كشف تقرير حديث صدر عن مؤسسة "رويترز" لدراسة الصحافة أن مواقع التواصل كـ"فيسبوك" باتت المصدر الأول للأخبار بالنسبة للشباب، وأنها صارت تحول بين المؤسسات الكبرى وجني المال من الأخبار التي تنتجها، بحسب ما نقلت صحيفة "ذا غارديان" اليوم السبت.
وأجرى المعهد دراسة شملت 26 بلداً خلصت إلى أن 50 في المائة من مستخدمي الإنترنت يحصلون على الأخبار عبر مواقع التواصل الاجتماعي قبل كل شيء، في وقت قال عدد متزايد من المستخدمين إنها مصدرهم الرئيسي للأخبار.
وفي وقت ربطت مواقع كبريات المؤسسات الإعلامية نفسها بـ"فيسبوك" و"غوغل" لتوزيع أخبارها، حذرت الدراسة من أن هذه الأخيرة صارت وجهة بحد ذاتها.
وأشار التقرير في مقدمته إلى أن المؤسسات الصحافية في جميع أنحاء العالم تتعرض لاضطرابات غير مسبوقة في نماذج العمل وأشكاله مع الصعود المتواصل لمواقع التواصل الاجتماعي، والانتقال إلى الهواتف الذكية وتزايد الإعلانات على شبكة الإنترنت.
وأمست القصص الخبرية للمؤسسات، في بلدان مثل كندا وبريطانيا، تحظى بمتابعة أكثر دقة عند نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي اليابان وكوريا الجنوبية، حيث توزيع الأخبار أكثر ازدهاراً، بات ربع المحتوى فقط يتم الولوج إليه عبر الموقع، بينما يفضل القراء مواقع التواصل للوصول إليها.
وقال مدير الأبحاث في معهد "رويترز"، راسموس كليس نيلسون، لدراسة الصحافة لصحيفة "ذا غارديان" البريطانية، إن الانتقال إلى فضاء أرحب للتوزيع يمنح المؤسسات الإعلامية فرصاً أكبر للانتشار.
لكن راسموس استدرك قائلاً إن "المستخدمين صاروا يلجون إلى الأخبار أكثر فأكثر عبر طرف ثالث، هذا ما يصعب على المؤسسات الصحافية البروز بين الحشد، والاتصال مباشرة بالمستخدمين، وكسب المال، هذا التطور سينتج عنه بعض الرابحين، وكثير من الخاسرين".
وكشفت دراسة "رويترز" كذلك أن الشباب الأقل من 45 سنة قد قالوا إن مواقع التواصل مصدر أخبار أهم من التلفزيون، ما يوحي بتراجعٍ متواصلٍ للأداة التي لطالما كانت الأقوى والمصدر الأول.
وقالت الدراسة إن 28 في المائة من الشباب الذين تم استجوابهم قد قالوا إن مواقع التواصل هي مصدرهم الرئيسي للأخبار، بينما 24 في المائة فقط، قالوا إن التلفزيون هو المصدر الرئيس.
وقفز استخدام الهواتف الذكية لتصفح الأخبار من 37 في المائة فقط إلى ما يفوق 53 في المائة في ظرف سنتين فقط، يقول التقرير.
وفي وقت أشارت تقارير أخرى إلى زيادة الاهتمام العالمي بالفيديو كمصدر للأخبار، قالت دراسة رويترز عكس ذلك.
وكشفت الدراسة أن 24 في المائة فقط من المستجوبين يحبذون الأخبار عبر الفيديو، مبررين ذلك بأن القراءة تعتبر الطريقة الأسرع.
وما زال الاهتمام العالمي قليلاً عندما يتعلق الأمر بدفع المال مقابل الحصول على الأخبار، حيث لم تتجاوز نسبة المشتركين 10 في المائة من مجموع المتصفحين، وذلك عائد أساساً إلى منافسة شديدة من المحتوى المجاني.