"ستاند اب" كوميدي، هو الفنُّ البديل الذي يغزو المحطات التلفزيونيَّة العربيَّة والمسارح، وذلك لتقديم وجبة تلفزيونيَّة بديلة عن نشرات الأخبار والقضايا الاجتماعيّة والفنيّة وحتى العلميّة في قالب بسيط. لكن، كيف هو حال هذا الفن في العالم العربي، وهل التجربة في هذا الخصوص ناجحة حقاً؟
باسم يوسف
الإعلامي المصري، باسم يوسف، سيقف على مسرح مهرجانات "بيت الدين" في لبنان ليقدِّم برنامجاً ساخراً لمدة تسعين دقيقة مباشرة أمام الناس.
لغةُ باسم يوسف الساخرة ستحضُر إلى لبنان، وذلك بعد غيابه أو تغييبه عن التلفزيون لأسباب سياسيَّةٍ لم تعد تُخفَى على أحد، ما جعل الناس تتضامن معه ولو بطريقة غير مباشرة، وتنتظر أية إطلالة له. ويبدو أن القائمين على مهرجان "بيت الدين" في لبنان فهموا أصول اللعبة، وذلك في محاولة للاستفادة من شعبيّة الإعلامي الساخر.
فالأسلوب الساخر والإيحاءات وحركة الجسد التي يتمتّع بها يوسف، جعلتْه ينتصر على التقليديين، وهذا ما أبعدَه قليلاً عن طريق المحاسبة القانونيَّة في النقد، كونَه يتوجَّه بهذا الشّكل الأقرب إلى الناس، معتمداً على تعابير وجهه بالدرجة الأولى، وحركة اليدين، وأحياناً، الوقوف أثناء تقديمه لبرامجه، وهذا التوظيف سيأتي بالطبع لصالح المهرجان، الذي لم يقدِّم طوال سنواته نماذج "ستاند آب" ساخر، ويحاول هذا العام، استثمار نجاح تجربة يوسف في لبنان.
لكن، تجربة "ستاند اب" لن تقتصِر على حضور، باسم يوسف، في مهرجان "بيت الدين" الدولي، فلبنان بدأ يعجُّ بمجموعة من الكوميديين الذين قلّدوا أسلوبه، ولو كان هذا الأسلوب مُتعارفّاً عليه في البرامج الغربيّة وخصوصاً الأميركيّة.
عادل كرم وهشام حداد
في لبنان، سيقف الكوميدي، عادل كرم، أيضاً على مسرح مهرجانات أعياد بيروت ليقدِّمَ أمسيةً ساخرة. تمّ هذا الاستثمار من قبل منظمي المهرجان لكرم، الذي يُقدّم مساء كلّ ثلاثاء برنامج "هيدا حكي" على شاشة MTV اللبنانية، للمرَّة الثانية بعدما قدم أمسية مماثلة العام الماضي، ضمن مهرجانات أعياد بيروت أيضاً.
لكن، طاولت انتقاداتٌ كثيرةٌ برنامج كرم منذ انطلاقة البرنامج عام 2013. وعلى الرغم من ذلك، لم تأبه المحطة اللبنانيّة لهذه الانتقادات، بل وظّفَتْها لصالح الترويج لهذا البرنامج. هذه الطريقة أبقت "هيدا حكي" صامداً رغم ردود الفعل السلبية لثلاثة مواسم متتالية.
علما أنَّ الموجة العارمة من الانتقادات اللاذعة، قد طاولت البرنامج بفعل المادة التي يقدِّمها كرم، والتي تتحوّل مع الوقت إلى مجموعةٍ من المواقف أو النكات السخيفة، ويقابلها الناس بردود فعل شاجبة على مواقع التواصل الاجتماعي، كونها تفتقرُ لأدنى مقوّمات الفكاهة أو السخرية السوداء الهادفة.
اقــرأ أيضاً
وعلى الخطّ نفسه، نجد هشام حداد، المتأهِّبْ دائماً لمجابهة زميله، عادل كرم، على محطة LBCI اللبنانيّة. يقدِّم، هشام حدّاد، برنامجاً تلفزيونياً مُدّته ساعة زمنيّة، ويحمل اسم "لهون وبس"، ويكيل الشتائم لبعض الفنانين أو لمواقف حصلت على شاشات أخرى مع زملاء له، لكن طريقة حداد وكرم تبدو مستبدة، وتفتقد لإبداعات أو أهداف، على عكس باسم يوسف الذي يمتلك هدفاً سياسياً واضحاً. وذلك، لو حاولنا المقارنة بين نمطين من "ستاند اب" الساخر، الذي يغزو الشاشات العربية.
علي قنديل
علي قنديل، ممثّل وفنّان كوميدي مصري، بدأ حياته صحفيّاً، وانطلق بعد ذلك من خلال عروض الـ "ستاند اب" كوميدي من خلال البرنامج التليفزيوني Moga Stand-Up، ليشارِك بعدها كممثّل في بعض المسلسلات الكوميديّة. قنديل يجهّز لورشة "ستاند اب" كوميدي، وهي أوّل مؤسّسة ثقافيّة لتعليم والتدريب على فن "الستاند اب" كوميدي في مصر، وذلك بحسب ما ورد على صفحته الخاصة على موقع "فيسبوك". ورغم اختصاصه في الصحافة، استطاع قنديل أن ينجح ويعمَل على تأسيس مدرسة متخصّصة بهذا الفن الكوميدي الذي رسمه لنفسه.
