منذ تخرّجهما من الجامعة الأميركية في دبي، تسعى مصممتا الأزياء التوأم روان وسوزان السعدي إلى ابتكار تصميمات توائم بين احترام المجتمع المحافظ الذي تعيشه المرأة العربية، واحتياجات هذه المرأة التي تمتاز حياتها اليومية بنمطٍ عصريٍّ يواكب أحدث التطورات العالمية على جميع صعد الحياة. وعلى مبدأ "أهل مكّة أدرى بشعابها"، تشرح الأختان كيف "تواجه المرأة المحافظة، ولاسيما المحجّبة، مشكلات في إيجاد قطع ملابس جميلة المظهر وراقية دون المساومة في مقاييس الاحتشام"، وهو الأمر الذي دفعهما إلى "إيجاد حلّ جذري لهذه المشكلات وتوفير زي جاهز لترتديه الصبايا المحافظات والمحجّبات من الراغبات باتّباع الموضة والأناقة". فكرّست الأختان تصاميم علامتهما التجارية "روزان"، التي تؤكّدان أنّها "تتوجّه إلى كلّ امرأة محافظة أو محجّبة".
سرعان ما تجاوز التوأم مسألة التصميم للمرأة العصرية - المحافظة نحو البحث عن حلول لمشاكل عملية تعاني منها هذه المرأة بسبب متطلّبات ملابسها وحشمتها: "مثل فساتين الحفلات المختلطة، أو الملابس المريحة الأنيقة في العمل أو حتّى الأزياء المختلفة لمن يعانين من الوزن الزائد"، تقول الأختان كما لو بصوتٍ واحد. وعن أشهر مشكلات الملابس التي تعاني منها المحجّبات تقولان: "لباس السهرة للحفلات المختلطة، فالكثيرات من النساء يقضين أوقاتاً كثيرة في البحث عن الفستان أو القطعة المناسبة لحفلة مختلطة تلبّي حاجة إحداهن كأنثى بأن تكون على الموضة وأن تكون في كامل حشمتها وحجابها، وقد عملنا في روزان على أن نجعل هذه المشكلة من الماضي". مشكلة أخرى تواجه المحجّبات هي أزياء الرياضة، "فعادةً عندما تخرج المرأة لممارسة الرياضة وسماع الموسيقى في الوقت ذاته تتعقّد حياتها عندما يتعقّد شعرها مع السمّاعات أو عندما تتطاير الشعيرات من جانبي الحجاب بسبب عدم وجود مدخل ومخرج سهل لسماعات الهاتف أو الموسيقى. وقد وجدنا حلاً لهذا بتصميم أنيق ومبتكر لحجاب ذي فتحات جانبية تسهّل عملية إدخال وإخراج سمّاعات الأذن".
هناك مشكلة أخرى عمل التوأم على حلّها هي "عدم قدرة اللواتي يعانينَ الوزن الزائد على أن يجدنَ ملابس مريحة وفضفاضة وأنيقة في آن واحد، وتجاوزنا هذه المشكلة بتوفير خيار القياسات الكبيرة أو التفصيل، وبهذا لن تضطرّ أنثى بعد الآن إلى المساومة على حشمتها من أجل الموضة أو أن تشعر بالسوء حيال مظهرها". تؤكد الأختان روان وسوزان: "كبرنا في بيئات مختلفة واستطعنا أن نستطلع الأذواق المختلفة لطبقات مختلفة من النساء وطبّقنا ذلك في تصميماتنا، كما أنّنا على اطّلاع دائم ونلاحق أحدث صيحات الموضة، وما ستجده المرأة في الموسم الآتي على ممرّات الأزياء في نيويورك وباريس ستجده الآن في تشكيلاتنا وتصاميمنا".
وترى روان وسوزان أنّ "على المصمّمة أن تُبقي نصب عينيها إجابات عن أسئلة: لمن تصمّم؟ ولماذا؟ وعليها عدم الانجراف تحت ضغط متطلّبات السوق، واختيار النوعية الأنسب بدلًا من الكلفة الأقلّ".