركية، وهل تواجد الحرس الثوري الإيراني في ميدان التحرير؟ ويحسم الموقف قائلاً: "الشرطة الحالية مش هتاكل علينا عيش".
يتناول الفيلم الفترة من الخامس والعشرين من يناير/ كانون الثاني حتى الثلاثين من يونيو/ حزيران، لا نعرف أي التاريخين سيصبح الثورة في السيناريو القديم، أو الجديد، لكن الترشيحات المعلنة للعمل حتى الآن تبدو أقرب إلى فقرة في برنامج snl أو فقرة في برنامج ظهيرة على قناة موجة كوميدي.
أحمد السقا في دور عبدالفتاح السيسي، ونبيل الحلفاوي في دور طنطاوي، وأحمد شاكر عبد اللطيف في دور حسني مبارك، وأحمد رزق في دور محمد مرسي، ومحمود حميدة في دور محمد بديع، وطارق لطفي في دور محمد البلتاجي، ونضال الشافعي في دور هشام قنديل، مع ظهور خاص لمحمد رمضان وعادل إمام وفردوس عبد الحميد ومنى عبد الغني وأمير كرارة وروجينا. أما أحمد حلاوة فيقدم شخصية سامي عنان بديلاً للممثل الراحل مظهر أبو النجا، وهذان اختياران معبران عما يجري في العمل.
اتصالات عليا لتكليف الفنانين بالمشاركة في الفيلم، وميزانية مفتوحة، وأجواء كتلك التي تصاحب الأوبريتات الوطنية ترفع سقف المتوقع من فيلم أسند تنفيذه إلى المخرج، محمد سامي، الذي بدا حامد مُعترضِاً على اختياره في أكثر من إشارة، مُفضلاً العمل مع ابنه مروان، أو المخرج، محمد ياسين، الذي قدّم معه الجزء الأول من مسلسل الجماعة.
لكن، هل كان هذا اعتراض المؤلف الوحيد أم أن تدخلات في مضمون الفيلم ورسالته زادت حنقه؟ لا يبدو الرجل كذلك متسامحاً مع الطريقة التي عومل به خلال مرحلة التحضير للفيلم، ولا يُتوقع أن الرجل المعتد بنفسه وتاريخه سوف يصمت طويلاً، مع اقتراب الفيلم من الانتهاء، وقرب ظهوره للنور. فهل سيسبق ذلك ويفتح النار معلناً ما جرى، ومُتبرئاً من العمل، أم أن محاولة أخيرة قد تقنعه بالهدوء لضمان وجود اسمه على الشريط الذي يمثل الكثير للمشرفين على البروباغندا الرئاسية حالياً؟
في ظروف اقتصادية صعبة وخانقة، لم تتردد الدولة في فتح خزائنها عبر شركاتها الصورية من أجل فيلم واحد كهذا، يقول العاملون في مجال السينما إن ميزانيتها ومدة تصويره، وما أتيح له من تسهيلات وفريق عمل، لم تتح لعمل فني من قبل، لكن الطريقة التي تتعامل بها نفس الأجهزة مع أخباره ومراحل تنفيذه وهدفه، تبدو أقرب إلى ما يحدث مع "صفقة القرن" تسمع عنها كثيرًا ويتكرر اسمها دون أن يجرؤ شخص على السؤال عن ماهيتها أو جدواها.