عماد فراجين
يقدم الفنان الكوميدي الفلسطيني، عماد فراجين، تجربة جديدة في "ستاند اب كوميدي" من خلال الإذاعة، معتمداً على المواقف الكوميديّة الساخرة للجمهور. تجربةٌ جديدة نسبيّاً في عالم الكوميديا الساخرة، إذ اعتاد الجمهور على متابعة العروض الكوميديّة عبر المسرح أو شاشة التلفاز، لكن فراجين اختار الإذاعة في تجربة جديدة كلياً.
"ستاند اب" الخليج
في المملكة العربيّة السعوديّة يسيطرُ الخوف على بعض المتخصّصين في هذا الفن الجديد المنتشر في لبنان ومصر والمغرب بشكل كبير. تحفظُّات كثيرة تطاول بعض الذين يلجؤون لهذا الفن، ويقدّمونَه في حفلات خاصة بعيدة عن عيون الرقابة السعودية.
وقد وصل عدد الذين يمارسون فن "ستاند اب" كوميدي في المملكة إلى ثلاثين فرداً، يعمل بعضهم بطريقة سرية أو يستمدُّ دعماً من قبل نافذين في المملكة، لتقديم وصلات ناقدة تعتمد على الكوميديا والسخرية. حتّى إن بعضهم يرفض ذكر اسمه علناً في الصحافة، لإبداء رأيه في المسألة. لكن بعض هؤلاء، يبشّر بمستقبل واعد لمهنة "ستاند اب" في السنوات المقبلة.
المغرب
في العام الماضي أقيم في المغرب مهرجان "ستاند اب " كوميدي تحت عنوان "الفكاهة وتطوّر المدينة"، وتضمّن 18 عرضاً فكاهياً على شكل "ستاند اب" قدّمها فكاهيون شباب من مدن مختلفة. وتباروا على ثلاث جوائز خاصة. وكان المغربي، جاد المالح، عرض "ستاند اب" كوميدي قبل عامين على مسرح "غارنييه” الفرنسي، الذي يعدُّ أعرق مسارح دار أوبرا باريس، وفي أول عرض من هذا النوع على خشبتها. ونفذَت جميعُ بطاقات العرض في غضون ساعتين؛ حيث قدَّم المالح عرضه "سان تامبور"، وتطرَّق من خلاله إلى الاختلافات بين الرجال والنساء، وضريبة الشهرة، وطفولته في المغرب، ومشاكل الفرنسيين.
اقــرأ أيضاً
باسم يوسف
الإعلامي المصري، باسم يوسف، سيقف على مسرح مهرجانات "بيت الدين" في لبنان ليقدِّم برنامجاً ساخراً لمدة تسعين دقيقة مباشرة أمام الناس.
لغةُ باسم يوسف الساخرة ستحضُر إلى لبنان، وذلك بعد غيابه أو تغييبه عن التلفزيون لأسباب سياسيَّةٍ لم تعد تُخفَى على أحد، ما جعل الناس تتضامن معه ولو بطريقة غير مباشرة، وتنتظر أية إطلالة له. ويبدو أن القائمين على مهرجان "بيت الدين" في لبنان فهموا أصول اللعبة، وذلك في محاولة للاستفادة من شعبيّة الإعلامي الساخر.
فالأسلوب الساخر والإيحاءات وحركة الجسد التي يتمتّع بها يوسف، جعلتْه ينتصر على التقليديين، وهذا ما أبعدَه قليلاً عن طريق المحاسبة القانونيَّة في النقد، كونَه يتوجَّه بهذا الشّكل الأقرب إلى الناس، معتمداً على تعابير وجهه بالدرجة الأولى، وحركة اليدين، وأحياناً، الوقوف أثناء تقديمه لبرامجه، وهذا التوظيف سيأتي بالطبع لصالح المهرجان، الذي لم يقدِّم طوال سنواته نماذج "ستاند آب" ساخر، ويحاول هذا العام، استثمار نجاح تجربة يوسف في لبنان.
لكن، تجربة "ستاند اب" لن تقتصِر على حضور، باسم يوسف، في مهرجان "بيت الدين" الدولي، فلبنان بدأ يعجُّ بمجموعة من الكوميديين الذين قلّدوا أسلوبه، ولو كان هذا الأسلوب مُتعارفّاً عليه في البرامج الغربيّة وخصوصاً الأميركيّة.
عادل كرم وهشام حداد
في لبنان، سيقف الكوميدي، عادل كرم، أيضاً على مسرح مهرجانات أعياد بيروت ليقدِّمَ أمسيةً ساخرة. تمّ هذا الاستثمار من قبل منظمي المهرجان لكرم، الذي يُقدّم مساء كلّ ثلاثاء برنامج "هيدا حكي" على شاشة MTV اللبنانية، للمرَّة الثانية بعدما قدم أمسية مماثلة العام الماضي، ضمن مهرجانات أعياد بيروت أيضاً.
