"ذا غارديان" عن السيسي: ديكتاتور في ضيافتنا

01 نوفمبر 2015
الرأي الآخر غائب في عهد السيسي (Getty)
+ الخط -
عام 2011، زار رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ميدان التحرير في القاهرة، حيث حيا الثورة بعد سقوط المخلوع الديكتاتور حسني مبارك. الأسبوع المقبل، وبعد أقل من خمس سنين على ذلك، يستقبل كاميرون الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الذي يستأثر بالسلطة في مصر.

وفي مقال له أمس، بعنوان "السيسي في لندن: لماذا يرحب كاميرون بالديكتاتور على أراضينا؟"، في صحيفة "ذا غارديان" البريطانية، تساءل جاك شينكر: "ماذا يفعل الشخص الذي قتل نحو 2500 من معارضيه في دوانينغ ستريت (مكان استقباله في بريطانيا)؟"

ونقل شينكر عن كاميرون قوله لقناة "بي بي سي" عام 2011، إنّ "بريطانيا تريد أن ترى مصر تخطو نحو مستقبل قوي وناجح، نريد أن تتحقق آمال المصريين بالديمقراطية والحرية والانفتاح، تلك الأشياء التي أصبح مسلما بها هنا".

وقال الكاتب: "بعد أسبوع سيصل السيسي إلى داونينغ ستريت، ستفرش له السجادة الحمراء، ويتبادل الهدايا مع كاميرون. سيتحدث عن الأمن والاستقرار ولكنه لن يذكر الديمقراطية والحرية والانفتاح".

وأشار الكاتب إلى أنّ السيسي قتل حوالى 2500 من معارضيه منذ الانقلاب على الرئيس محمد مرسي. وأضاف: "يجوب الرجل العالم منذ فترة لإثبات شرعيّته وتعزيزها، وهو ما يحرص كاميرون على مساعدته فيه". 

ويضيف الكاتب: "في عهد السيسي، تمّت ملاحقة ومطاردة الثوار الذين أسقطوا مبارك عام 2011. هؤلاء الذين التقاهم كاميرون خلال زيارته مصر خلال الثورة". ويتابع: "لفهم ما حصل في مصر يجب التساؤل عن مصير هؤلاء". ويقول إنّ "الثوريين يعذبون على يد أجهزة الأمن"، مشيراً إلى قضية محمود حسين، الذي اعتقل وسجن لـ500 يوم من دون محاكمة بعدما ارتدى وشاحاً ثورياً". ويضيف: "أما زعماء الحركة الديمقراطية فلن يرافقوا السيسي في زيارته، لسبب بسيط وهو أنّهم إما ممنوعون من السفر أو مسجونون خلف القضبان".

وينقل الكاتب عن ليلى سويف، والدة الناشطين الثلاثة علاء عبدالفتاح ومنى وسناء سيف، قولها: "السيسي هو رأس النظام الأكثر قمعًا وإجرامًا الذي عرفته البلاد منذ ولدت، وأنا الآن أقارب الستين".

ويروي الكاتب الأحداث منذ انطلاق الثورة عام 2011 وحتى عهد السيسي الحالي. كما ينقل شهادات عن الاعتقالات والتعذيب وغياب الرأي الآخر في مصر، ومنع التظاهرات في عهد السيسي وغيرها. وينقل الكاتب عن شريف عازار، وهو ناشط في مجال حقوق الإنسان قوله: "عندما تقمع الناس وتحجب الديمقراطية لا يمكن أن تحصل على الأمن في المقابل". ويسأل: "هل فعلاً تعتقد بريطانيا أنّ هذا سينجح؟".


اقرأ أيضاً: حملات التواقيع أملاً وحيداً للصحافيين المصريين