وأضافت المجلة، أن تغريدات ترامب على تويتر أزعجت حتى الطبقى الوسطى العلمانية في إيران، ومنها على سبيل المثال قول ترامب: "إيران تلعب بالنار، إنهم لا يقدرون كيف كان أوباما يعاملهم بلطف، وليس أنا!".
كما فرض الرئيس ترامب عقوبات جديدة على طهران، وأصدر أمراً تنفيذياً (معلق من قبل القضاء حالياً) يقضي بمنع الإيرانيين من دخول الولايات المتحدة.
وعلى هذا الأساس بات الراديكاليون الذين حذروا من أن أميركا كانت تستهدف الشعب الايراني، وليس فقط نظامها، يقولون بأن حكومتهم لن تثق بأميركا مرة أخرى. حتى أن المرشد الأعلى للثورة في إيران آية الله علي خامنئي، سخر من ترامب في خطاب الذكرى قائلاً: "شكراً لك، السيد ترامب، لإظهار الوجه الحقيقي لأميركا".
وبحسب "ذي إيكونوميست" فإنه حتى الإصلاحيون، الذين لعبوا دوراً بتفكيك البرنامج النووي الإيراني وسلموا مواد انشطارية كافية لبناء عشر قنابل نووية كجزء من الاتفاق النووي، باتوا يشعرون بخيانة أميركا لهم. فجواد ظريف وزير الخارجية الإيراني، الذي تفاوض على الاتفاق النووي مع القوى العالمية الست، فقد ابتسامته. وصرح مؤخراً "إيران لديها أيام صعبة قادمة"، أما محمد خاتمي، الرئيس السابق الذي كان قد حاول رأب الصدع مع الغرب، دعا الإصلاحيين للانضمام الى المتشددين في شجب أميركا.
وبحسب المجلة، فإنه يبدو أن الغضب الإيراني سيمتد للانتخابات الرئاسية التي ستجرى في مايو/أيار القادم، حيث كان الرئيس الحالي حسن روحاني يأمل أن يكون الاتفاق النووي قد عزز فرصته في النجاح مع النمو الذي كان منتظراً في الاقتصاد الإيراني على خلفية الاتفاق النووي، إلا أن خطاب ترامب تجاه إيران أبعد المستثمرين الذين كانوا في طريقهم إلى إيران.
لذلك يتوقع أن تكون لدى المتشددين الغاضبين الفرصة الأكبر لاختيار الرئيس القادم في إيران. المرشح ميرزه وحيد دستجردي، وهو أول وزير خارجية لإيران بعد الثورة الإسلامية، كان يعول في الفوز بالانتخابات المقبلة على أصوات النساء، إلا أن المحافظين الراديكاليين يبدو أنهم يتجهون إلى اختيار رجل عسكري، فأحد المقربين من خامنئي قال مؤخراً "إذا ترشح قاسم سليماني فإنه سيفوز"، وسليماني هو قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الذي يقاتل في الدول المجاورة لإيران بالشرق الأوسط (العراق وسورية).
ولفتت المجلة إلى أن كثيرين في حاشية ترامب يرون التجارب الصاروخية الإيرانية أنها ليست مجرد أفعال دفاعية محلية، لكنها سعي من قبل إيران لتوسيع نفوذها الإقليمي.
وختمت "ذي ايكونوميست" بالقول إن "هؤلاء الموجودين في حاشية ترامب يريدون مساعدة إسرائيل والدول العربية "السنية" لاحتواء إيران مجدداً. فالسيد جيمس ماتيس، وزير الدفاع في إدارة ترامب والقائد السابق للقوات الأميركية في الشرق الأوسط، لن ينسى أن المليشيات الشيعية المدعومة من إيران قتلت العديد من جنوده في العراق. ويرى خصوم إيران السنة أيضاً في تصرفات ترامب فرصة".
حيث يقول خميس الخنجر، أحد زعماء السنّة في العراق "نحن نتفق مع ترامب بوصفه الاتفاق النووي بأنه أعطى الضوء الأخضر لإيران للقيام بكل ما تريده في المنطقة". ولكن آخرين، بما في ذلك بريطانيا، يرون أن التشدد أكثر تجاه إيران سوف يدعم فقط الراديكاليين داخل إيران.