لكن، طاولت انتقاداتٌ كثيرةٌ برنامج كرم منذ انطلاقة البرنامج عام 2013. وعلى الرغم من ذلك، لم تأبه المحطة اللبنانيّة لهذه الانتقادات، بل وظّفَتْها لصالح الترويج لهذا البرنامج. هذه الطريقة أبقت "هيدا حكي" صامداً رغم ردود الفعل السلبية لثلاثة مواسم متتالية.
علما أنَّ الموجة العارمة من الانتقادات اللاذعة، قد طاولت البرنامج بفعل المادة التي يقدِّمها كرم، والتي تتحوّل مع الوقت إلى مجموعةٍ من المواقف أو النكات السخيفة، ويقابلها الناس بردود فعل شاجبة على مواقع التواصل الاجتماعي، كونها تفتقرُ لأدنى مقوّمات الفكاهة أو السخرية السوداء الهادفة.
وعلى الخطّ نفسه، نجد هشام حداد، المتأهِّبْ دائماً لمجابهة زميله، عادل كرم، على محطة LBCI اللبنانيّة. يقدِّم، هشام حدّاد، برنامجاً تلفزيونياً مُدّته ساعة زمنيّة، ويحمل اسم "لهون وبس"، ويكيل الشتائم لبعض الفنانين أو لمواقف حصلت على شاشات أخرى مع زملاء له، لكن طريقة حداد وكرم تبدو مستبدة، وتفتقد لإبداعات أو أهداف، على عكس باسم يوسف الذي يمتلك هدفاً سياسياً واضحاً. وذلك، لو حاولنا المقارنة بين نمطين من "ستاند اب" الساخر، الذي يغزو الشاشات العربية.
علي قنديل
علي قنديل، ممثّل وفنّان كوميدي مصري، بدأ حياته صحفيّاً، وانطلق بعد ذلك من خلال عروض الـ "ستاند اب" كوميدي من خلال البرنامج التليفزيوني Moga Stand-Up، ليشارِك بعدها كممثّل في بعض المسلسلات الكوميديّة. قنديل يجهّز لورشة "ستاند اب" كوميدي، وهي أوّل مؤسّسة ثقافيّة لتعليم والتدريب على فن "الستاند اب" كوميدي في مصر، وذلك بحسب ما ورد على صفحته الخاصة على موقع "فيسبوك". ورغم اختصاصه في الصحافة، استطاع قنديل أن ينجح ويعمَل على تأسيس مدرسة متخصّصة بهذا الفن الكوميدي الذي رسمه لنفسه.
عماد فراجين
يقدم الفنان الكوميدي الفلسطيني، عماد فراجين، تجربة جديدة في "ستاند اب كوميدي" من خلال الإذاعة، معتمداً على المواقف الكوميديّة الساخرة للجمهور. تجربةٌ جديدة نسبيّاً في عالم الكوميديا الساخرة، إذ اعتاد الجمهور على متابعة العروض الكوميديّة عبر المسرح أو شاشة التلفاز، لكن فراجين اختار الإذاعة في تجربة جديدة كلياً.
"ستاند اب" الخليج
في المملكة العربيّة السعوديّة يسيطرُ الخوف على بعض المتخصّصين في هذا الفن الجديد المنتشر في لبنان ومصر والمغرب بشكل كبير. تحفظُّات كثيرة تطاول بعض الذين يلجؤون لهذا الفن، ويقدّمونَه في حفلات خاصة بعيدة عن عيون الرقابة السعودية.
وقد وصل عدد الذين يمارسون فن "ستاند اب" كوميدي في المملكة إلى ثلاثين فرداً، يعمل بعضهم بطريقة سرية أو يستمدُّ دعماً من قبل نافذين في المملكة، لتقديم وصلات ناقدة تعتمد على الكوميديا والسخرية. حتّى إن بعضهم يرفض ذكر اسمه علناً في الصحافة، لإبداء رأيه في المسألة. لكن بعض هؤلاء، يبشّر بمستقبل واعد لمهنة "ستاند اب" في السنوات المقبلة.
المغرب
في العام الماضي أقيم في المغرب مهرجان "ستاند اب " كوميدي تحت عنوان "الفكاهة وتطوّر المدينة"، وتضمّن 18 عرضاً فكاهياً على شكل "ستاند اب" قدّمها فكاهيون شباب من مدن مختلفة. وتباروا على ثلاث جوائز خاصة. وكان المغربي، جاد المالح، عرض "ستاند اب" كوميدي قبل عامين على مسرح "غارنييه” الفرنسي، الذي يعدُّ أعرق مسارح دار أوبرا باريس، وفي أول عرض من هذا النوع على خشبتها. ونفذَت جميعُ بطاقات العرض في غضون ساعتين؛ حيث قدَّم المالح عرضه "سان تامبور"، وتطرَّق من خلاله إلى الاختلافات بين الرجال والنساء، وضريبة الشهرة، وطفولته في المغرب، ومشاكل الفرنسيين.