"زقاق" تعود إلى أسئلة شكسبير عن السلطة

24 ابريل 2018
(من العرض السابق لـ "راسين بالإيد")
+ الخط -
في 2016، وحين كان كرسي الرئاسة في لبنان شاغراً ومختلف عليه، أطلقت فرقة "زقاق" المسرحية اللبنانية عرضاً بعنوان "راسين بالإيد"، وكان وقتها يحاول فهم وتفكيك كيفية اختيار السلطة وكيفية بقائها.

وهذه الأيام، وبينما تنتشر الحملات الانتخابية للبرلمان اللبناني، تعود الفرقة مطوّرة المسرحية لتطرح الأسئلة نفسها، في عرض "راسين بالإيد" الذي تنطلق عروضه عند الثامنة من مساء الخميس المقبل، وتتواصل حتى الثالث من أيار/ مايو المقبل في "ستوديو زقاق" في بيروت.

تأخذ النسخة الجديدة من "راسين وإيد" في الاعتبارات الواقع السياسي التنافسي على سلطة النيابة الذي تحوّل إلى ظاهرة من خلال الحملات الإعلامية وتناقضاتها، ليعود السؤال مرة أخرى، من الذي يصل إلى السلطة وكيف ولماذا؟

"راسين بالإيد" عملٌ من إعداد وأداء وإخراج مشترك لأعضاء فرقة "زقاق"، ويستند فيه كل من مايا زبيب وجنيد سري الدين ولميا أبي عازر إلى نصوص ونماذج من عدّة مسرحيّات لـ شكسبير، يقومون بإعدادها وإخراجها وأدائها أيضاً، ومن هذه النماذج "الملك لير" و"ماكبث" و"يوليوس قيصر" وغيرها.

يقول بيان المسرحية "منذ أعماله المسرحيّة الأولى، طلب شكسبير من جمهوره النّظر في المسائل التي تنتقد الملَكيّة: ما الذي يعنيه أن يكون المرء ملكاً؟ متى يجب أن يُطاع الحاكم أو يعصى؟ كيف يتمّ اكتساب السّلطة السّياسيّة والمحافظة عليها؟ ما هو الفارق بين العنف والوحشيّة في الحكم؟".

انطلاقاً من هذه الأسئلة، شكّلت مسرحيّات شكسبير مسار تفكير في مفهوم القيادة والسّلطة، كأيّ مجادلة سياسيّة أو تاريخيّة. في قراءة لمسرحيّاته، وخاصة التاريخيّة منها، يظهر جليّاً أن القضايا السياسيّة هي جوهر أعماله.

يضيف بيان "زقاق" حول العرض "مثّلت السّلطة الفرديّة القاعدة الأساسيّة للقيادة والحكم في معظم أنحاء العالم العربي، حيث حَكَمَ الطّغاة وشخصيّات سياسيّة محدّدة حياة الناس لعقود. حتى في لبنان، حيث لم يستحكم ديكتاتور واحد في البلاد، تحكم ثقافة هاجسها بعض القادة والشخصيّات الذكوريّة التي شغلت الحكم لسنوات".

ويتابع "بعد الثّورات والأنظمة التي نتجت عنها، والحروب التي تلت ذلك وتستمرّ، وفي ضوء فشل الحكم في لبنان، تتّجه السّلطة وتتحوّل باتّجاه تحالفات متعدّدة وغير متوقّعة. نهتم في طرح الأسئلة الشكسبيريّة في سياقنا اليوم، من أجل تحليل ومساءلة النّماذج الأصليّة للنّظام الأبوي في محيطنا".

المساهمون